محللون: تراجع واردات أمريكا من نفط الشرق الأوسط سببه الأزمة والبحث عن مصادر قريبة
أسعد الفارس من الرياض عبد العزيز الفكي من الدمام
فتح تراجع واردات أمريكا النفطية من الشرق الأوسط باب الأسئلة من جديد، حول مستقبل النفط الأمريكي المستورد، وبخاصة من ناحية الصادرات النفطية من الشرق الأوسط.
وكانت واردات الولايات المتحدة من النفط الخام من السعودية قد انخفضت 37 في المائة في أيار (مايو) عما كانت عليه في الوقت نفسه منذ عام إلى أدنى مستوى لها في عقدين، جاء هذا التطور في حين بدأت تظهر آثار تخفيضات إنتاج «أوبك» وتراجع الطلب على النفط في الولايات المتحدة بسبب ضعف الأحوال الاقتصادية.
نفط الشرق الأوسط
يؤكد الدكتور راشد أبانمي ـ محلل نفطي واستراتيجي ـ أن تراجع واردات الولايات المتحدة الأمريكية من النفط الخام السعودي يعد أمرا متوقعا في ظل الأزمة المالية التي تعيشها الولايات الأمريكية وتوجهها للاعتماد على مصادر نفط أخرى في بقية دول العالم دون الاعتماد الكلي على منطقة الشرق الأوسط بما فيها المملكة.
وقال أبا نمي، إن انخفاض الطلب العالمي عن النفط ككل كان متوقعا في ظل الأوضاع التي تعيشها الأسواق العالمية بما فيها السوق الأمريكية التي بدأت تتجه نحو المكسيك وكندا لتوفير إمداداتها النفطية. وأشار إلى أن انخفاض الواردات الأمريكية من النفط «يأتي في الأساس... بسبب عزوف الطلب الأمريكي من النفط بسبب الأزمة المالية واتجاهها للتقليل من الاعتماد على نفط الشرق الأوسط».
تراجع الطلب
يشير السر سيد أحمد ـ محلل نفطي ـ إلى أن التراجع بشكل عام ضعف استهلاك الدول الغربية الصناعية للنفط في الفترة الحالية، معيدا ذلك إلى الأزمة المالية العالمية، ويشير إلى أن دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية قللت استهلاكها من النفط بشكل حاد خلال الفترة الماضية، في الوقت الذي لم يتراجع فيه استهلاك دول مثل الصين وكوريا الجنوبية بتلك الحدة التي حدثت في الغرب.
وهنا يشير السر سيد أحمد إلى أن عديدا من دول «أوبك» وبخاصة في منطقة الخليج العربي بدأت تحول اتجاه نفوطها من عملائها التقليديين في الغرب إلى الدول النامية في آسيا وبخاصة الصين والهند.
لم يعد كالسابق
يرى سداد الحسيني ـ محلل نفطي ـ أن استهلاك النفط بصورة عامة في الولايات المتحدة الأمريكية للفترة القليلة الماضية، انخفض لأكثر من مليوني برميل في اليوم، «وهذا يعد من أهم العوامل التي أدت إلى انخفاض الواردات الأمريكية من النفط الخام السعودي.. ففي أمريكا لم تعد هنالك حاجة إلى الاستهلاك الكبير للنفط كما كان يحدث في السابق. وهنالك عامل آخر يتمثل في أن أمريكا أصبحت تعتمد على مصادر نفط قريبة منها من أجل تقليل تكاليف النقل والشحن وهذه المصادر إما موجودة في إفريقيا مثل أنجولا ونيجيريا اللتين تعدان أقرب إلى أمريكا من منطقة الخليج وأيضا كالمكسيك وكندا والبرازيل بالتالي هذه من العوامل التي تجعل أمريكا تركز على المصادر القريبة منها، مشيرا إلى أن هذه المصادر تعد ذات جدوى اقتصادية كبرى بالنسبة إلى أمريكا في حال سعت إلى توفير حاجتها من النفط.
ويؤكد أن تفضيل أمريكا الاعتماد على المصادر القريبة منها بدلا من منطقة الشرق الأوسط أمر طبيعي نتيجة الظروف الحالية بسبب انخفاض الاستهلاك وتكاليف الشحن. كما أن إنتاج المملكة بصفة خاصة وكل دول أوبك ونتيجة لانخفاض الإنتاج لم تعد هذه الدول تصدر كميات من النفط كما كان يحدث في السابق . فمثلا انخفض إنتاج المملكة من النفط إلى 805 ملايين بدلا من 9.5 مليون برميل في اليوم، كما أن الاستهلاك في الشرق الأقصى مازال قويا وعمليات التصدير تسير بصورة متنامية. ويقول الحسيني «إن انخفاض واردات أمريكا من النفط الخام السعودي خلال أيار (مايو) الماضي ليست له أبعاد سياسية أو استراتيجية وإنما يعود بالدرجة الأولى إلى نواح اقتصادية تراعي خفض التكاليف».
وأفادت وزارة الطاقة الأمريكية أن واردات الولايات المتحدة من النفط الخام من السعودية انخفضت 37 في المائة في أيار (مايو) عما كانت عليه في الوقت نفسه منذ عام، إلى أدنى مستوى لها في عقدين، وصدرت السعودية لأمريكا أقل من مليون برميل يوميا. وهبط مجمل واردات النفط الخام الأمريكية في أيار (مايو) بمقدار 475 ألف برميل يوميا أو 5 في المائة عن الشهر السابق إلى 931. 8 مليون برميل يوميا وهو أقل مستوى منذ عام 1997.