رد: الملف الصحفي للتربية الاربعاء7/8
الوطن : الأربعاء 07-08-1430هـ العدد : 3225
العلم في الصغر كالنقش
عبدالله بن سليمان المنيع
ذكر لي أحد الإخوة أنه كان في جلسة مع أولاده فذكر لهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من صلى الفجر في جماعة فهو في حرز الله وحفظه ذلك اليوم" . ثم إن أحد أولاده نسي أداء واجبه المدرسي في أحد الأيام وكان قد صلى الفجر في المسجد مع جماعة المسجد . ثم ذهب إلى المدرسة وطالبه المدرس بواجبه فاعتذر له بالنسيان فأراد المدرس أن يعاقبه فقال له الطالب: إنك يا أستاذي لا تستطيع أن تؤذيني هذا اليوم لأنني قد صليت فجر هذا اليوم في المسجد في جماعة وقد ذكر لي أبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من صلى الفجر في جماعة فهو في حرز الله وحفظه" فأنا في حماية الله فقال الأستاذ صدق رسول الله وأحسن الله إلى أبيك حيث علمك ذلك فلن أمسك بسوء هذا اليوم ولكن كما سمعت لأبيك وتعلمت من رسولك فعليك السمع والطاعة لمعلمك الذي يقول لك "قد جاء من أقول السلف الصالح إن عصا الشيخ من الجنة فعليك يا بني إن عصا من الجنة لا يأتيك ضربها إلا بخير" فلنا من هذه القصة مجموعة اعتبارات أحدها قيام هذا الوالد بتوجيه أولاده إلى ما فيه صلاحهم وصالحهم وسلامة تربيتهم وأن رعاية الوالد لأولاده ليست محصورة في العناية بأجسادهم فالأجساد أوعية الأرواح ومحتوى الأوعية هو الحاجة إلى الأوعية وصلاح المحتوى هو الباعث للعناية بالوعاء . والثاني سرعة استيعاب الطفل للتوجيه فقلبه خال والشاعر يقول عن القلب الخالي حينما يتوجه إليه الأمر فيستقر فيه: فوافق قلبا خاليا فتمكنا . وهذا يعني التأكيد على المعلمين بأن طلابهم قلوب خالية فهي أمانة في أعناقهم عليهم أن يتقوا الله في العناية بما يفرغون في هذه العقول من خير وصلاح وحسن تربية،والأمر الثالث الإشادة بهذا المدرس الفاضل الذي أكمل ما قام به أبو الطالب من توجيه وتعليم لأولاده . وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال"كل مولود يولد على الفطرة" .
|