عرض مشاركة واحدة
قديم 07-30-2009   رقم المشاركة : ( 29 )
ملقاط
عضو


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 3565
تـاريخ التسجيـل : 13-02-2009
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 21
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : ملقاط يستحق التميز


ملقاط غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الآس (الحلقة الثانيه) .

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله واله وصحبه وبعد فالسلام الأتم الأكمل ورحمته وبركاته على جميع أهل المنتدى . ثم لقد ذكرت لكم إبان مشاركتي إياكم في منتداكم في فترة سابقة أن كثيرا من الصوارف والشجون كانت تحول دون متابعة الافادة والاستفادة من منتداكم العتيد مع أن كثيرا من موضوعاته ذات فوائد أصيلة تغري بالاستمرار والمتابعة .']وها أنا وبعد فترة ليست بالقصيرة أمر بمنتداكم(( مرور الكرام على الكرام)) إثر رسالة سلام أرسلها أحد أصدقاء الشبيبة مع(ابن ملقاط ) تحت اسم (منقاش) والظاهر أن الرسالة وجهت خطأ إلي من رفيق الشبيبة فقد تخفى تحت مسوح منقاش وليس هو بمنقاش فمنقاش معلوم لدي وتجمعني وإياه عشرة طويلة أيام الطلب استحضر لها قول ابن نويرة في أخيه: وكنا كندماني جذيمة حقبة من الدهر حتى قيل لن يُـتصدعاوعلى كل حال فالخواطر جمة ودواعي المشاركة كثيرة وكان من أكثرها إلحاحا مارايته مسطورا في منتدى الحياة الفطرية لديكم عن نبت ((الآس)) وما صاحب ذلك من نزاع قديم في حقيقة هذه الشجيرة .فلاشك أن ']الآس[ الذي نجده في شعر أبي ذؤيب:
[ تالله يبقى على الأيام ذو حيد بمشمخر به الظيان والآس ((هي روايةأخرى للبيت ))لا يختلف عليه أهل زمان أبي ذؤيب اختلاف من تلاهم لإدراكهم للمقصود من جراء وضوح المعنى المراد حين الاستعمال . لأن الآس نبت عام يندرج تحته عدد من النباتات طيبة النشر ولهذا يظهر لنا نحن الخالفين لأولئك أن تعدد إطلاق اللآس يعني تعددا حقيقيا وهو حسب ما أفهم اسم عام يدخل تحته نباتات عدة وقد يطلق في نجد على نبات لا وجود له في السراة أو في تهامة ولذلك نجد الآس مرة تدبغ به الجلود ومرة أخرى تطيب به الأدهان فظهرلنا اختلاف يمكن التخلص منه بما ذكرته وما ذكرته مستند الدليل واضح من أقوال العلماء بالنبات الآترى شجرة الحماط لديكم تسمى عند غيركم بالتين وعند أهل اليمن بالبلس ومثله الخوخ...............وعليه فآس أبي ذؤيب يخالف الآس في شعرغيره وهو ما يرشحه أختلف علماء النبات قديما في حقيقته فكل منهم يفسر الآس حين يرد في شعر شاعر ما بنوع النبت الذي في بيئة قائله وكل على صواب عندي وله توجيهه .
']والذي يظهر لي أن ]الآس['] الذي عند أبي ذؤيب شيء آخر لم أر من عرض له على الصورة التي سأعرض لها . فأقول وبالله التوفيق :إن ']آس']))أبي ذؤيب هو ما يسمى بـ((الضَّيْمَران)) هكذابفتح الضاد على خلاف ما ينطقه أهل بيئته بضمها ، وهو ينبت كثيرا في أصدار تهامة المصاقبة لسروات الطائف وقد رأيته عيانا بيانا. و أرى أن ما يشهد لما أنتحي إليه أمران يوصف بهما ((الآس))وهي أوصاف تنطبق على آس أبي ذؤيب خاصة)).أن بعض العلماء يطلق على الآس الريحان البري ، و حقيقة الضيمران لافرق بينها وبين الريحان المعروف شكلا وطيب رائحة إلا لمن لا معرفة له بلاشك .
بل إن هناك نوعا من الريحان تسميه العامة((الريحان العذيقي)) وهو ذو سنبلة طويلة تكاد تتلاش الفروق بينه وبين الضيمران الذ أرى أنه الآس. فعلى هذا فكل منهما ريحان غير أنه فـُرِّق بين البري وغيره بأن سمي البري بـ(الآس) وترك للمستنبَت اسم الريحان مع أنه آس في الحقيقة ولعل ذلك يعود إلى كثرة أنوع الريحان فأبقوا الآسم العام للريحان المعروف ، فأنا أعرف منه ثلاثة أنواع.']الثاني : أن علماء النبات ذكروا أن العرب تطيب أدهانها بالآس ، أي أنهم يضعون الآس في السمن لتطييب رائحته ، وهذا الأمر باقٍ إلى يوم الناس هذا فأهل المناطق التي ينبت بها الآس((الضيمران)) يضعونه في سمنهم وهو أمر مشاهد مشهور باق إلى يوم الناس هذا حتى أن السمن الشفوي نسبة إلى منطقة (الشفا) يزيد سعره عن سعر غيره لما يتمتع به من رائحة زكية مردها إلى تطييبه بالضيمران ولا يزال العمل عليه إلى وقتنا الحاضر. وأما من لايجد الضيمران ممن بعدت عنهم منابته فإنهم يستعيضون عنه بشقيقه الريحان المستنبت ، ومن أولئك ثمالة و بني سالم وغيرهم من أهل تلك الأحواز وأنتم تعلمون هذا يقينا .وبناء على هذه المعطيات ترجح لدي بما يشبه اليقين أن ((الآس)) الذي يرد في أشعارهذيل ومن يجاورها هو ((الضيمران)) وأن ما وقع في كتب اهل هذا الشأن مما يشبه في ظاهره التعارض فلا ينبغي حمله على ذلك ، فلكل موطن آسه لأن الرياحين بجميع أنواعه تنطوي جميعها تحت مسمى((الآس)) فهو اسم عام يستخدم لعدد من النباتات التى على منوال واحد . وبالمناسبة فإن العرب قد ناسبوا كثيرا في الأسماء بين المخلوقات الإنسية والوحشية المتشابهة فسموا الذكر من الظباء التيس وسمو الأنثى الشاة وهو منظور فيه الى مقابله في المستأنس، وكذلك الأمر في بقر الوحش وأتنها سموا الثور والبقرة والحمار والأتان وسموا من النبات ((المظ)) بـ((رمان الجبل)) للتشابه الحاصل بينه وبين الرمان المذكور في الكتاب العزيز برغم أن ((المظ)) ليس بينه وبين الرمان من التشابه مثل ما بين ((الآس)) الذي أزعم أنه ((الضيمران)) وبين الريحان المستنبت المعروف . فهذا التشابه بل التطابق بين الضيمران والريحان هو الذي قاد إلى جعل الآس في شعر أبي ذؤيب هو الضيمران لأن كلا من الريحان والضيمران آس وعلينا أن لا ننكر على أحد من المتقدمين حين نرى اضطرابا في خلعهم اسم الآس على نوع من النبت طيب الرائحة فكل نبت طاب ريحه فهو آس ولامانع لدي من أن اسمي أخي منقاش وأخي سلام وكثير غيرهم بالآس والله أعلم بالصواب .وبعد فإن عجلة تطاردني قد تلقي على ما كتبته غبشا في العبارة أو ضجرا يورث الملالة فليعذرني الإخوة المنتدون جميعا كالشيخ سلام وأبو سيفين ورويعي الغنم ومنقاش المناقيش قليل المثال .......... فإن ماكتبته لم اراجع فيه مؤلفات علماء النبات وإنما ذكرته من إرتسامات قديمة كنت أعاقرها حين أمربها لا أجد من يعين صناعا أو يصنع لأخرق . وسأعود للموضوع إن استطعت بما قد يزيل اللبس والله الموفق.ختاما لكم تحياتي ودمتم سالمين و
آخر مواضيعي

التعديل الأخير تم بواسطة ملقاط ; 07-30-2009 الساعة 07:24 PM
  رد مع اقتباس