رفع أسعار الشعير والبرسيم يصيب سوق الإبل في الرياض بالركود.. ويزيد الإقبال على الأغنام
الأحد, 23 أغسطس 2009
خالد المطوع - عبدالرحمن حمودة - الرياض
مع حلول شهر رمضان المبارك وازدياد تخوف الناس وخشيتهم من ارتفاع أسعار المواد الغذائية.. بدأت أسعار الاغنام في حظائر الرياض في الارتفاع بصورة فلكية استغلالا للاقبال الكبير من المتسوقين مع بداية الشهر الفضيل.. ففي جولة لـ"المدينة" بأسواق المواشي بالرياض بدأت في حراج الإبل بعرقة غرب العاصمة لمسنا انخفاض اسعار الابل مقابل غلاء الاغنام.. برره التجار بصدود الزبائن عن شراء لحوم الابل.
تاجر الإبل وشيخ الدلالين محمد أبو سليمان الحربي يقول: أسعار الإبل مع حلول شهر رمضان في تراجع ملحوظ بسبب ضعف الإقبال عليها من الزبائن والمشترين الذين يفضلون لحم الغنم .. وأفاد الحربي أن أسعار الإبل بدأت في الانخفاض منذ ارتفاع سعر الشعير الذي وصل إلى (32) ريالا والبرسيم البالغ (15) ريالا.. موضحا أن التجار يبدون تذمرهم من ارتفاع سعر الشعير خاصة والعلف عامة والذي أدى إلى ارتفاع سعر الإبل منذ فترة طويلة عملت على انخفاض نسبة المشترين لها.
ونفى التاجر سعود السهلي وجود مراقبة من قبل أمانة مدينة الرياض حول أسعار الإبل وخصوصا بعد ارتفاع أسعار الشعير والبرسيم وتذبذبها من فترة لأخرى وبدورها أدت إلى ارتفاع أسعارها التي تصل كحد أدنى ثلاثة آلاف ريال وكحد أعلى سبعة آلاف ريال ، مشيرا إلى أن الأسعار تختلف بنوعية وعمر الإبل المراد بيعها.. وحول كيفية توازن الأسعار بين التجار كشف السهلي عن وجود تنسيق للأسعار بحيث تكون متساوية أو متقاربة على الأقل بين التجار يقوده أحدهم ويتفق الجميع على ترشيحه. وعند الانتقال إلى الجهة الأخرى من سوق عرقة للأغنام غرب مدينة الرياض تواجد عدد كبير من البائعين الذين بدا عليهم اهتمامهم الكبير بالزبائن والمشترين رغم ضعف الإقبال على حد قول خالد المطيري (تاجر أغنام) الذي أضاف بأنه على غير العادة من كل عام تراجع مستوى الإقبال على الأغنام هذا العام بأنواعها المختلفة "النعيمي والحري والنجدي والتيوس بمختلف أشكالها" خصوصا بعد ارتفاع أسعارها مطلع العام الهجري الحالي.. مؤكدا أن سوق الأغنام يشهد تراجعا كبيرا في نسبة المشترين على الرغم من زيادة عدد البائعين.
وحول قيمة أسعار الأغنام أوضح المطيري بأن "النعيمي" شهد ارتفاعا غير عاديا حيث وصل إلى (1200) ريال في سوق العزيزية جنوب الرياض و (1300) ريال في سوق عرقة غرب الرياض وكذلك "التيوس الجنوبية كالعوارض والثنيان والربعان" التي كانت في السابق (400) ريال ووصل سعرها حاليا إلى (750) ريالا في سوق عرقة على غير "الحري" الذي لم يشهد ارتفاعا ملحوظا وأصبح سعره يتذبذب بالارتفاع والانخفاض إلا أنه بقي على قيمة (850) ريالا وذو سن مبكر "جذع" ، وكذلك "النجدي" (750) ريالا.
