عرض مشاركة واحدة
قديم 08-21-2009   رقم المشاركة : ( 29 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول

ديك ما له عرف !!




الجمعة, 21 أغسطس 2009


د. عبدالعزيز الحربي



وردني سؤالان من عمار أحمد ، قال في الأول : نسمع بكلمة (إنسان) وتطلق على المذكر والمؤنث ؛ لأنها اسم جنس ، ولكن هل يصح لنا أن نقول: (إنسانة) للمؤنث؟ وقال في الثاني: هل يصح أن نقول: ديك ما له عرف؛ لأن بعضهم قال: إن الصواب: ما له من عرف؟
والجواب : أما سؤالك الأول فقد أجبت عن مثله بكلام مفصل في حلقة سابقة ، وستراها في كتابي (لحن القول) الذي سيصدر قريبا بإذن الله ، وقد ذكرت أن بعض اللغويين يرى أن المرأة لا يقال لها : ( إنسانة ) بل يقال لها: (إنسان ) كما يقال للرجل ، وأنها لفظة مولدة ؛ لأن العرب لم يسمع منها ( إنسانة).
وأما سؤالك عن قولهم : ( ديك ما له عرف) فعبارة صحيحة لا شيء فيها ، ومن قال : الصواب ( ما له من عرف) فليس بمصيب إلا إذا كان المقصود النفي المؤكد المبالغ فيه ، فهذا يوجب ( مِن ) وأمثلة القرآن الكريم التي وردت بهذا الأسلوب كقوله سبحانه : (مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ) وقوله : (مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ) وقوله : ( مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ) وغير ذلك من الآيات هي من النوع المؤكد .. ولا أتذكر الآن آية وردت فيها( ما ) النافية في هذا السياق إلا وهي مؤكدة بـ ( مِن )، وفي كلام العرب النثري والشعري جمل لا تحصى كثرة وردت عارية من حرف ( مِن )كقولهم : ما به بأس ، وقولهم : ما له زرع ولا ضرع ، وكقولهم : ما به قلبة .. وهذا لا يعني أن الكلام بدونها كلام مخالف لقانون العربية ؛ لأن الأمر يعود إلى مراد المتكلم ، والجمهور يجعلون ( مِن ) هذه زائدة ، وكذلك ما جاء في نحو قوله تعالى : ( مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ ) والحق أنها ابتدائية لا زائدة، كما أنها بعد الإيجاب في قوله تعالى : ( يَغْفِرْ لَكُم مِن ذُنُوبِكُمْ ) وقوله تعالى : ( وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ ) ليست زائدة بل تبعيضية ؛ لأن من السيئات ما هو متعلق بظلم العباد ، وقيل (مِن ) في هذه الآيات ابتدائية ، ومن العلماء من قال بزيادتها في الإيجاب كالأخفش الأوسط وآخرين ، والجمهور على تغليظ من قال ذلك ومنهم شيخه سيبويه.

آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس