عرض مشاركة واحدة
قديم 08-30-2009   رقم المشاركة : ( 5 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الملف الصحفي للتربية الاحد9---9

المدينة : الأحد 09-09-1430هـ العدد : 16930
طاش والتعليم وأنا
د. محمد سالم الغامدي
على ما يبدو أن حلقة التطوير لنظام التعليم التي عرضت قبل أيام ضمن حلقات مسلسل طاش ما طاش قد تركت صدى واسعًا تباينت فيه الآراء بين مؤيد ومعارض من حيث أسلوب تناولها لتلك القضية الهامة جداً والتي طال العراك حولها منذ أكثر من عشرين عاماً مضت وبعيداً عن التحيز لأي رأي وانطلاقاً من طبيعة عملي بهذه المؤسسة منذ أكثر من ربع قرن عاصرت فيها الكثير من متغيرات تلك الحركة التطويرية فإنني استميحكم العذر أن أدلي بدلوي الذي أحرص أن يكون موضوعيًا كونه انطلق من حصيلة تلك التجربة الطويلة لطبيعة تلك المشكلة عاصرت فيها الكثير من متغيراتها الإيجابية والسلبية حيث ارى أولاً: أن هذه الحلقة من المسلسل قد نكأت الجراح بعد أن لامست موطن تلك الجراح المزمنة وبعد أن أجاد القائمون على هذا المسلسل الرائع جداً تجسيد جوانب تلك القضية في قالب كوميدي ساخر قد لا يعجب البعض لكنها بالتأكيد طرحت واقعًا حقيقيًا قد سجله التاريخ وإن لم ينشره بعد، وهذا قد يكون أحد الأسرار التي أشعلت المداولات حول هذه القضية فمضامين تلك الحلقة الحوارية قد استجمعت أهم العناصر ذات العلاقة بقضية تطوير التعليم عبر سنوات مضت ولعل أهم تلك العناصر ضبابية تقادم الأنظمة واللوائح التي انطلقت منها عملية التطوير والتي كان لها بعض الأثر في تعطل حراك تلك العملية التطويرية ثم يأتي بعد ذلك الاساليب الإدارية ذات الصبغة البيروقراطية المتسلطة التي لم تتخذ من دراسة الواقع وتشخيصه منطلقاً لعمليتها التطويرية فكانت النتيجة تعطل عجلة الحراك التطويري وتشعب مساراته بعد أن اكتنفت مسيرته الكثير من العوائق التي لم تؤخذ في الحسبان وكانت النتيجة توالي حركات الفشل لعمليات تطويرية متتابعة وكان لهذا الأسلوب الإداري العقيم دور كبير في فشلها ولعل استمرارية ذلك الأسلوب الإداري العقيم قد أحدثت الكثير من الثغرات الجديدة لعل ابرزها فردية القرار وعشوائيته وبروز بعض القيادات غير الفاعلة التي كان لوجودها الأثر الكبير في اعاقة تلك العملية التطويرية.
اما العنصر الاهم والاكثر ضررًا واثرًا مع مسيرة تلك العملية فهو بروز الكثير من عناصر الفكر المتشدد الذين يرون انهم الاوصياء الوحيدون على حب الوطن والخوف عليه وعلى حماية الدين والمحافظة عليه حيث نراهم في معاملاتهم وآليات عملهم قد انطلقوا منطلقات متشعبة ذات مستويات متعددة وخانهم في تشددهم ذلك الكثير من الرؤى ذات الافق الواسع التي تنظر الى الحضارة العالمية نظرة موحدة الى الطبيعة البشرية المتكاملة في عباداتها ومعاملاتها حيث صاحب تلك العملية التطويرية الكثير من الممارسات الفردية والجماعية والكثير من القرارات المتأثرة بها فكانت النتيجة المترتبة عليها بطلان الكثير من العمليات التطويرية وفشلها وخاصة فيما يتعلق بالمناهج الدراسية ولعل القائمين على جهاز التعليم حديثاً قد شعروا بذلك الامر ومدى الاثر الذي ترتب عليه بعد ان وضح ذلك سمو وزير التربية في مقابلة اجراها مع صحيفة الوطن السعودية حيث قال ان التعليم يعد شأناً عاماً يحق لكل شرائح المجتمع متابعته وابداء مرئياتهم حوله وواجب الوزارة هو توفير المعلومة الصحيحة والدقيقة. ولعل هذا التصريح الواضح جداً يحمل في ثناياه الكثير من المدلولات المستقبلية التي نتأمل ان تسير عليها عملية التطوير الحالية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين بنفسه ويقوم على تنفيذها سمو وزير التربية صاحب الفكر الاستراتيجي الطموح والذي بدأنا نشعر بجدية عملية التطوير الحديثة التي نأمل الا يعوقها عائق وان نكون جميعًا عونًا لها لا عائقًا يقف امام مسيرتها فكلنا نحب هذا الوطن وكلنا نسعى للارتقاء الى اعلى سلالم المجد وكلنا شركاء في البناء لا معاول للهدم فالوطن للجميع وحبه للجميع ومظلتنا الكبرى مبادئ وقيم وتعاليم هذا الدين الوسطي كما يقول سبحانه وتعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا). ولعلي في ختام هذه المقالة اختصر لكم جزءا يسيرا من رحلتي عبر مسيرة التطوير التي عاشها نظامنا التعليمي خلال مراحله التطويرية الحديثة علها تكون سنداً لتأكيد وجود بعض تلك العوائق حيث استطعت ابداء ابرز المرئيات التي خرجت بها عبر الكثير من المقالات الصحفية التي تجاوزت خمسة عشر مقالاً تناولت جميعها موضوع التطوير نفسه بالاضافة الى ثلاث ورقات عمل شاركت بها في عدة مؤتمرات وندوات وقد نالني من البعض منها الكثير من العنت الاداري الذي يرى بأنني من اهل البيت التعليمي ولا يجوز لي كشف سلبياته وهذا أمر ارى انه لا يتفق مع قيمي التي ارى ان اهل البيت أولى باصلاحه ولعل ابرز تلك المقالات التي لا زال صداها السلبي يطاردني حتى اليوم هو مقال بعنوان “التطوير يحتاج إلى تطوير” واخيرًا يبقى الأهم من ذلك كله الا وهو ان يضع القائمون على التعليم في بلادنا كل تلك المتغيرات المطروحة نصب أعينهم حتى نجني ثمار ذلك تطويراً شاملاً لتعليمنا وقبل ذلك فكرًا وسطيًا نيرًا متقدًا مبتكرًا مبدعًا . والله من وراء القصد .







آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس