السؤال الخامس
من قيمنا العظيمة ، والتي أمر بها الله في كتابه ، فاتصف بها الأنبياء والمرسلون ودعا إليها نبيه صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف ، وإن أعظم ما فيه أنه يقود صاحبه إلى الجنة ، وهذا هو الفوز العظيم قال صلى الله عليه وسلم : ( أنا زعيم بيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً ، وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا، وبيت في أعلى الجنة لمن حَسُن خلقه ) فهذا هو الرّبح الأوفر لأهله ، وأي ربح أعظم من الجنة ؟ّ.
وهو طمأنينة ومنجاة في الدنيا والآخرة ، لذلك أثنى الله على أهله المتوسمين به بأنهم هم المتقون أصحاب الجنة، جزاء لهم على فعله. فهو أساس بناء الدين وعمود فسطاط اليقين، به تميز أهل النفاق من أهل الإيمان، وأهل الجنان من أهل النيران، وهو سيف الله في أرضه الذي ما وضع على شيء إلا قطعه، ولا واجه باطلاً إلا أرداه وصرعه، من صال به لم ترد صولته، ومن نطق به علت على الخصوم كلمته، هو روح الأعمال ومحك الأحوال، والحامل على اقتحام الأهوال، وهو الباب الذي يدخل منه الواصلون إلى حضرة ذي الجلال، ودرجته تالية على النبوة التي هي أرفع درجات العالمين، ومن مساكن النبيين تجري العيون والأنهار إلى مساكن الصديقين، كما كان من قلوبهم إلى قلوبهم في هذه الدار مدد متصل ومعين. وقد أمر الله تعالى أهل الإيمان أن يكونوا مع أهله ....
عن أنس رضي الله عنه: أن عمه أنس بن النضر لم يشهد بدرًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشق ذلك على قلبه وقال: أول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم غبت عنه، أما والله لئن أراني الله مشهدًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرين الله ما اصنع! قال: فشهد أحدًا في العام القابل فاستقبله "سعد بن معاذ" فقال: يا أبا عمرو إلى أين؟ فقال: واهًا لريح الجنة! إني أجد ريحها دون أحد! فقاتل حتى قُتل فوُجد في جسده بضع وثمانون ما بين رمية وضربة وطعنة؛ فقالت أخته بنت النضر: ما عرفت أخي إلا بثيابه، فنزلت الآية الكريمة .
وعن أنس رضي الله عنه أن أعرابيا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن شرائع الإسلام فذكرها فقال والذي بعثك بالحق لا أزيد عليهن ولا أنقص منهن فقال النبي صلى الله عليه وسلم لئن فعل ليدخلن الجنة).
فما هي تلك الفضيلة الكريمة من قيمنا السامية ؟