رد: الملف الصحفي للتربية الاحد 11/8
الجزيرة:الأحد 11 شعبان 1430هـ العدد:13457
تعليمنا . . وإرادة الإخفاق
إبراهيم بن محمد السماعيل
التعليم في بلادنا - وللأسف - أصبح حقل تجارب يدفع ثمنها أبناؤنا الطلاب، ولعل أبرز سبب لذلك أن وزارة بحجم وزارة التربية والتعليم ليس لها خطط وسياسات واضحة يتفق عليها الجميع . . لا تختلف في مضمونها من وزير لآخر، فلكل وزير رأيه وتصوره بدون تخطيط ولا تنظيم . . فما بناه الأول هدمه الثاني ليبدأ البناء من جديد، فيأتي من بعده ليهدم ويبدأ البناء ويبقى الطالب هو الضحية أولاً، ومستقبل البلاد ثانياً، وفي الوقت الذي كنا ننتظر أن ينطلق التعليم في بلادنا ويتقدم خطوات واثقة سابقاً للمجتمعات من حولنا إذا به يرتكس في بحر الإخفاق لنضع أيدينا على قلوبنا وندعو الله أن يحفظ لنا ما بأيدينا، لأننا أصبحنا نرى أن الأمر يتجاوز حدود عدم الإبداع إلى إرادة الإخفاق . . -وللأسف الشديد- منذ زمن، ونحن نسمع عن تجارب تعليمية جديدة وأنظمة تربوية مطورة تتباهى وزارتنا بتطبيقها وتجربتها على أبنائنا الطلاب بدون دراسات مستفيضة لها ولنتائجها ومخاطرها، وبدون إعداد مسبق للبيئة التي ستُطبق فيها وعليها، ويذهب في أثناء تطبيقها الكثير من الضحايا من الطلاب الذين دفعوا ضريبة هذا التطوير ضياعاً لمستقبلهم، لتنتهي مغامرة هذا التطوير بإيقاف مفاجئ لهذا النظام بسبب فشله وعدم صلاحيته بناءً على أخطاء قد لا تكون كافية للحكم عليه بهذه السرعة، أو لانتقال المسؤول المتحمس لهذه الفكرة أو ذاك المشروع، ولكن ما كان مبدؤه سهلاً كان منتهاه سريعاً، فالتعليم الشامل، ثم المطور، ثم ما تلاه من أنظمة تعليمية أخرى كالمدارس الرائدة أو مدارس المستقبل، وما صاحب ذلك من لوائح تنظيمية جديدة خاصة بالاختبارات والإرشاد الطلابي وأنظمة العقوبات وغيرها مما لا يكاد يحصى . . كلها تصب في خانة التخبط العشوائي غير المدروس والهدر المالي والبشري يتلقف المجتمع مخرجاته لتتحوَّل عبئاً عليه بدل أن تكون مغنماً له، وما يتمناه كل مخلص لهذا الوطن أن يراه في جميع مؤسساتنا الحكومية عامة والتعليمية خاصة خطط إستراتيجية مدروسة بعناية فائقة تضمن مستقبلاً مشرقاً لتعليمنا لا تتغيَّر بتغيُّر المسؤول الأول عن كل وزارة، وأن يبقى للوزير حق في تشكيل الآليات الخاصة به التي تُمكّنه من تحقيق هذه الخطط الإستراتجية والوصول إلى الأهداف المرسومة، لنضمن لبلادنا مزيداً من الرقي والتقدم بدل أن تكون في ذيل قائمة التصنيفات الدولية .
|