وضوح
أسواق المال ورمضان
مازن السديري
جاء رمضان خير الشهور من الأجر والثواب ويقال إن كلمة رمضان جاءت من (الرمضاء) أي الحر, هذا الشهر يعلم الإنسان الصبر ومعنى العمل بجلد والإحساس بجوع الآخرين في شرقنا المسلم صار عندما يجيء موعد هذا الشهر أن يتشكل فاصل زمني بين هذا لرمضان وسابقه وما جرى خلال العام بينهم.
في نهاية رمضان الماضي انهارت أسواق المال جميعها بلا استثناء بعد أن أعلن (ليمان براذر) إفلاسه وبدأت بعض البنوك تترنح وتطلب تدخل الدول لإنقاذها مثل (فورتيز, دكسيي) وفي السعودية أخذ سوق الأسهم السعودي ينزف ثلاثة أيام بعد إجازة العيد إلى أن صرحت مؤسسة النقد وطمأنت المستثمرين بعد اليوم الثالث من النزيف, وتصدر المحللون الاقتصاديون القنوات والصحف لشرح وتبرير الموقف المالي العالمي.
أخذت أراء الاقتصاديين تلقي بالعتب واللوم على أسباب الأزمة المالية والتي كانت تدور في أغلب النقد (سوء إدارة المخاطر , بعض المنتجات المالية الجديدة أو غير النظامية , إدارة الأصول باستثمارها بأصول صعبة التسيل مثل أصول غير مطروحة بأسواق المال , و القروض العالية من أجل الاستثمار بها (الرافعة الاستثمارية) ...كل هذه النقاط ظل يكررها أي محلل اقتصادي بشكل أو بآخر ... في رأي المتواضع أصبح المحلل الاقتصادي اليوم محل المفكر والمثقف في الستينيات و السبعينيات من حيث استخدام الجمل الأنيقة و التعمد بإسقاط كلمات شاعرية في لغته الكلامية و تعقيد العبارة (قدر المستطاع) على القارئ أو المستمع.
في السعودية تم الخلط إلى حد كبير بين المحلليين الماليين و الاقتصاديين , كل له علمه و شأنه و أنا لا أمانع أن يتحدث المحلل المالي بطريقة اقتصادية و لكن ألا ينسى أن التحليل الاقتصادي فكر مفتوح يختلف باختلاف المكان و الزمان كما يختلف تحليل الشركة المالي باختلاف قطاعها و بيئتها و سوقها,,للأسف لجأ أغلب المحليين الاقتصاديين في العالم إلى التشاؤم بشكل مخيف (ليكونوا في الخانة الآمنة).
المحلل الرائع يتجه إلى معرفة المجتمع و تشخيص حالته ومعرفة مشاكل الأسرة لحل إشكاليتها الاقتصادية من بطالة و ارتفاع نسبة الفقر مما يخفض الاستهلاك , دراسة موارد المجتمع و كيفية تنمية القطاعات بدل نقل أي إسقاط خارجي قد لا ينطبق على نفس المجتمع و عدم اختصار الاقتصاد بأسواق المال.. أسواق المال هي انعكاس للمناخ الاقتصادي و لكن قد يحتاج لتحسن أسواق المال تسريع العجلة الاقتصادية و تحسينها دون المساس بسوق المال ولا ننسى أن أساس المجتمع هو الأسرة و هذا بالتأكيد معروف لدى الكثير من المحلليين , و كل عام و أنتم بخير.
أسعار الروبيان ترتفع 3 أضعاف بعد تراجع عمليات صيده بنسبة 60%
روبيان طازج في سوق السمك
القطيف- تقرير - منير النمر:
أكد سمّاكون يعملون في سوق السمك المركزي في محافظة القطيف أن صيد الروبيان انخفض في شكل ملحوظ بعد الفسح بصيده، ما سبب ارتفاع سعره على المستهلك الذي يقبل عليه في الشهر الفضيل لنحو ثلاثة أضعاف.
