رد: التربية والتعليم الخميس 6--9
الجزيرة :الخميس 6 رمضان 1430هـ العدد 13482
سلبيات التعليم الثانوي
فاطمة صالح الوهابي
كل شيء في الحياة يبدأ بتسلسل تدريجي تتدرج صعوباته ومسؤولياته بحسب نمو الفرد وتطور قدراته واستعداداته.... فمنذ الصغر والإنسان يعده أبواه أولا ثم مجتمعه ممثلا في المؤسسات التعليمية والتربوية للارتقاء خطوة خطوة في درجات سلم التعليم والتعلم لأن العلم (نور) ولأنه (الفيصل) الذي ميز به الخالق الانسان (فالعقل) الذي هو سلة العلم ومخزنه.... قال تعالى {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} ومن أهم ركائز التعلم (الاختيار) ولكن من المؤسف حقا أن تكون هذه الركيزة مغيبة في تعليمنا وخاصة للمرحلة الثانوية.... فتجد الطالب قد أمضى 12 عاما في التعلم والتعليم في مواد شتى وقد حان وقت التحديد والتركيز بعد مضي هذه الفترة الطويلة من عمر الفرد على تحديد التخصص والمواهب والقدرات لاحتوائها وصقلها وتطويرها, ولكن التعليم الثانوي لدينا بمناهجه وأهدافه ومؤسساته والقائمين عليه يغيب كل هذا مع أهميته وجوهره, فيخرج لنا طلابا لا يلوون على شيء, فترى الواحد من هؤلاء وهو في نهاية المرحلة الثانوية وكأنه طفل رضيع يحتاج لمن يسانده ويوجهه ليخطو خطواته الأولى, فمن في بيته (طالب ثانوية عامة) الأهل مستنفرون وذاك الطالب حائر لايدري أين سيدلف ومن أي أبواب التخصصات يدخل.... ومن المفترض أن هذا الشاب الذي بدأ في الدخول لمعترك الحياة الذي بعد سنوات تعد على أصابع اليد سيصبح رجلا بإذن الله يعمل لخير نفسه ودينه وأمته وهذه الحيرة من سلبيات تعليمنا الثانوي أساسا والتي تكلف الطالب أولا وأهله ثم المؤسسات في التعليم العالي جهودا شتى وأموالا طائلة وأغلى من ذلك كله عمرا ووقتا من أجمل سنوات عمر ذلك الفتى المحتار, فنرى الكثير من طلاب الجامعات يدخلون قسما ويخرجون منه وقد أمضى بعضهم سنوات عدة في القسم الأول وماذاك كله, وهذا العناء جله الا لسوء التوجيه والتخصيص في مرحلتنا الثانوية.
|