[صقر قريش]

صحيفة اليو م:الخميس 6 رمضان 1430هـ العدد 13222
حتى لا تقع الفأس في الرأس
بقلم: محمد الوعيل
أكتب هذه الكلمات قبل لقاء وزير الصحة واجتماعه بنا نحن رؤساء التحرير الليلة الماضية، ودون أن أعرف ما قد يتمخض عنه الاجتماع، ولكني أصارحكم القول، بأني فوجئت بنتائج الاجتماع السابق الذي عقده وزيرا التربية والتعليم والصحة قبل يومين، لدراسة خطة التعامل مع مرض أنفلونزا الخنازير، خاصة مع اقتراب العام الدراسي الجديد، قرأت النتائج، وصعقت، لأنني كنت أتوقع خطوات عملية لا كلاماً إنشائياً وحديثاً من قبيل التوعية وتبادل الخبرات، والتزويد بالكتيبات والنشرات التوعوية.
لا أعتقد أننا أقل شجاعة من دول أخرى تعاملت مع الوباء بواقعية، وبدون حساسية، وكانت الشفافية عنواناً بارزاً خاصة عندما أعلنت دولة مثل سلطنة عمان تأجيل الدراسة لأربعة أشهر، والكويت التي أجلت البدء للمراحل الصغيرة، مع أن مستوى الخسائر هناك لا يمثل ثلث أو ربع حوادث الوفيات عندنا.
ليس معنى هذا أنني أدعو لتأجيل الدراسة، ولكني كمواطن، وأب، أريد أن أطمئن على مستوى الاستعداد للعام الدراسي، وضمان التعامل السريع والواعي مع أي طارئ لا قدّر الله، آلاف الآباء مثلي يريدون الاطمئنان، وآلاف الأمهات يساورهن القلق تجاه الوضع، ويحتاجون لأن يلمسوا خططا سريعة وواضحة ومرنة، يعرفها الجميع، ويتدربون عليها، ويستعدون لمواجهتها، قبل أن نفاجأ بأي شيء.
صحيح أنه مطلوب منا التعامل بحكمة وروية، ودون فزع، لكن لا يجب أيضا التغاضي أو التجاهل لما يجب فعله، لأننا أمام وباء عالمي ينتشر بسرعة، ولدينا كل الجهود والإمكانيات لمواجهته، ولدينا أيضاً الثقة في التعامل معه من كافة أجهزتنا الصحية والطبية والتعليمية,
الشفافية تقول: إن لدينا أعلى نسبة إصابة ووفيات بين دول المنطقة، والصراحة تقول إن وضعنا في المملكة خاص جداً، ذلك أننا مسؤولون عن ملايين الزوار والمعتمرين والحجاج، وحكومتنا توفر ما يعجز القلم عن وصفه لتهيئة الأجواء لهم، وليس مقبولاً أبداً أن نتحمل أي تقصير تجاه أي حدث.
علينا أن نتجرد قليلاً ونتصارح، ولا يمنع أبداً من مشاركة الإعلام في كل الحملات التوعوية، والصحية، وأرى أن هذه هي الفرصة المناسبة، فقط نريد أن نفهم، ولا ننتظر حتى تقع الفأس في الرأس.