السؤال السابع لمسابقة المنتدى الرمضانية
من أعظم وأجل القيم التي تتميز بها المرأة المسلمة وتتحلى بها عن غيرها تلك الفضيلة العالية والمرتبة الرفيعة المباركة من الإيمان ، التي عجب لأمرها النبي صلى الله عليه وسلم فقال : عجباً لأمر المؤمن ..... ولم لا ، وقد جعل الله جزاء أهله بغير حساب ، وما أُعْطِي أحد عطاءً خيرًا وأوسع منه .
فيجب على المسلمة أن تلتزم بما أمر الله به فتؤديه كاملا، وأن تجتنب ما نهى الله عنه، وأن تتقبل بنفس راضية ما يصيبها من مصائب وشدائد، فالمسلمة تتجمل به ، وتتحمل المشاق، ولا تجزع، ولا تحزن لمصائب الدهر ونكباته .
وانظروا إلى نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم كيف عانى ولاقى في سبيل تبليغ دعوة الله تعالى ؛ يقول عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن الرسول صلى الله عليه وسلم وتحمله للأذى: (كأني أنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي (يُشْبِه) نبيًّا من الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم- ضربه قومه فأدموه (أصابوه وجرحوه)، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) [متفق عليه].
قال ابن عباس لعطاء: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ فقال عطاء: بلي. قال ابن عباس: هذه المرأة السوداء، أتت النبي صلى الله عليه وسلم ( فقالت: إنى أُصْرَع وإنى أتكشَّف فادع اللَّه لي. فقال النبي (: "إن شئتِ .... ولك الجنة، وإن شئت دعوت اللَّه أن يعافيك" فقالت: ......، وقالت: إنى أتكشَّف، فادع اللَّه لي ألا أتكشَّف، فدعا لها النبي صلى الله عليه وسلم، فحقق الله رجاءها، فكانت نوبة الصرع لا تنتابها إلا وهى نائمة متمكنة، فلا تتكشَّف.
إنها الصحابية الجليلة سُعَيْرَة الأسدية، من الحبشة، عرفت بأم زُفَر -رضى الله عنها-. كانت ترعى حق اللَّه فى نفسها، وتحرص على تعاليم دينها، ومع أنها كانت مريضة بالصرع فإنها لم تيأس أبدًا من رحمة اللَّه -سبحانه، فهى تتمسك بقيمها على ما أصابها وتعلم أن ذلك من عزم الأمور، وأنه ما من شيء يُبْتَلى به المؤمن إلا كان فى ميزان حسناته يوم القيامة، وفى ابتلاء اللَّه للإنسان حكمة عظيمة يريد اللَّه بها تنقيته من الذنوب أو رفعه في درجات الجنان.
فما هي تلك الفضيلة الكريمة من قيمنا السامية ؟