[صقر قريش]

عكاظ : الأربعاء 05-09-1430هـ العدد : 2992
طاش: تكفير الناطور لابتلاع العنب!
خلف الحربي
حلقة واحدة من طاش لا تتجاوز مدتها 20 دقيقة (لعبت في حسبة) تيار طويل عريض يسيطر على المؤسسة التعليمية منذ 70 عاما!, طاش ليس قويا إلى هذه الدرجة ولكن التيار المتشدد رغم كل قوته يصبح ضعيفا - إلى هذه الدرجة – لأن بعض الانتهازيين المحسوبين عليه لا يريدون أن يفتح أحد الطابق المستور فتتكشف المزيد من الحقائق حول سوء استغلال السلطة والفساد والمحسوبية والبيروقراطية الرثة التي تعاني منها المؤسسة التعليمية!. أسهل شيء في العالم هو تغيير دفة الحوار من خلال اتهام القائمين على المسلسل بأنهم يهاجمون الدين الحنيف, ولكن المشاهد البسيط أصبح يعرف أن هذه التهمة الكبيرة ماهي إلا وسيلة للهروب من مواجهة الحقائق المؤلمة التي تحدثت عنها الحلقة الجريئة, ولنفترض جدلا أن المسلسل سيئ النية وأسود القلب فهل يمكن إنكار الحالة البائسة التي تعيشها المؤسسة التعليمية إلى درجة أن الجامعات السعودية (المتأخرة أصلا في الترتيب العالمي) أصبحت لا تقبل خريجي المدارس إلا بعد مرورهم بسنة تحضيرية ؟! , هل يمكن إنكار أن سوق العمل أصبح يشترط إعادة تأهيل هؤلاء الطلاب من جديد لأنهم لم يتعلموا شيئا على الإطلاق ؟! . أرجوكم .. أتوسل إليكم .. دعكم من الناطور ولنتحدث مرة واحدة عن العنب!, افترضوا أن ناصر القصبي وعبد الله السدحان ومؤلف الحلقة يحيى الأمير هم أسوأ عباد الله وأجيبوا على السؤال الصغير: هل ما جاء في حلقة الاثنين الماضي يجسد الواقع المرير أم هو من نسج الخيال ؟! . ألا يتعرض المتقدمون للوظائف التعليمية لأسئلة غريبة من أجل تفتيش عقولهم؟, ألا تتعرض كل محاولات إصلاح التعليم وتطوير المناهج لعرقلة واضحة من قبل فئة معينة في القطاع التعليمي؟, هل يتم اختيار مديري المدارس بناء على الكفاءة ؟, هل يتم تعيين ونقل المعلمين والمعلمات بناء على معايير عادلة؟ , هل تقدم مناهجنا مفهوما واضحا للوطن ؟ هل تتحدث عن حقوق المواطن وواجباته؟!.سأقول لكم شيئا آخر: تجاهلوا كل الأسئلة السابقة؟, وتجاهلوا أيضا الخطورة الكامنة وراء سيطرة بعض المؤدلجين على قطاع التعليم؟, وأجيبوني على سؤال واحد فقط: ألا تعتقدون أن البعض يحاول اتهام كل من ينتقد المؤسسة التعليمية بالزندقة ومحاربة الدين الحنيف كي يستأثر بالكعكة الكبيرة لنفسه وللمقربين منه؟!.. إذا كانت الإجابة بنعم فسوف تعرفون لماذا أثارت حلقة مدتها 20 دقيقة كل هذا الضجيج؟ ! .