هو ثقيف بن مُنبّه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خَصَفَة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .
وقد اختلف في اسم ثقيف فقيل اسمه قسي وقيل عمرو وأما ثقيف وقسي فلقبان له ويظهر أنه الأرجح والله أعلم .
ولقب بقسي لقسوته قال ابن دريد الأزدي : كان ثقيف غليظا قاسيا كما أمتاز بالفتك لقتله أحد مصدقي ملوك اليمن , والفاتك عند العرب هو من لا يخشى العاقبه ولا يبالي ما صنع , ولقب بثقيف لحذقه وبراعته ودهائه وأطلق عليه هذا اللقب بنو عدوان حين أصهر إلى سيدهم عامر بن الظرب وجاوره .
وعرف عن ثقيف شدة بدنه قال المرزباني : قال ثقيف وهو يحفر عين وج بيده ولم يحفره بالحديد:
فأرميها بجلمـود *** وترميني بجلمود
وأحييها وتحييني *** وكل هالك مودي
وأم ثقيف : أميمه بنت سعد بن هذيل بن مدركه . وكان زمانه قبل الإسلام بحوالي ثلاثمائة سنة .
وفي رواية لابن عباس ذكرها ياقوت في معجمه أن قسي بن منبه بعد قتله مصدق ملك اليمن , أتى إلى ناحية وج فرأى أمه حبشية ترعى غنما فهم بقتلها وأخذ الغنم , فحذرته من سيدها عامر بن الظرب العدواني وكان قومه بنو عدوان أهل الطائف ودلته الجارية على دار عامر فأتاه قسي , فأجاره عامر وزوجه زينب ثم ابنته الأخرى أميمه , فولدت له زينب عوفا وجشما ودارسا وسلامه , فأما دارس بن ثقيف فالتحق بالأزد ودخل فيهم , وسلامه دخل في بعض قبائل اليمن .
وولدت أميمه ناصرة بن ثقيف والمسك بنت ثقيف .
قال ابن الكلبي : المسك بنت ثقيف هي أم النمر بن قاسط وهو أبو قبيلة من ربيعة .
فلما سكن قسي الطائف غرس قضبانا كانت معه بوادي وج , فنبتت فلما أثمرت قال بنو عدوان : قاتله الله كيف ثقف عامرا حتى بلغ منه ما بلغ؟ وكيف ثقف هذه العيدان حتى جاء منها ما جاء ؟ فسمي ثقيف من يومئذ فلم تزل ثقيف مع عدوان حتى كثروا ووقع بينهم النزاع , فجرت حرب انتصرت فيها ثقيف وأخرجوا عدوان عن أرض الطائف واستخلصوها لأنفسهم . فضربتها العرب مثلا وأصبحوا أغيط العرب عيشا , ورمته العرب بالحسد فبنوا حائطا يكون حصنا لهم وسموه الطائف وجعلوا له بابين أحدهما لبني يسار وسموه صعبا وآخر لبني عوف وسموه ساحر .
وأنحدر أكثر نسل ثقيف من ولديه عوف وجشم .
أما دارس فكان له من اسمه نصيب ففد اندرس أثره وخرج عن قومه وكذلك سلامه فقد روي أن نسله في بعض قبائل اليمن , وقيل إن من بني سلامه أهل أبيات قليله مع بني نصر بن معاويه .
وتفرع من بني عوف بن ثقيف : بنو معتب وبنو عتاب وبنو عقدة بن غيرة .
وتفرع من بني جشم بن ثقيف : بنو غاضرة بن حطيط بن جشم وبنو الحارث بن مالك بن حطيط وبنو يسار بن مالك بن حطيط وبنو سالم بن مالك بن حطيط .
