[أعاصير مغرب]

أسد الشّرى أسد الشّرى أسد الشّرى أسد الشّرى أسد الشّرى

أتيت إلى الدنيا أبادر باكيا = لسان أبي قال القصيد فما ليا
كأني أرى في صفحة الغيب شِقوتي = مسطّرةً والحزن يرسم ذاتيا
أبي دائماً بين الرجال نهاره = هزبراً ويحيا بالقنوت لياليا
يكد ويشقى في الحياة مكافحاً = وليس له من سطوة الدهر واقيا
يتيم ولكن بالشموخ موشَّح = فلا ينحني مهما يعاني المآسيا
ويصبر إن جار الزمان بهمّةٍ = تغالب رغم القهر دهراً معاديا
يجوع فإن جاء الطعام رأيته = تناءى وأدنى للصغار الأوانيا
ويحرم في ليل الشدائد نفسه = ويؤثرنا حتى وإن بات طاويا
كريمٌ فلا يأسى على مافاته = وإن نال فضلاً كان براً مواسيا
فجاؤا إخوتي من بعده = أُسدٌ تزاءر في البلاد ثمانيا
حتى تضاهت في الحياة تطاولاً = فرأيت ليثاً تلو ليثٍ ضاريا
فساءلت نفسي والضياع يحيطني = وليلٌ من الحرمان يفزع ذاتيا
فعشت بإحساسي أحاول أن أرى = صديقٌ يواسيني ويرحم حاليا
فخالطت أقواماً وجربت معشراً = فلم ألق بين الناس خلاً مواسيا
تكاثر خلاني وحظي وافرٌ = فلما كبا حظي تلاشو تلاشيا
وفكرت في أمري وبأسي وحيرتي = فلم أرَ غير الله يأسو جراحيا
هناك أضاءت في فؤادي سكينةٌ = وطهّرني الإيمان من هول مابيا[/poem]