[صقر قريش]

صحيفة اليوم:الاربعاء 29 رجب 1430هـ العدد:13186
رسوب معلّمين فاضح
د.عبدالله الطويرقي
لا اعرف فعلا الكثير عن المركز الوطني التربوي للقياس لا من حيث أهدافه ولا أدواره ولا معايير وآليّات عمله عدا ما اعلن عنه مؤخرا بانه أجرى اول امتحان جدارة لمعلمين متقدمين للعمل التربوي على نطاق المملكة، والنتيجة رسوب أكثر من 50% من المتقدميّن 14000لوظيفة معلّم على نطاق المملكة..!! ولا اعرف بطبيعة الحال الكثير عن هذا القياس وطبيعته ولا المنافع المترتّبة عليه فيما يتعلّق بجودة ونوعيّة المعلّم/المعلّمة فى مدارسنا..اتمنى طبعا ان لا يكون هذا القياس مجرّد حركات بيروقراطيّة تفتح أبواب الوساطات والتجاوزات وتصفّي الكفاءات العلمية الحقيقية بشكل يحد من العرض الكثيف للكوادر التعليميّة الذكورية والأنثوية مقابل الطلب المحدود عليها .. المسألة فى نظري طيبة وتنبئ عن توجّهات إصلاحية نوعيّة للكوادر التربوية ، ويبدو أننا أمام نظام فلترة ممعير بشكل علمي وسيحسّن كثيرا من مخرجات التعليم العام فى البلد..لكن هل المعلمون والمعلمات وانا نتساءل عن مدى نظاميّة هكذا امتحان وهل هو من ابتكارات الوزارة وخبرائها فى التطويّر التربوي،أم انه ضمن برنامج الملك عبدالله لتطوير التعليم والمعتمد له أكثر من تسعة مليارات وتديره شركة قابضة تم التشريع لها ..وهل مجلس الشورى الموقر مرّ عليه هكذا إجراء يمس الوظيفة التعليميّة ووافق او تحفّظ عليه؟! وهل الخدمة المدنية حرسها الله تعرف بهذا القياس وشرّعت له ضمن اشتراطات التوظيف للمهنة التعليميّة ولم تر فيه أي تضارب مع نظام الخدمة المدنية لا من قريب او بعيد..مشكلتي أنا ليست مع المعلمين الراسبين ولا مع كليات التربية فى البلد ومناهجها ومهارات واشتراطات العملية التعليميّة فى البلد، ابدا انا فقط اتساءل عن مدى نظامية الإجراء..وهل هكذا إجراء فيه ازدواجية وربما نسف لمعايير تهيئّة المعلمين والمعلمات فى البلد خاصة وان معظمهم يطبّق لفصل دراسي تحت سمع وبصر الوزارة ومدارسها فى مناطقها التعليميّة!.وحصول المعلم والمعلّمة على المؤهل هو الاشتراط الأوحد والمهم فى معيّرة المتقدم للوظيفة التعليمية إلى وقت قريب..وفيما لوا لافترضت أن المسألة نظامية وضمن مظلة برنامج الملك عبدالله لتطوير التعليم ، اوليس من الطبيعي أن تتأسّس هذه المعيّرة على ما يدرّس للطالب والطالبة فى كليات التربية؟! وأليس من الضروري ان يطبّق هذا الاختراع بعد أن تتأكد الوزارة من نوع وجودة والكم المهاري والتخصّصي الذي تهيّئ كلياتنا وجامعاتنا معلمي ومعلمات المستقبل وبشكل يعكس ما يقيّسه هذا الامتحان لكل متقدم للوظيفة التعليمية..او ليس من حق الطالب والطالبة الذي يتعاقد مع كلية بدراسته فيها وتخرّجه منها بعد حصوله على التأهيل المنصوص عليه فى الخطط الدراسية ان لا يفاجأ بامتحان قدرات إللّي درسوه فى الكلية ما يعرفون عنه شيئا..أنا مع النظام ولست ضده ولكن التطبيق الراهن هو المشكلة..أعان الله المعلمين والمعلمات.
الندوة : الأربعاء 29-07-1430هـ العدد : 427
أبناؤنا وتحسين الخط!
علي خضران القرني
| رحم الله عهد الدراسة والمدرسين قديما.. فمازلت أذكر ذلك المعلم القدير الذي كان يمثل مدرسة مستقلة في جانب من جوانب التعليم الهامة (الخط .. والحساب) وكانت تكتظ حلقته الموجودة آنذاك في باب من أبواب الحرم المكي الشريف ..ومن يكمل دورتها يؤهل بجدارة للعمل في أي قطاع عام أم خاص لإلمامه بعلوم اللغة والاملاء والكتابة وحسن الخط.
| عادت بي الذاكرة إلى ذلك العهد القديم لما لاحظته على خطوط بعض ابنائنا طلاب التعليم العام والجامعي هذه الأيام وما يشوبها من رداءة في الخط وجهل بقواعد اللغة والاملاء والخط بشكل مؤسف وغير مريح.
| ولو قارنا بين خريج الابتدائية بالأمس وبعض خريجيها اليوم في هذا المجال كان البون بينهما شاسعاً.
| ورغم تقدم التعليم لدينا فانه لا يوجد ببلادنا معاهد متخصصة لتحسين الخطوط كما هو الجارى في العديد من الدول ..ومن يقوم على تدريس هذه المادة ضمن جدول حصص التعليم العام، هم من غير المتخصصين في مجالها فلا غرابة اذا جاءت خطوط معظم الطلاب على خلاف ما ينبغي في هذه المادة ..إلا من كان موهوبا فيها .. وهم قلة.
| وحرصاً على مستوى طلابنا في هذا التخصص المهم فانني اقترح فتح معاهد لتحسين الخطوط ..يقبل فيها حملة الثانوية العامة.. وخاصة من كان موهوباً في الخط من الطلاب ..وتكون مدة الدراسة فيها أربع سنوات يمنح الخريج الدبلوم العالي في الخط العربي وعلومه ويعتبر معادلاً للبكالوريوس؟
| ان فتح هذه المعاهد ..فيه فوائد عدة منها:
| ايجاد متخصصين مؤهلين في تدريس هذه المادة لخلو مدارسنا منها.
| تحسين خطوط ابنائنا والمامهم بعلوم الخط العربي وفنونه.
|الاكتفاء الذاتي في القطاعين العام والخاص من المتخصصين في هذا المجال فالمعلوم أن الكثرة من محترفي هذه الصنعة من غير السعوديين.
| فتح المجال للراغبين في ممارسة هذه الصنعة بعد التخرج للعمل في القطاع الخاص عن طريق فتح محلات تعنى بهذا التخصص لأن معظم من يعمل فيه غير متخصصين (دراسياً) بل أخذوا هذا الفن عن طريق الموهبة والممارسة والعصامية.
| ونحن على ثقــــــــــة من أن معالي وزير التربية والتعليم صاحــــــــب السمو الأمير فيصل بن عبدالله لن يألو جهداً في توجيه الجهة المعنية ببحث دراسة هذا المطلب فهو من مكملات العملية التعليمية ويمارس في معظم الدول العربية والاســـــــــلامية، وايجـــــــــاده في مدارسـنا يسهم اسهاما فاعلاً في موكب النهضة التعليمية التي تعيشها بلادنا في شتى المجالات.
| خاتمة: من شعر الحكمة التي كان يكتبها لنا أساتذة الخط أيام زمان كدروس في تعلم الخط وقواعده وأصوله قول الشاعر:
إن كنت ذا مال فخطك زينة
وإن كنت محتاجاً فكل منه واشرب؟