[مخبر سري]

سيدة تؤسس أكبر مغسلة للأموات

هاني اللحياني، سلمان السلمي ـ مكة المكرمة

استغنت أكبر مغسلة للأموات في مكة المكرمة عن سجلات الدفاتر، واتبعت نظاما تقنيا لرصد إحصائيات الموتي الذين يتم غسلهم فيها قبل مواراة جثامينهم الثرى في مقابر العاصمة المقدسة. واتفقت مع شركة معروفة في مجالات الحاسب الآلي على تصميم برنامج خاص لتسجيل بيانات مختلف الحالات بحيث يسهل استرجاعها عند الحاجة لمعرفة معلومات دقيقة عن نشاط المغسلة.
فكرة هذه المغسلة الخيرية نبعت من سيدة، ترجمتها على أرض الواقع ببناء جامع المهاجرين الملحقة به. وحينما باشرت العمل مطلع عام 1424 هـ كان العاملون فيها ثلاثة أشخاص؛ مغسل، مغسلة، وسائق. وارتفع عددهم الآن ليصبح 31 شخصا مزودين بأسطول من السيارات لنقل الموتى. وتقدر نسبة الذين يتم غسلهم فيها بـ 80 في المائة من إجمالي الموتى في مكة المكرمة. والنسبة الباقية للمتوفين يغسلون في المغاسل الملحقة بمساجد أخرى.
العاملون في المغسلة رووا لـ «عكاظ» تفاصيل مؤثرة لحالات متوفين تم غسلهم فيها، وكثير منهم ضحايا لحوادث مرورية تقطعت أشلاؤهم. وقالوا إن أحدهم كان شابا بارا بوالديه ذهب في يوم وفاته إلى جدة لزيارة خاله. ولم يتردد في العودة إلى مكة حينما اتصلت به أمه هاتفيا لتطلب منه إيصالها إلى مجلس عزاء لتعزي في قريب متوفى، لكنه تعرض في الطريق لحادث أودى بحياته ونقل جثمانه للمغسلة، وتلقت والدته التعازي في وفاته قبل أن تواسي الأقارب في مصابهم.
ومتوفى آخر اختطفته يد المنون في حادث مروري تعرض له في وقت كان متوجها إلى السوق لشراء أثاث شقة كان يجهزها ليزف عروسه إليها بعد بضعة أيام.