عرض مشاركة واحدة
قديم 08-25-2009   رقم المشاركة : ( 6 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: التربية والتعليم الثلاثاء4/9

الرياض:الثلاثاء 4 رمضان 1430هـ - العدد 15037
أساليب جديدة للإرهاب تتطلب تعاملاً مختلفاً -2
ناصر الحجيلان
استكمالا لما سبق الحديث عنه من سمات الشخصية المتطرفة التي يمكن أن توجد عند المرء منذ الصغر وتتعزز من خلال وجود عوامل تخلق بيئة تساعد على نمو هذه الشخصية وتطورها، تركز مقالة اليوم على الاستفادة من جهود وزارة الداخلية في القبض على مجموعة الأربعة والأربعين شخصا المتهمين بالانتماء إلى تنظيم القاعدة. إن وجود مثل هذه المجموعة وغيرها من العينات الصالحة للبحث يُعطي الباحثين في دراسة أنماط الشخصيات فرصة للتعرّف على السمات النفسية والعقلية لأصحاب النزعة الإجرامية وتحليلها، وتكوين معلومات وافية لما يمكن تسميته ب"نموذج حالة الشخصية الإجرامية" المعروف ب (Criminal Character Profile) للمساعدة على التعامل مع هذه الشخصيات في فترة مبكرة، على اعتبار أن الإرهاب سلوك إجرامي خاضع لبواعث متعددة. وإذا وجد برنامج تثقيفي حول سمات الشخصية، تشترك فيه المدارس والأهل والإعلام، فإنه يساعد في تعليم الأطفال التعامل السلمي مع حاجاتهم، وتربيتهم على التفكير المفتوح، وتعزيز الفكر الناقد لديهم، وإعطاء عقولهم فرصة لقبول الآراء المتعددة والمخالفة والتعامل معها على أنها مهمة وضرورية، وتكوين رؤية نقيّة للعالم الذي يحيط بهم. هذا، بدلا من الواقع الذي يعيشه بعض أطفالنا، ممن يجدون أن آراءهم المخالفة لاتجد سوى التسفيه من أهلهم أو معلميهم، أو التقليل من شأنهم، إضافة إلى ما يمارس ضد الطفل من كبت ضد صراحته، ولجم لفكره بتقريعه فيما لو أبدى رأيًا غريبًا، وإجباره على التصديق والإنكار من منطلق غير علمي، وتحويل عالمه إلى عالم غامض تحيط به الخرافات بدلا من الواقعية. فهذه البيئة المرضيّة توفر عوامل نشوء شخصيات غير سويّة، في الوقت الذي يمكن فيه تهيئة بيئة صحيّة تساعد على تنشئة شخصيات متوازنة تعيش حياة هادئة تحقق فيها طلباتها بالتفاهم، وتحل مشكلاتها بالحوار، وتضع الاحتمالات المتعددة لأي شيء دون ترجيح الاحتمال السلبي على الإيجابي إلا بأدلة وبراهين متواترة يمكن التثبت منها عمليًا. ومع الحلول الأمنية الناجحة، ثمة حاجة إلى الاستفادة من برامج تساعد على الوقاية والحماية من الجريمة قبل وقوعها، كما تعاون على الكشف عن الجريمة بدقة ومهارة في حال وقوعها. ومن الواضح أن وزارة الداخلية تخطو خطوات سليمة في هذا الاتجاه من خلال برامجها القائمة، وقد يتطلب الموقف مزيدًا من التطوير والدعم. ولعله من المناسب أن تتولى وزارة الداخلية بالتعاون مع الجامعات مهمّة إنشاء معهد علمي عال متخصص في دراسة الشخصية الإجرامية، ومايرتبط بها من أنماط شخصيات أخرى عنيفة قابلة للتحليل والاختبار. وتكون مهمّة هذا المعهد تخريج خبراء في تحليل الشخصية يساعدون المدارس والجهات التعليمية والإعلامية في صياغة برامج توعوية للجمهور للتعامل مع المتغيرات. إضافة إلى أن هؤلاء الخبراء يكونون بمثابة مسبار دقيق للتعرف على السمات الشخصية للمجرمين بما يساعد رجال الأمن في وضع التحقيقات في إطار علمي يرشدهم إلى المجرم الحقيقي. وحسب علمي، فإن جامعة الملك سعود، ممثلة في كلية الآداب، قد صاغت مثل هذا البرنامج الأكاديمي بالتعاون مع عدد من الأقسام الأكاديمية في الجامعة لتقديم دراسات عليا متخصصة في تحليل الشخصية. ومن المؤمل أن يجد الدعم من الجهات المختصة لتحقيق الأهداف الأمنية بعيدة المدى.


آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس