[ابن ابي محمد]

يا معشر ثماله , أن أبن أبي محمد يود مشاركتكم هذا الليلة بواحدة من الزهم بعد أن لاحظ عزوفا وزهدا من ألأعضاء في المشاركه والردود .
الزهمة لرجل صاحب حمار أصيب بالغبن , كشيخكم بدر الدجى مع فارق التوقيت ونوع الغبن , قالها وبدع قيفانها بسفر في ليلة شاتية بطريق طال ولم يطب به الحال , بسبب مشاعر ربما لم يسر لها البال .
وذلك لأن قائلها كان في ساقة الركب على زاملة له (1) , لبينما رفاقه كانوا جمالة (2) على ظهور ذود من الأبل يتقدمها عادة دليلها وبقية مقطارها مقطورة فيه .
ودليل ألأبل جمل من بينها يعرف الطريق ولا يحتاج صاحبه لتوجيهه , ولا عجب , فهذه ألأبل وما أدراك مالأبل , عيونها شهب وقلوبها كتب كما كان يصفها أهلها والعارفون بها..
وشتان بين الراحلتين , فراكب الزاملة لا يستطيع النوم , لبينما راكب الجمل يستطيع النوم جالسا أو مضطجعا على جنبه , لأن الجمال عندما يجري تحميلها تعتلي ظهورها العداد (3) وعلى جوانبها توثق العدول (4) حتى تستوي في علوها مع متون العداد أو تعتليها قليلا مما يفسح المجال لحيز بينها للوساق (5) ولجلوس أو لأضطجاع الجمال (6) الذي عادة أذا أضطجع التحف العباة , ونام هانىء البال وقرير العينين بين العدلين على متن الوساق .
جاشت مشاعر راكب الحمار , وتهيض بزهمة طريفة وجميلة المعنى ولكنها ضعيفة المبنى .
أود منكم بعد أن تقرأونها التكرم بتفسير معاني الكلمات (أعلاه) التى تسبق الأرقام , كما أود منكم بيان الموطن الذي ضعف فيه المبني حتى ظهر التكلف واضحا على الزهمه .
يقول الزاهم :
الليله الليل طالي , والرفاقه على وسق الجمالي .
وانا ركبت الحمار , ازرى وهطل بذانيه الطوالي .

وشكرا .