أكدوا عدم استلامهم الإعانة الملكية حتى الآن
حراس أمن سعوديون يعيشون على هبات الأطباء والممرضات والمرافقين
ضعف مرتبات حراس الأمن يجبرهم على إهمال أدوارهم
جدة – معيض الحسيني:
طالب حراس أمن سعوديون يعملون داخل مستشفيات خاصة وحكومية من المسؤولين التحقيق مع شركات الأمن التي تسلمت الإعانة المالية التي أمر بصرفها لهم شهريا لمدة عامين ومعرفة عدم صرفها لهم حتى الآن، خاصة أن فرع صندوق تنمية الموارد البشرية في جدة أكد للبعض منهم صرف هذه الإعانة للشركات.
وفي حين اجمعوا على عدم ذكر أسمائهم والاكتفاء بالرمز خوفا من العقوبات، أكدوا أن ضعف المرتبات التي يتقاضونها، يضطرهم للاستدانة من أطباء وممرضات وإداريي المستشفيات التي يعملون داخلها، بل وصل الأمر إلى الاستدانة من مرافقي المرضى الذين يقضون فترات طويلة مع أقاربهم في تلك المستشفيات.
واعترف بعض حراس الأمن بعدم ممارسة مهامهم على الوجه المطلوب بسبب ضعف المرتبات والخوف من الوقوع في احراجات مع إدارات المستشفيات.
في البداية يؤكد ( ع. م ) الذي يعمل موظف أمن في مستشفى خاص أنه لا يجد بدا من الاستدانة بشكل شهري من زملائه أو احد الأطباء أو من إدارة المستشفى، لان نصف مرتبه البالغ فقط 1500 ريال يذهب للمواصلات والمتبقي منه يذهب للأكل والشرب والتأمينات الاجتماعية، حيث لا يستطيع مساعدة أسرته التي تقيم في قرية خارج جدة.
ويضيف (ع . م) الذي يحمل شهادة الثانوية العامة أنه تحدث لإدارة الشركة ليعمل 16 ساعة يوميا بدلا من 8 ساعات لكي يرتفع مرتبه إلى 3 آلاف ريال، حيث يقضي نظام الشركة بمضاعفة ساعات العمل اليومية للموظف الذي يريد رفع مرتبه.
ويشير إلى أن أحد الأطباء في المستشفى اعتاد على إقراضه بشكل شهري وفي بعض الأحيان يرفض الطبيب استعادة المبلغ بعد ذلك، كما أن إدارة المستشفى قامت بإقراضه مبلغا ماليا للسفر إلى قريته وحضور عزاء شقيقه بعد أن رفضت شركته إقراضه، موضحا أن بعض زملاءه يقترضون من الممرضات والإداريين داخل المستشفى.
ويؤكد الشاب (ع . م ) انه طالب وزملاؤه الشركة بإعطائهم الإعانة المالية التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين والمقدرة بنحو 3 آلاف ريال شهريا لكل رجل أمن مدني لمدة عامين، إلا أن الشركة تماطل في ذلك وتعدهم في كل مرة أن يكون ذلك في الشهر القادم، مما تسبب في فصله مرتين لتكرار مطالبته بها، حتى فضل السكوت في نهاية الأمر حفاظا على وظيفته.
( ح . ج ) الذي يعمل رجل أمن في احد المستشفيات الحكومية بمرتب 1800 ريال، يقول: رغم مرتبي الضعيف إلا أنني غامرت وأقبلت على الزواج وأنا الآن في انتظار قرض الزواج لأقيم عرسي، والحقيقة لم اخطط لمَ بعد الزواج، لكن لو بقيت أفكر في مرتبتي فلن أتزوج طيلة حياتي، فهو لا يكفيني وأنا أعزب، حيث يذهب على أسرتي التي أعيلها والمكونة من والدي ووالدتي وإخوتي الصغار، لذلك تبدأ رحلة البحث عن من يقرضني بعد مرور عشرة أيام على استلام مرتبي.
ويضيف: عادة اقترض من زملائي موظفي الأمن وبعض الإداريين وأطباء المستشفى ولا أمانع لو وجدت من تقرضني من الممرضات، مشيرا إلى أن ضعف المرتبات جعلت الكثير من الشباب يتركون العمل ويتجهون إلى وظائف أخرى، حتى أن عدد الفاصلين يصل إلى 7 موظفين في الشهر الواحد.
ويشير ( ح . ج ) إلى أن المشرفين عليهم يكونون من جنسيات أخرى، رغم أن بيننا موظفين يملكون خبرات أمنية طويلة، لكن الشركة تفضل المقيمين على السعوديين، حيث تصل مرتباتهم إلى ضعف مرتباتنا.
من جهته يقول ( أ. ص) الذي يعمل موظف أمن في مستشفى حكومي بمرتب 1800 ريال: أنا أعزب وعادة ما يتوزع مرتبي بين مصروفات أسرتي التي أعيلها وإيجار المنزل، مما يضطرني إلى الاستدانة كل شهر لضعف الراتب، لذا فقد قررت البقاء في هذه الوظيفة لمساعدة أسرتي والحصول على شهادة الثانوية، ثم تركها والبحث عن وظيفة أفضل.
ويضيف: انه يقترض من زملاءه في العمل وأقاربه وبعض الأطباء، لكن هناك موظفي امن يقترضون من بعض المرافقين مع المرضى حيث تنشأ علاقات بين الطرفين، خاصة إذا كان المرافقون من المقيمين لفترات طويلة مع أقاربهم في المستشفى.
ويؤكد ( أ . ص ) وبعض زملاؤه الذين إلتقيناهم عدم استطاعتهم ممارسة مهامهم على الوجه المطلوب لان مرتباتهم لا تشجع على ذلك فمن الصعب أن يضعوا أنفسهم في مواقف محرجة مع الغير من أجل 1800 ريال شهريا، لذلك يفوتون بعض المشكلات، وفي بعض الأحيان يتغيبون عن العمل إذا تأخرت المرتبات أو تعرضوا لضغوط كبيرة بسبب نقص الموظفين، مشيرا إلى عدم حصولهم على الإعانة الملكية الشهرية حتى ألان حيث تدعي الشركة عدم استلامها لهذه الإعانة حتى ألان.
ويؤكد ( ع . غ ) الموظف في احد المستشفيات الحكومية بمرتب 2000 ريال أنه متزوج ولديه أبناء ويضطر في كل شهر إلى الاستدانة لتغطية مصروفات أسرته التي لا يغطيها الراتب، مشيرا إلى انه عادة ما يقترض من أقاربه وأصدقاءه وزملاءه، لكنه لا يفكر أن يقترض من الطاقم التابع للمستشفى التي يعمل داخلها حتى لا يؤثر ذلك على عمله ويدخله في احراجات كثيرة، وليتمكن من ممارسة مهامه دون إحراج أو خوف من أحد.
ويضيف أنه توجه إلى صندوق الموارد البشرية للاستفسار عن الإعانة الملكية فأخبروه أن الشركة التي يعمل لديها قد تسلمتها، وعند توجهه للشركة أنكرت ذلك.