رد: الاخبار الاقتصادية ليوم الثلاثاء 13/08/1430
العالم لم تعد وشيكة
صعود الأسهم لا يعني أن كل شيء يمضي كما يجب.
الذكريات قصيرة والأسواق متقلبة. فقبل بضعة أشهر كان الحديث عن الأسواق يدور حول استراتيجيات الخروج وعن معركة فاصلة. غير أن الأمر لم يعد كذلك. ففي هذا الأسبوع، أنهى مؤشر فاينانشيال تايمز في لندن جولة أكمل فيها 11 يوماً من المكاسب المتتالية – ولو أنها أقل من أي وقت مضى. وكانت أسواق الأسهم العالمية مندفعة على نحو مشابه. وقد تم تسلق جدار من القلق. ومن الواضح أن مزاج الأسواق أفضل مما كان عليه.
كل هذا مطمئن. وربما يكون مهماً حتى، لكن لا ينبغي أن نقع في خطأ اعتبار أن ارتفاع سوق الأسهم يمثل انتعاشاً اقتصادياً. فما زال من الصعب إصدار مثل هذا الحكم. صحيح أن هناك بعض الأدلة الحقيقية على أن لمزاج الأسواق في الصيف ما يبرره، إذ يبدو أن الاقتصاد العالمي في حال أفضل، على الأقل مقارنة بالسيناريوهات الكارثية التي سادت في وقت سابق من هذا العام.
كان إعلان الأمس بأن الاقتصاد الأمريكي انكمش بنسبة 1 في المائة خلال الربع الثاني، أفضل مما كان متوقعاً بكثير. وربما بدأت سوق الإسكان الأمريكية الخروج من القاع. ويبدو واضحاً أن كثيرا من الشركات أجرت تخفيضات مبالغاً فيها على عدد موظفيها عندما بدأ الركود ينهش. ويدل ذلك الآن على أن هناك مجالاً للنهوض في المدى القصير. وقد فاقت النتائج المتوقعة التوقعات بشكل عام، رغم أنها متباينة. وما زال النمو الصيني قوياً، رغم أن قدرته على الاستمرار غير مؤكدة بشكل يدعو للقلق.
من المغري الاعتقاد بأن الحماس النسبي الذي شهدته أسواق الأسهم في الأسابيع الأخيرة هو انعكاس لكل هذا، والأهم من ذلك أنه يبشر بأن الأوقات المقبلة ستكون أفضل. ليت الأمر كان بهذه البساطة.
وينبغي أن نكون قد تعلمنا الآن أن سلوك الأسواق يتعلق بحيوية الشباب، وبالتفكير الجماعي، وبالعوامل الفنية، وبفرص الاستثمار النسبية بقدر ما يتعلق بالعالم الخارجي.
المكاسب الأخيرة التي حققتها الأسهم العالمية تتعلق بأساسيات التحسن بصورة جزئية فقط. وكثير من هذه المكاسب نتيجة ألعاب التداول ودخول كم هائل من الأموال التي كانت تنتظر على الخطوط الجانبية.
وبالنسبة للمستقبل، ففي حين أن ارتفاع أسواق الأسهم غالباً ما يكون إشارة على العودة إلى الشكل الاقتصادي، فإن العلاقة بين الاثنين ليست آلية. إن هذا الارتفاع نفسي أكثر منه أي شيء آخر. ولذلك تحسن العاطفة ربما يؤثر مع مرور الوقت على الاقتصاد الحقيقي، من خلال القرارات الاستثمارية التي تتخذها الشركات، ومن خلال الخيار الذي يتخذه المستهلكون بالادخار أو الإنفاق.
إن طريقنا إلى خارج الركود يكون أسهل عندما تكون الأخبار الواردة من الأسواق سعيدة. وإذا كانت قيمة الأسهم أقل عرضة للانهيار، فإن مهمة الادخار تبدو أقل احتمالا وأن لزومها أقل إلحاحاً. وهذا عامل مساعد. وفي حين يعتبر تعزيز الادخار الكلي في الاقتصادات التي تعاني عجزا كبيرا, مطلباً ضرورياً في المدى الطويل وشرطاً مسبقاً لإعادة التوازن العالمي، فإن المبالغة في الادخار في المدى القصير ستكون ضارة.
ينبغي لنا أن نأمل في أن تصيب الاقتصاد الكلي عدوى إيجابية من الارتفاع الأخير في قيمة الأسهم. وذلك وحده الذي يبرر في النهاية الحماس الشديد الذي شهدته الأسواق في الآونة الأخيرة.
|