[صقر قريش]

عكاظ : الأحد 04-08-1430هـ العدد : 2961
المبدعون الجدد
عبدالله مغرم
مما لاشك فيه أن القطاع العام يسير بين أزقة البيروقراطية وطوفان المركزية، ويرجع ذلك إلى استمرار القطاع العام بالعمل بنفس مسار التفكير الإداري التقليدي، والذي يرتكز على العمل بما تعارفوا عليه آخذين بمبدأ الحيطة والحذر أساس تعامل، وعند الرغبة في التغيير يبدأ المشوار بإعداد دراسات وتنتهي بالعرض على اللجان، ويتم البت بعد سنوات من التمحيص والتدقيق، لذلك تسير حركة التطوير لدينا بسرعة أقل منها حول العالم، وهذا ما أدى إلى تأخر النتائج.وحتى نخرج من المأزق الحالي نحتاج إلى ضخ نمط التفكير الإبداعي في القطاع العام حتى يتم التعامل مع التغيير بشكل أسرع، ويتمكن القطاع العام من إحداث نقلات نوعية من خلال خروجهم عن المألوف في طريقة التفكير الإداري لتنتج أنظمة وتشريعات أكثر ملاءمة للحاضر وتوظف الموارد المالية والبشرية بشكل أمثل، فالقطاع العام يعد بمثابة الأب الروحي للحركة الاقتصادية والاجتماعية، فمؤسسات التعليم في قبضته، وإصدار تراخيص القطاع الخاص بيده، والتشريعات المنظمة لمظاهر الحياة الاجتماعية تدور في فلكه، لذلك ضخ ثقافة التفكير الإبداعي من خلال القطاع العام أقصر طرق النهضة.وحتى ننجح نحتاج إلى تأسيس مركز وطني للتفكير الإبداعي،بحيث يأخذ على عاتقه إصدار التشريعات التي تسهل نمو هذا النمط من التفكير في المجتمع، وترفع وعي الأسر بأهمية صناعة البيئة المناسبة لأبنائهم وبناتهم، وفي نفس الوقت يقوم المركز بالتواصل مع المبدعين واستقبال أفكارهم التي تساهم في نهضة الوطن وتسهل تنفيذها بالتعاون مع القطاعين العام والخاص، والأهم من ذلك هو استفادة المبدعين ماديا من نتاجهم الفكري حتى يحتفظ الوطن بمنسوب عال من الفكر الإبداعي، ويسهل خروج المجتمع من قضبان البيروقراطية والتكرار الرتيب الذي تسبب في هدر الموارد وسبات العقل.وحتى يسهل إحداث حراك اجتماعي فكري معرفي للاهتمام ببناء العقول؛ أقترح تأسيس جائزة وطنية للفكرة الإبداعية بحيث تمنح لأفضل فكرة تساهم في نهضة الوطن لتحفز العقول لتوليد مزيد من الأفكار التي تعالج قضايانا الوطنية ليصبح التفكير الإبداعي كالأوكسجين يتنفسه المجتمع.أما على صعيد التعليم فمن المهم أن يشترك فريقان في إعادة تصميم المناهج الأول: من خبراء مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع، لصناعة جيل جديد مبدع قادر على التكيف مع الحاضر والمستقبل، والفريق الثاني: من الطلبة للتأكد من قدرتهم على استيعاب المناهج، وبذلك يحقق التعليم أسمى أهدافه وهو بناء العقول.مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع تعكف على احتضان 1800 طالب وطالبة في برامجها الصيفية مع مجموعة من الشركاء كمستشفى الملك فيصل التخصصي، ويعد ذلك أمرا رائعا جدا للمبدعين والمبدعات فهم ثروة لاتقدر بثمن، وأنا على يقين بأنكم لو تحاورتم معهم لن تكتفوا بكتابة مقالة في أهمية دعمهم ورعايتهم بل ستؤلفون موسوعة، وأستيبحيكم عذرا، فكتابة مقالة بالنسبة لي أسهل من تأليف موسوعة.