وقدّر بحارة التقتهم "الرياض" الانخفاض بنحو 60%، مشيرين إلى أسباب عدة، أهمها الصيد الجائر في وقت المنع، وهجرة الروبيان المتزامن مع الأيام الأولى للفسح، وتدمير غابات المانجروف في المناطق التي تعتبر المخزون الحقيقي له، كمنطقة "القصار" في بحر رحيمة بصفوى، وغابات المانجروف في جزيرة تاروت.
وارتفع (سعر مَنْ الربيان) من 350 ريالا وقت الفسح، ليتراوح حاليا بين 1100، و900 ريال، وعزا البحار محمد علي الارتفاع إلى قلة الصيد الذي فسح قبل الشهر الفضيل بنحو شهرين، وقال في هذا الصدد: "إن الانخفاض في الصيد واضح جدا إن ما قارناه بالعام الماضي"، مضيفا "أننا نبحر في (اللنج) من دون أن نحصل على نفس الكميات التي كنا نصيدها في السنوات الماضية".
وليس بعيدا عن رأي محمد قال النوخذة موسى الدغام: "هاجر الروبيان الكبير منذ اليوم الثاني أو الثالث من فسح صيد الروبيان متجها لعمق البحر، وهو ما لا يستطيع أصحاب الطرادات المتوسطة بلوغه، الأمر المشكل قلة في الصيد". بيد أن البحارين الذين يبحرون في عمق البحر بواسطة اللنج الكبير، إذ تستغرق رحلة صيدهم مدة الخمسة أيام شددوا على أن صيدهم كان منخفضا إن قورن بالأعوام السابقة.
وعن انخفاض مستوى الصيد في مياه الخليج العربي (المنطقة الشرقية) قال نائب رئيس جمعية الصيادين في المنطقة الشرقية جعفر الصفواني: "إننا نعتقد في الجمعية بأن السبب يكمن في حصول تعديات كبيرة على غابات المانجروف التي لم يتبقَ في المنطقة الشرقية، إلا نحو 10% من حجمها الأساسي"، مشيرا إلى أن التعدي الحاصل في "خليج تاروت"، خاصة في بحر رحيمة المعروف ب"القصار"، و"غابة مانجروف تاروت" أديا إلى تناقص كبير في عملية التبييض.
وتتخوف الجمعية من استمرار التعدي الذي سيكون مكلفا من نواحٍ عدة، أهمها النواحي الاقتصادية والبيئية، وأضاف الصفواني "وصلتنا بعض الأنباء عن دفن بحر رحيمة، بيد أن تحركنا ومسآلتنا لجهات تهمها البيئة كالأرصاد وحماية البيئة كانت مطمئنة، إذ أجابونا بعدم ورود مثل تلك الأنباء لهم".
وتابع "إن منطقة غابة المانجروف في جزيرة تاروت لا تتدفق لها مياه البحر في شكل جيد"، معزيا الأمر إلى الدفن الحاصل، وإلى عدم وجود قنوات مياه تغذي المنطقة الشاسعة من الغابة، وبخاصة أن الموجود من قنوات حاليا لا يتعدى أنبوبين كبيرين يستحيل أن يغذيا الغابة، فيجددان الماء مع حركة المد والجزر، وأضاف "إن أرض الغابة ستتعف إن لم نجد حلا سريعا، ما يعني موت أصناف من السمك والروبيان، خاصة إن عرفنا أن السمك والروبيان يضعان بيوضهما في تلك المناطق، ثم يتوجهوا لعمق البحر بعد أن يكبرون هناك".
يشار إلى أن بعض الوجبات الرمضانية تشتهر في مكوناتها بالروبيان، بيد أن بعض الآباء من متوسطي الدخل قرر عدم الشراء بعد أن وصل الروبيان إلى أسعار رأى المستهلكون أن فيها الكثير من المبالغة، ومستغلة لإقبالهم عليه، ما جعل بعضهم يعزف عنه.