ماقيل في قبيلة ثقيف
قال الله تعالى {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ }الزخرف31
قال البلاذري : القريتان هما مكة والطائف وعظيم الطائف هو : عروة بن مسعود بن معتب الثقفي.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الطائف ، وقد قال له الصحابة : يا رسول الله ، ادع الله على ثقيف ، فقال ( اللهم اهدِ ثقيفاً وائت بهم )
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا أتهب إلا من قرشي أو ثقفي فإنهما حيان لا يتعجلان الثائبة)
وقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه ( لا يُملنا في مصاحفنا إلا فتيان قريش وثقيف )
وقال وفد ثقيف للرسول صلى الله عليه وسلم : يا محمد إنا أخوالك وأصهارك وجيرانك وإنا أشد أهل نجد عليك حرباَ وخيرهم لك سلماَ ، إن حاربناك حاربك من بعدنا ، وإن سالمناك سالمك من بعدنا ، فاجعل لنا أن لا نعشر ولا نحشر ولا نجبى ولا تكسر أصنامنا بأيدينا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لكم ألا تُعشروا ولا تُحشروا ولا تُكسروا أصنامكم بأيديكم ولا خير في دين ليس فيه ركوع ) قالوا : تُمتعنا باللات سنة ، فأن خشيت لائمة العرب فقال : الله ربي أمرني بذلك ، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لا والله ولا نعمة عين ، أحرقتم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أحرق الله أكبادكم ، لا والله حتى تدخلوا فيما دخلت فيه العرب فنزل قول الله تعالى {وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً }الإسراء73
قال الشيخ العلامة أحمد بن علي بن أبي بكر العبدري القرشي :
توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتدت العرب ، وثبتت ثقيف على دينها فأول من ارتد منهم قتلوه ، وقالوا : ما دخلنا آخر الناس إلا لما تبين لنا من الحق فمن ارتد قتلناه ، وكانت بنو سُليم تُعير ثقيفاً فيقال لهم : لا أرى إلا ثقيف ثبتوا أولاً في أمرهم فلما تحققوا الإسلام ودخلوا فيه آخراً ثبتوا عليه عند موته صلى الله عليه وسلم.
لما استعد المسلمون للرحيل عن الطائف يوم حصارها، نادى سعيد بن عبيد بن أسيد الثقفي : ألا إن الحي مُقيم ، فقال عيينه بن حصن بن حذيفة بن بدر شيخ غطفان : أجل ، والله مجدةً كراماً ، فقال له رجل من المسلمين : قاتلك الله يا عيينه ، أتمدح المشركين بالامتناع من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني والله ما جئت لأقاتل ثقيفاً معكم ، ولكني أردت أن يفتح محمد الطائف ، فأصيب من ثقيف جارية أتطئها ، لعلها تلد لي رجلاً ، فإن ثقيفاً قوم مناكير.
جاء في معجم البلدان:
كانت ثقيف أعز الناس بلداً وأمنعه جانباً وأفضله مسكناً وأخصبه جناباً مع توسطهم الحجاز وإحاطة قبائل مضر واليمن وقُضاعة بهم من كل وجه فحمت دارها وكاوحت العرب عنها واستخلصتها.
ذكر المدائني أن سليمان بن عبدالملك لما حج مر بالطائف ، فرأى بيادر الزبيب فقال: ما هذا الحرار؟ فقالوا: ليست حراراً ولكنها بيادر الزبيب، فقال : لله در قسي ( ثقيف ) بأي أرضٍ وضع سهامه وأي أرضٍ مهد عش فروخه.
روى الحكم بن عوانه الكلبي عن أبيه قال:لم ترع الرعايا بمثل ثقيف.
قال معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما للنخار العذري النسابة: أي العرب أدهى ؟ قال النخار : رجلٌ من ثقيف مارسته في أمر ومارسك.
قال الجاحظ:
كانت ثقيف أضداد قريش بالبلدة وبالمال وبالحدائق والجنان ولهم اللات والغبغب وبيت له سدنه يضاهون بذلك قريش.
وكان بين ثقيف وقريش لقرب الدار والمصاهرة والتشابه في الثروة والمشاكلة في المجاورة تحاسد وتنافر.