وأوضح خلف الشمري أحد تجار ومستوردي المواشي أن أسعار الشعير والبرسيم هي السبب الرئيس في زيادة أسعار المواشي بشكل عام ، مطالبا باسمه ونيابة عن زملائه التجار في سوق المواشي الجهات المسؤولة ممثلة في وزارة التجارة بمراقبة أسعار الشعير والعمل على خفضها حتى لا تؤثر على عملهم وتجارتهم التي لا يملكون سواها ، واصفا إياها بأنها مصدر رزقهم الوحيد. نافيا أن تكون أمانة مدينة الرياض ممثلة في البلديات تعمل على توحيد أسعار المواشي وقال انها فقط تراقب البائعين طوال فترة عملهم وعلى مدار الساعة.
وقال شباب عبدالعزيز أحد موردي وتجار المواشي إن تعقيدات واشتراطات البلدان المصدرة للأغنام قللت من كمية المواشي المستوردة ، موضحا أن حظر استيراد الأغنام من بعض الدول المجاورة يزيد من سعرها بشكل لافت .وأشار شباب إلى تقليص عدد المواشي المستوردة من بعض الدول العربية منها سوريا والسودان في الشاحنة الواحدة من 430 رأسا إلى 300 رأس، مؤكدا في الوقت ذاته أن الأسواق المحلية بحاجة إلى ضخ كميات إضافية لسد احتياجات ومتطلبات السوق. كما تواجدت في أسواق الشرق والغرب والجنوب العديد من سيارات الأمانة وتواجد مسؤولوها بالمكاتب المتواجدة داخل أسواق المواشي ، وفي حديث لـ "المدينة" مع أحد مسؤولي الأمانة ببلدية عرقة بسوق غرب الرياض أوضح أن الأمانة تكثف هذه الأيام عدد المراقبين في أسواق الأغنام للعمل على تهيئة سبل الراحة للبائع والمشتري ، وضمان مصلحة المواطن والمقيم ، وذلك بتوجيهات أمين منطقة الرياض سمو الأمير الدكتور عبدالعزيز ابن عياف . وحول شروط وضوابط البيع داخل سوق المواشي أوضح مسؤول الأمانة أن وقت البيع في الساحات يبدأ من بعد صلاة الفجر وحتى الساعة العاشرة صباحا ، ومن بعد صلاة العصر حتى صلاة المغرب ، وعن عدد العمالة في الساحات بين أنه يحدد عدد العمالة لأصحاب الحظائر التي مساحتها (500) متر فأقل بعاملين فقط ، ولأصحاب الحظائر التي تزيد مساحتها عن ذلك أربعة عمال فقط ، مبينا أنه يسمح للمزارع بعامل واحد فقط بشرط إحضاره شهادة تربية أغنام من أقرب مركز أو إمارة .
وعن كيفية مزاولة العمل داخل الساحات كشف مسؤول بلدية عرقة أن بيع الأغنام بالسيارات يقتصر على السعوديين فقط بدون وجود عمالة ، أما عرض الأغنام للبيع بالتجزئة فيسمح للعمال المصرح لهم بمزاولة العمل داخل الساحة وفق بعض الشروط ومنها : تواجد الكفيل مع عمالته داخل الساحات أو من ينيبه من السعوديين ، وكذلك حصول العامل على (بطاقة عمل في الساحة) وتعليقها على صدره كي تكون واضحة وبارزة لمراقبي البلدية ، وأيضا الالتزام بالزي الموحد للعمالة بحيث يكتب عليه من الخلف اسم المؤسسة أو المزرعة أو الجلاب ورقم الحظيرة على أن يكون لون الزي هو الأصفر ، وكذلك تعهد الكفيل بالتزام عامله بأنظمة السوق وتعليمات البلدية وإذا تكررت مخالفاته أكثر من ثلاث مرات فيتم سحب البطاقة ومنعه من دخول الساحات مجددا أبدا.
وحول إمكانية رفع أحد التجار لسعر أغنامه دون علم البلدية أوضح المسؤول أنه لا صلة للأمانة بالأسعار مفيدا بأن عملهم يقتصر على المراقبة وتطبيق الأنظمة الخاصة بسوق المواشي ومن يخالف ذلك يتم التحقق من مخالفته ويتم تحرير غرامة مالية بحقه وسحب ممتلكاته من داخل الساحة ويتم فرض عقوبات عليه تحددها لجنة مشكلة من أمانة مدينة الرياض.