[صقر قريش]

ماذا تعرف عن أدوية علاج ضغط الدم المرتفع؟

رؤى القين*
تتعدد أدوية علاج ضغط الدم المرتفع ويعتمد اختيار الطبيب على عدة عوامل منها التاريخ المرضي، مدى ارتفاع الضغط، العمر، والأمراض الأخرى كالسكري أو أمراض الكلى. توجد العديد من المجموعات الدوائية التي قد يحتاج المريض لاستخدام دواء واحد منها أو أكثر حسب حالته، وتتنوع طرق عمل هذه الأدوية مابين المفعول المباشر على الأوعية الدموية أو من خلال تثبيط عمل المواد الكيميائية المسببة لارتفاع ضغط الدم. إن علاج ضغط الدم يستوجب استخدام الأدوية مدى الحياة وبالتالي تكون المواظبة على استخدام الدواء بانتظام هي المفتاح للتقليل من مخاطر هذا المرض ومضاعفاته، والطريقة المثلى لاستخدام أدوية الضغط أن يكون في وقت مماثل كل يوم واتباع نفس الكيفية والتأكد من عدم نفاد الدواء، تتوفر بعضها على شكل حبوب قصيرة المفعول أو طويلة المفعول، بالنسبة للحبوب قصيرة المفعول يمكن طحنها وخلطها مع الطعام أو السوائل وتؤخذ عادة أكثر من مرة باليوم، أما طويلة المفعول يجب ابتلاعها جرعةً واحدة ولا تمضغ ولا تطحن حتى لا تفقد فعاليتها، يجب على مريض الضغط استشارة الصيدلي أو الطبيب قبل استعمال الأدوية التي تؤخذ بدون وصفة طبية التي قد تتسبب في زيادة ضغط الدم، ويتضمن ذلك أدوية السعال والبرد وإنقاص الوزن والأدوية المنبهة والإيبوبروفين أو المنتجات المشابهة له أو الأعشاب..
وفي ما يلي نبذة عن أهم الأدوية المستخدمة لعلاج ضغط الدم المرتفع:
* مدرات البول مثل الثايزيد والفوروزيمايد وهي من الأدوية الشائعة الاستعمال في حالات ارتفاع ضغط الدم خصوصا عند مرضى القلب، تقوم المدرات بتخليص الجسم من الأملاح والسوائل الزائدة من خلال الكليتين فيترتب على ذلك انخفاضاً في ضغط الدم، يجب عدم استخدام هذه الأدوية إذا كان الشخص مصابًا بالحساسية تجاه مركبات السَلفوناميد «السلفا»، يفضل تناول مدرات البول مبكراً في النهار، من أشهر الآثار الجانبية اضطراب نسبة الأملاح في الجسم خصوصاً مستوى البوتاسيوم، قد يشعر المريض بأعراض كالغثيان، القيء وجفاف الفم. إن تناول وجبات صغيرة متكررة أو الحلوى الخالية من السكر يساعد على التقليل من هذه الأعراض، تزيد هذه الأدوية من حساسية المريض لأشعة الشمس ما قد يؤدي إلى ظهور تصبغات في الجلد أو حروق سطحية لذلك ينبغي تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس واستعمال كريم واقٍ من الشمس، يمنع تعريض بعض الأدوية للضوء.
* حاصرات (مثبطات) مستقبلات بيتا الأدرينية مثل ميتوبرولول، بيسوبرولول، وأتينولول ، تستعمل هذه الأدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم وتسارع نبض القلب وتحسين أداء القلب خاصة بعد التعرض لأزمة قلبية، حيث تمنع تكون المواد الكيميائية التي تزيد من ضغط الدم، لا ينصح باستخدامها لمرضى الربو أو في حالة وجود مرض رئوي حاد أو بطء حاد في نبض القلب، في حال أمر الطبيب بإيقاف الدواء يجب تقليل الجرعة تدريجيا لتجنب الآثار الجانبية، أهم الأعراض الجانبية: الشعور بالدوار (خصوصاً في بداية الاستعمال لذلك ينصح بالوقوف تدريجياً بعد الجلوس أو الرقود على الأرض وعدم النهوض بسرعة)، النوم، الإرهاق والضعف وتشوش الرؤية لذلك يجب تجنب القيادة، أو القيام بالمهام والأنشطة التي تتطلب الانتباه أو دقة الرؤية، لا بد أن يحرص المريض على ألا يتناول الأدوية والمستحضرات الطبيعية التي تؤثر على التركيز، قد يحدث تغير في القدرة أو الرغبة الجنسية وعادة ما يمكن تغيير ذلك، يتوجب على مريض السكري أخذ الحذر عند استخدامها ومراقبة السكر باستمرار حيث أن هذه الأدوية تخفي العلامات الدالة على انخفاض نسبة السكر في الدم باستثناء التعرق،
* حاجزات قناة الكالسيوم مثل أملوديبين وفيلوديبين والتي تعمل على استرخاء الأوعية الدموية، مما يخفض ضغط الدم المرتفع، من الأعراض الجانبية الشائعة لهذه الأدوية صداع، تورم القدمين واحتباس السوائل، والإمساك، قد تتعارض هذه المجموعة مع كثير من الأدوية الأخرى لذا يجب التأكد واستشارة الصيدلي في حال استخدام أدوية أخرى.
* مانعات إنزيم تحويل الإنجيوتنسين مثل الإنالابريل، راميبريل، سيلازابريل، كابتوبريل, بريندوبريل، وفوزينوبريل، تعمل هذه المجموعة الدوائية على خفض ضغط الدم بتقليل نسبة تكون المواد الكيميائية (الإنجيوتنسين) في الجسم. وتعمل الأدوية التابعة لهذه المجموعة بشكل متشابه إلا من بعض الاختلافات كعدد مرات الاستخدام، أشهر الآثار الجانبية لهذه الأدوية هي السعال، صداع، مذاق غير طبيعي، والشعور بدوار، يمنع تناول مضادات الحموضة خلال ساعتين من تناول هذه الأدوية، مع العلم أن السعال أو الكحة المصاحبة لهذه الأدوية لا تستجيب لأدوية الكحة فيجب عدم استخدامها ولكن ينصح بتبديل الدواء لمجموعة مشابهة كحاجز مستقبلات الإنجيوتنسين وذلك تحت إشراف الطبيب المعالج.
*حاجزات مستقبل الإنجيوتنسين مثل لوزارتان، فالسارتان، كانديسارتان، إربيزارتان، تعمل هذه المجموعة على خفض ضغط الدم بشكل مشابه لأدوية المجموعة السابقة، وتشترك معها في كثير من الأعراض الجانبية ما عدا السعال أو الكحة، قد تسبب هذه الأدوية ارتفاعا في مستوى البوتاسيوم (أحد الأملاح الموجودة في الجسم) في الدم، تتمثل علامات ارتفاع البوتاسيوم في الإحساس بضعف أو الشعور بالدوار أو الدوخة، الوخز في القدمين، تقلص العضلات، الغثيان، أو سرعة ضربات القلب ويجب استشارة الطبيب في هذه الحالة.

* قسم الصيدلية