قال ابن خلدون في ثقيف:
مكانهم من عصبية العرب ومناهضة قريش في الشرف ما علمت.
قال الشيخ محمد البسام التميمي النجدي المتوفي سنة ( 1246هـ ) :
ثقيف ذي العرض العفيف ، إلا أن فارسهم في الهيجاء مخيف ، وهؤلاء بقايا قوم الحجاج بين يوسف الذي أخباره مشهورة ، وحكاياته مسطورة ، عددهم ثلاثة آلاف وثمانمائة فارس ، وهم أشد أهل الحجاز امتناعاً عن الاستسلام ، وأصبرهم في الملاحم على وقوع السهام في الأجسام وإكرامهم النازل.
قال الشاعر الأديب أحمد بن إبراهيم الغزاوي المتوفي سنة ( 1401هـ ):
ما تزال في هذا القبيل من ثقيف بقية من الذكاء الخارق والفصاحة النادرة وما أحسبهم إذا تعلموا إلا أفذاذاً عباقرة وآساداً قساورة وكل آتٍ قريب.
قال اللواء الركن محمود شيت خطاب :
كانت ثقيف أشجع القبائل العربية قبل الإسلام.
قال أبو طالب بن عبدالمطلب بن هاشم :
منعنا أرضنا من كل حي ،،، كما امتنعت بطائفها ثقيف
أتاهم معشرٌ كي يسلبوهم ،،، فحالت دون ذلكمُ السيوفُ
قال رجل من الإنصار:
فكونوا دون بيضكُم كقومٍ ،،، حموا أعنابهم من كل عادي
قال العباس بن مرداس السلمي رضي الله عنه في بني عوف من ثقيف :
بنو عوفٍ تميحُ بهم جيـادٌ ،،، أُهين لها الفصـافص والشعيرُ
أطاعوا قارباً ولهم جـدودٌ ،،، وأحلامٌ إلى عز تصيـــرُ
فإن يُهدوا إلى الإسلام يُلفوا ،،، أُنوف الناس ما سمر السميرُ
قال منقذ الهلالي :
لله درٌ ثقيفٍ أي منـــزلة ،،، حلوا بها بين الأرض والجبــلِ
قوم تخير خفض العيش رائدهم ،،، فأصبحوا يُلحفون الأرض بالحُللِ
ليسوا كمن يصبح الترحال همته ،،، أقبح بعيشٍ على حلٌ ومُـرتحلِ
قال الفرزدق التميمي في ثقيف وهم أخوال الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان:
وفيك مساعٍ من ثقيفٍ سمت بها ،،، عقيلةُ أقوامٍ ومجدٌ مرأسُ
قال الوليد بن عبد الملك بن مروان :
أنا ابن عظيم القريتين وعزها ،،، ثقيف وفهر والرجال الأكابرُ
قال أبو النجم العجلي من بكر بن وائل :
ويل أم دور عزةٍ ومجدِ ،،، دور ثقيفٍ بسواء نجدِ
أهل الحصون والخيول الجُردِ
قال الكميت بن زيد الأسدي:
ووجاً والذين سموا لوجٍ ،،، لآلات الحروب مُظاهرينا
فحلوا دار مكرُمةٍ وعزٍ ،،، نفوا عنها أعادي شانئينا
قال علي بن محمد بن عبيد الله الهاشمي يذكر نُصرة ثقيف للأشراف من بني الحسن في حربهم لبني الحارث بن كعب بنجران في القرن الثالث الهجري:
فدعونا ثقيف كي ينصرونا ،،، فأجابوا ولم يكونوا لئاما
نصرونا على العدو وقاموا ،،، دوننا يدفعــون الطغاما
فخرجنا بهم إلى حارِ كعبٍ ،،، بخيولٍ إلى العدو ترامى
قال محمد بن عبد الله المنصور الهاشمي :
ومنهم ثقيف الأكرمون الذين همُ ،،، ذئاب إذا لم يُلف للشر مرأبُ
ثقيف هم أكفــاؤنا إن منهم ،،، عقائل في فهرٍ تُصان وتُحجبُ
قال عبد الله بلخير :
أهلاً بدار ثقيف هل سمعت ،،، أُذناك من اسمٍ ومن نسبِ
أشجى وأروع من نداك به ،،، في سمع كل مُوحد عربي
فكأن في أصدائه عبق الفتح ،،، المبين على مدى الحقبِ
ومحمد بن القاسم الثقفي ،،، وبنو ثقيف القادة النُجُبِ
يدوي به التكبير منذ طووا ،،، الأهواز نحو السند في صخبِ
كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المرسل لثقيف
هذا نص كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لثقيف.
قال أبو عبيد بن القاسم في كتاب الأموال صفحة 247 ووردت أيضاً هذه الوثيقة في كتاب الطائف (جغرافية وتاريخ) صفحة 53 .
:
" عن عروة ابن الزبير قال هذا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لثقيف : بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم لثقيف , كتب أن لهم ذمة الله الذي لا إله إلا هو , وذمة محمد ابن عبد الله النبي على ما كتب عليهم في هذه الصحيفة أن واديهم حرامٌ محرم لله كله : عضاهه وصيده وظلم فيه , وسرق فيه , أو إساءة . وثقيف أحق الناس به , ولا يعبر طائفهم ولا يدخله عليهم أحد من المسلمين يغلبهم عليه , وما شاءوا أحدثوا في طائفهم من بنيان أو سواه بوايدهم , لا يحشرون ولا يعشرون , ولا يستكرهون بمال ولا نفس , وهم أمة من المسلمين يتولجون ما شاءوا , وأين تولجوا ولجوا , وما كان لهم من أسير فهو لهم , هم أحق الناس به , حتى يفعلوا ما شاءوا وما كان لهم من دين في رهنٍ فبلغ أصله فإنه لواط "ربا" مبرأ من الله , وما كان في دينٍ في رهنٍ وراء عكاظ ــ فإنه يقضي إلى عكاظ برأسه , وما كان لثقيف من دينٍ في صحفهم اليوم الذي أسلموا عليه في الناس , فإنه لهم , وما كان لثقيف من وديعة في الناس, ومال , أو نفس غنمها موعدها , أو أضاعها إلا فإنها مؤداة . وما كان لثقيف من نفس غائبة أو مال فإن له من الأمن لشاهده , وما كان لهم من مال بلية , فإن له من الأمن مالهم بوج . وما كان لثقيف من حليف , أو تاجر فأسلم فإن له مثل قضية أمر ثقيف , وإن طعن طاعنٌ على ثقيف أو ظلمهم ظالم فإنه لا يطاع فيهم في مال ولا نفس وأن الرسول ينصرهم على من ظلمهم , والمؤمنين , ومن كرهوا أن يلج عليهم من الناس فإنه لا يلج عليهم , وأن السوق والبيع بأفنية البيوت , وأنه لا يؤمر عليهم إلا بعضهم على بعض : على بني مالك أميرهم وعلى الأحلاف أميرهم , وما سقت ثقيف من أعناب قريش فإن شطرها لمن سقاها وما كان لهم من دينٍ في رهنٍ لم يلط فإن وجد أهله قضاء قضوا وإن لم يجدوا فإنه إلى جمادى الأولى من كل عام قابل , فمن بلغ أجله فلم يقضه فلم يقضه فإنه فإنه قد لاطه وما كان لهم في الناس من دين فليس عليهم إلا رأسه , وما كان لهم من أسير باعه ربه , فإن له بيعه وما لم يبع فإن / منقول عن الكاتب
ثقيف في الجاهلية
ثقيف تزامن ظهورها مع قبيلة قريش في مكة وارتبط اسم ثقيف بالطائف منذ ظهورها وكانت ثقيف تسكن الطائف التي تزخر بالخيرات من زراعة وموقع وهواء وتوسط بين اليمن ومكة فهي ممر تجارة قريش إلى اليمن في الشتاء ومنتجع لأهالي مكة والطائف قبل ان تسودها ثقيف كانت تسمى وج نسبة إلى وج ابن عبد الحي احد العمالقة الذي سكنوها ثم سكنها بعد ذلك عدوان وغلبهم عليها ثقيف الذي عمرها وزرعها وأنجب وكثر نسله حتى خشوا الغزو فاحاطوها بسور عظيم.
