التيـس الأثول
			 
			 
			
		
		
		
			
                              
 التيـس الأثول التيـس الأثول التيـس الأثول التيـس الأثول التيـس الأثول 
			كانت (أم نواف ) ترى أن قطيع الغنم دون (مرياع )، مثل قرية بلا مختار أو عسكر بلا قائد . يطربها الجرس ( الماوي )، يسر ناظريها ( الشراشيب ) الملونة في رقبة ( المرياع )، لم تزل تلح على أبي نواف بتنفيذ رغبتها وشراء خروف لتشرف على إطعامه وتربيته وتدريبه …أخيراً وافق بإماءة من رأسه . 
 
صباحاً خرج أبو نواف قاصداً ( البازار ) الكائن في طرف المدينة، لا يستطيع أن يتقاعس – بعد الوعد الذي قطعه على نفسه - أو يتهاون عن تلبية طلب أم نواف، لم يعد بالخروف المطلوب، عاد بتيس أرقش … فجن جنون أم نواف ، صاحت: 
 
- ولك يا رجل قلت لك خروف …خروف! الحمد لله عندي تيس…وأشارت إليه تجاهل ثورة غضبها… 
 
قال بهدوء: 
 
- التيس حيوان والخروف حيوان… 
 
صوتت: 
 
- يا سلام ! لم أدر أن عندي رجلاً بمثل هذا الذكاء … 
 
لقد اكتشفت شيئاً نادراً، الآن دارت حول الجب اقتربت من التيس، نظرت إليه شزراً وهي تبربر، تأملت مشيته جنب الحائط… 
 
كان يتأرجح ، رأسه يهتز بشكل دائم ضربت كفاً بكف، عادت إلى حيث كان يقف زوجها … ارتفع صوتها: 
 
- ماله هذا التيس؟ 
 
رفع رأسه: 
 
- تيس مثل التيوس. 
 
لطمت خديها ، وقعت في حيص بيص: 
 
- هذا التيس أثول !  
 
هز رأسه: 
 
- أعرف ، أعرف .. قال لي البائع : إنه أثول . قلت له : هذا هو المطلوب . 
 
سقطت شفتيها السفلى: 
 
- شو !  
 
ثم تابعت: 
 
- من يشتري التيس الأثول غير الـ … ؟ 
 
أجاب بهدوء، كأن الأمر لا يعنيه: 
 
- أنت طلبت ألا أعود إلا بخروف أثول .. عندما لم أجد في البازار الخروف المطلوب اشتريت هذا التيس. 
 
أمسكت بجيب تنورتها جذبتها حتى تشقها : 
 
- يا رجل ! أنا طلبت أن تأتي بخروف حتى أربيه…ويصبح المرياع ..يمشي أمام القطيع .. وراء حمار الراعي… 
 
قهقه طويلاً: 
 
- والله نسيت … حسبت أن الأثول هو نفسه المرياع !  
 
هدأت…ابتسمت ساخرة: 
 
- أنت على صواب .. والله معك كل الحق …لا يسير في المقدمة إلا كل ناقص عقل 
		
		
		
		
		
		
		
		
		
			
			
			
			
				 
			
			
			
			
			
			
			
				
			
			
			
		 
	
	 |