ها أنا وأنت ننتظر
نعزف على وتر حزننا
نصوره لحنا داخل قلبنا
ما زرعناه سويا
نحصدُ لوعة حرماننا منه لوحدنا
كلُ منا في طريق ,كلُ منا في مضيق
نقلب الأيام ,ونذكُرُ ما مضى
نُسهب في التذكرِ والامعان لأجمل لحظات
كانت لنا فرحا
كان الحب فيها رفيقا, وأنيسا
كان طريقا, ومسلكا
كان غاية, وهدفا
نشدناه طويلا, طوعا جُل أوقاتنا له
إستنفرنا أيامنا من أجله
إستغلاننا فرصًا لنبقى بقرُبه
بحضنه ... بدفئه
رعينُاه كطفل رضيع
سقيناه حنايِا شوقاً ولهفة ِصدقنا
أمضينا ليالي ننتظر , لنرى ثمر حبنا
ودعائنا الذي لم ينقطع
لم يفارق شفاهنا
بأن يجمعنا ربنا ,أن نبقى حيث نريد
لا حيث يريد الآخرون
وحين أشتد عوده, وإمتدت جذوره
وتمكن من قلوبنا, وأحكم رباط أمرنا
وسكبنا دمعنا فداءا لخلجات أنفسنا ونبض
أفئدتُنا
أضعنا حبنا بأيدنا
وقفنا بعيدا عنه وكأن قلبينا ما عرفته قط
وكأن عيوننا لم تشهده من قبل
تبرأنا منه دفناه شابا يافعا, روحه كانت كلها
أملا
محبة وشوقا
أدارنا ظهورنا له
وجلسنا نُعزيِ أنفُسنا التي قتلته
وإغتالت حياته
قتلنا قتيلنا بمحض أرادتنا وكامل رغبتنا
وأخذنا نبكيهِ ,ونندب حضنا ,وقسوة
الأيام ,وغدر الزمان ولؤمه معنا
أخذ كل منا يلوم الأخر ويحُمله سبب الهلاك
سبب الفراق
بدل من أن نمد حبال هوانا له
وننشل من كان لنا محيا
من كان لنا ملجىء
من كان لنامنجى
إذن بعد كل هذا
لما الآسى ولما الحزن والآهات من طرفينا ؟