وكان لثقيف في الجاهلية دور تجاري هام لموقعها وتوسطها ولوجود سوق عكاظ الشهير ولخبرة ثقيف أيضاً بزراعة القمح والخبز والعنب.
وثقيف في الجاهلية تعتبر مجتمعاً حضرياً بالقياس إلى غيرها لأنهم امتهنوا الزراعة واستغلوا موارد الطبيعة وجعلوا الطائف جنة خضراء وبرعوا في المعمار والبناء وحذقوا في الفنون العسكرية والدليل على ذلك دفاعهم عن مدينتهم يوم حاصرها الرسول صلى الله عليه وسلم وتحصنهم بسورهم ورميهم المسلمين بالسهام والنار وهم فوق السور وتعلم رجالها عمل الدبابات والمنجنيق ومنهم عروة بن مسعود الثقفي الذي اسلم ولحق بالرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة ومما يدل على تحضرهم في الجاهلية أعمالهم الحرفية مثل الدباغة والنجارة والحدادة والزراعة ومن مظاهر ترفهم استخدامهم للرقي وكذلك امتلاك نسائهم للحلي حتى عاد مضرب المثل عن سواهن مما يروى ويدل على ذلك أن خويلة بنت حكيم قالت يارسول الله اعطني ان فتح الله عليك الطائف حلي بادية غيلان بن سلمة أو حلي الفارعة بنت عقيم وهما من نساء ثقيف ومما ينسب لهم الكرم والمجد والزهو والكبرياء.
ثقيف في الإسلام
بدأ إسلام ثقيف يوم ارتحل إليها المصطفى صلى الله عليه وسلم فبدأ النور يشرق على ثقيف والطائف مع هذه الرحلة المباركة وقد تنكر ثقيف للرسول صلى الله عليه وسلم واغروا به سفهاءهم وعبيدهم يسبونه وبؤذونه عليه السلام فتوجه إلى العلي القدير ودعا بدعائه المشهور عليه الصلاة والسلام وحينما آذوه لجأ إلى حائط ابن عتبة الربيعة حتى جاءه عباس وقدم له طبقاً من العنب وخرج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكة عن طريق نخلة اليمانية وبقيت ثقيف على وثنيتها تراقب الأحداث في مكة ولكن ثقيف رغم كبريائهم وصلابتهم وعنادهم شعرت بالخوف عندما اخذ الرسول يزحف إلى مكة وفتحها ولهذا جمع امرها مع جارتها هوازن ومع بعض الأحلاف وذلك في العام الثامن من الهجرة للالتقاء بالرسول صلى الله عليه وسلم ومحاربته في معركة حنين الذي كتب الله له النصر وللمؤمنين وبعد أن حلت الهزيمة بثقيف عادت ثقيف إلى الطائف بسرعة تعد العدة لمقاومة الحصار وحاصرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بضعاً وعشرين ليلة ثم رحل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الطائف وعاد إلى مكة حيث قدم عليه عروة بن مسعود الثقفي واسلم وعاد يدعو قومه فقتلوه وفي شهر رمضان من عام 9هجرية بعثت ثقيف وفدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لإعلان إسلامهم بعد عام كامل من غزوة الطائف ودخل على الرسول صلى الله عليه وسلم الوفد وأعلنوا إسلامهم ولما اسلموا كتب لهم رسول الله كتابهم وامر عليه عثمان بن ابي العاص.