رد: موقف يستحق ان نقف قليلاًَ ..
أخي المقداد بن ألأسود : أنها الفتن , نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن , مفتون بماله , ومفتون بفقره , ولا غرابة أن يفتن أناس من كلا الطرفين بالجشع , فلا الفقير يتعفف أذا كان عنده قوت شهره , ولا الغني يتجنب الشح ويتذكر أن الشيطان يعده الفقر والله يعده مغفرة منه ورضوان .
أخي المقداد والأخوة القراء ألأكارم : أعطوهم من مال الله الذي أعطاكم , ولكن أعطوهم اليسير كالريال والخمسة والعشرة فأن من بينهم من أكتوى بقسوة الفقر وظلم مجتمعه له , أعطوهم اليسير ولا تعطوهم الكثير , ولا تعطوهم من زكاة أموالكم , وخصوا بالزكاة من تعلمون تمام العلم فقره وعوزه .
أعطهم يا ابن الأسود لا حرمك الله من أجرهم , وأحمد الله الذي أعطاك وجعلك اليد العليا وجعل من غيرك اليد السفلى .
أعطوهم أيها ألأخوة واستعيذوا بالله من الفقر والشح والجشع ، فأن لم يكن في الجيب شيء من اليسير فليكن في أخلاقكم متسع لأحسان الظن بهم , وليسعد النطق أن لم يسعد الحال , فلا تظنوا عليهم بالمحيا السمح والوجه الطلق ومسحة من ألأبتسامة لتطيبوا بها خاطرا وتعطون أشارة لبائس فيها شيء من ألأعتذار , أعطوهم اليسير ولا تروا أحدا منهم أستصغارا ولا تعاليا ولا استكبارا , واتقوا دعوة المظلوم منهم , فأن الله يرفع دعوته فوق الغمام ويقول : وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين .
أخوتي ألأعزاء , لماذا تتحاملون على ضعفائكم , وتتداولون الرأي في محاربة الظاهرة ولا تمرون على أسبابها ؟, لماذا تشمئزون من رؤيتهم في مواقف أذلوا أنفسهم فيها بسبب بؤس البعض منهم ؟.
لماذا نسيتم أو تناسيتم أن لهم حق في زكاة أموالكم , ومنها زكاة معادن وخيرات ألأرض التي لو أعطي لكل واحد منهم حقه فيها لما وجدتم فقيرا ولا محتاجا ؟, ولملك الفقير المنزل والمركب وعاش مع غيره عيشة كريمة تعفه وتغنيه عن المسأله .
|