عرض مشاركة واحدة
قديم 08-29-2009   رقم المشاركة : ( 5 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: التربية والتعليم السبت 8----9

عكاظ : السبت 08-09-1430هـ العدد : 2995
لـيـس إلا
حلقة «التطوير» تسيء للفن
صالح إبراهيم الطريقي
وبما أننا تحدثنا عن فن الرواية، يمكن لنا أن نمضي مع «طاش ما طاش» وحلقة «التطوير» التي تشبه كثيرا كتاب «أحلام مستغانمي»، وباقي أغلب الفن بعمومه في العالم العربي، الذي ينطلق من ثنائية التفكير «الخير والشر» التي دمرت العقل العربي، وجعلته غير قادر على تقبل الاختلاف والتعدد، لأنه يريد التطابق ولا يقبل بالتنوع، فيقدم الشخصيات على أنها خير مطلق، ومن يختلف معها في الرؤية يمثل الشر، وطالما الآخر الشر لا يمكن له أن يتقبله ويرفضه وينفيه. في حلقة «التطوير» التي كتب السيناريو والحوار الكاتب يحيى الأمير، كان يكتب وكأنه يكتب مقالا نقديا غير موضوعي، فهو يقدم الفئة المحافظة، وكأنها الشر الذي يعيق تطور التعليم متعمدا، أي أن المحافظ لا يريد الخير للمجتمع، وهذا مع احترامي الشديد، غير صحيح على مستوى المقال النقدي، ولا يحتمله الفن، الذي هو ضد كل ما هو إيديولوجي وسياسي، لأن السياسة والإيديولوجيا حين تدخل للفن تفسده، فالفن معني بالمأزق الإنساني. كنت أتمنى لو أن الفن «طاش ما طاش» سيتعاطى مع التعليم لدينا ومأزقه، ألا يقدم القصة بهذه العدوانية التي قدمها «يحيى الأمير»، وأن المحافظين الأشرار وحدهم المسؤولون عن تخلف المجتمع. لأن الفن لا يقدم الخطب المواعظية، فهو ـ أي الفن ـ سيشرح مأزق المحافظ، وخوفه من تغيير ما تعود عليه، سيكشف الفن ما الذي جعله يقع داخل هذا المأزق، وكيف هو وبسبب التأسيس وتخويفه بأن العالم بأكمله المرئي وغير المرئي يتربص به، جعله يرتاب من التغيير. سيحدثنا الفن عن تأثير الجغرافيا على الإنسان المحافظ، وأن هذا الإنسان الذي لم يحتك بثقافات أخرى منذ مئات السنين، ولم ير العالم، وكان عالمه لا يتعدى قريته والقرى القريبة منه، وكان العالم بأكمله يتجاهله، ولا يرى شيئا في هذا الجزء من الأرض قبل خروج البترول، جعله متخلف ثقافيا.يحدثنا الفن عن مأزق هذا الإنسان، فهو وقبل نشوء الدولة، كان يتنقل بحثا عن الماء، وكان يتنازع مع القبائل على الماء، وكان القادم من خلف الصحراء غازيا أو قاطع طريق يريد أن يسبي قبيلته، لهذا هو يخاف من كل ما هو جديد، لأن الجديد أو القادم من خلف الصحراء مخيف بالنسبة له. وأظن لو تم تقديم حلقة «التطوير» على أنها مأزق إنساني، أو مأزق المحافظ وكيف هو يخاف من التغيير، ويرتاب من الجديد القادم، ربما أعاد المحافظ النظر بكل مخاوفه المبررة بسبب تاريخ حياته، وغير المبررة لأن هذه المخاوف الوهمية تعيق تطور المجتمع.
لكن يحيى الأمير لم يستطع التخلص من فكرة المحارب الذي يخوض حربه الضروس مع المحافظين، وفي الحروب لا يمكن رؤية الآخر خارج الشر المطلق ليتم قتله أو نفيه خارج المجتمع، لهذا قدمهم وكأنهم الأشرار، فيما الفن يقول لنا دائما وباختصار: إن الجلاد كان ضحية لشيء ما، لفكرة ما. الفن يقول وهو يخوض مغامرته داخل الإنسان: إن الآخر الذي نظن أنه عدونا، يشبهنا ويتألم مثلنا، وإن علينا أن نتصالح معه لنتصالح مع أنفسنا.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس