سعوديون يضخون نصف مليار ريال للمضاربة في أسواق العملات والمعادن

متداولون في الأسهم السعودية
الرياض: شجاع البقمي
قاد الأداء الضعيف لسوق الأسهم المحلية خلال أيام شهر رمضان إلى ضخ مستثمرين سعوديين لما يزيد عن نصف مليار ريال للمضاربة في أسواق العملات والمعادن العالمية بهدف تحقيق أكبر عائد ربحي ممكن.
ويبدو أن المستثمرين فضلوا أسواق العملات والمعادن العالمية لطبيعة تداولاتها المناسبة لهم من حيث التوقيت خلال الشهر الجاري، وهو الأمر الذي قاد إلى تراجع حاد في مستويات السيولة النقدية لتعاملات السوق المالية المحلية.
وبلغت السيولة المالية في السوق المحلية خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان الحالي 13.7 مليار ريال فقط، مقارنة بـ19 مليار ريال كانت عليه كمتوسط أسبوعي خلال تعاملات الشهر الماضي.
إلى ذلك كشف أستاذ المحاسبة في جامعة الطائف الدكتور سالم باعجاجة لـ"الوطن" عن ضخ مستثمرين سعوديين لمبالغ مالية تزيد عن الـ500 مليون ريال للمضاربة في أسواق العملات والمعادن العالمية خلال الأيام الماضية من شهـر رمضـان الجاري، مشيرا إلى أنها مبـالغ مـاليـة سحبت من تعاملات سوق الأسهم المحلية في نهاية تعاملات الشهر الماضي.
وأشار إلى إمكانية وصول المبالغ التي يتم ضخها في أسواق العملات والمعادن العالمية للمضاربة المحمومة حاجز المليار ريال من قبل المستثمرين السعوديين مع نهاية الشهر الجاري، مبينا في الوقت ذاته أن غالبية هؤلاء من فئة الأفراد، ونسبة منهم تعود إلى مؤسسات مالية متخصصة.
وأرجع باعجاجة توجه السيولة النقدية لأسواق العملات والمعادن العالمية خلال شهر رمضان الجاري إلى توقيت تعاملات سوق الأسهم المحلية، وقال "تمنيت لو أن تعاملات السوق خلال هذا الشهر المبارك مسائية، حتى لو كان ذلك لمدة 3 ساعات فقط".
واستغرب تراجع معدلات السيولة النقدية المتداولة في السوق المحلية أمس إلى مستويات تاريخية متدنية، مبينا في الوقت ذاته أن 80 % من المضاربين الأفراد يفضلون إراحة أنفسهم من عناء التداولات خلال رمضان.
وأفاد أن عزوف المضاربين عن تعاملات السوق المالية المحلية خلال هذه الفترة قاد إلى تذبذب ضيق في أسهم الشركات، كما أن الأداء العام لتعاملات السوق غلب عليه طابع السلبية.
من جانبه أكد المحلل المالي فيصل العقاب لـ"الوطن" أن تراجع فرصة تحقيق الأرباح المجزية في سوق الأسهم المحلية خلال تعاملات الشهر الجاري دفع بعض المتداولين الأفراد إلى البحث
عن الفرص الأخرى المتاحة، مبينا أن هؤلاء المتداولين يمتازون بالطابع المضاربي بعيدا عن النظرة الاستثمارية بعيدة المدى.
وتوقع استمرار انخفاض معدلات السيولة النقدية المتداولة في السوق المالية المحلية، مقدرا في الوقت ذاته أن يبلغ حجم هذه السيولة خلال الأسبوع الجاري 12 مليار ريال فقط.
وأكد محمد الحربي وهو مضارب في أسواق العملات العالمية أنه بدأ في ضخ 20 % من سيولته النقدية في الأسواق العالمية الأخرى للمضاربة في "العملات"، مشيرا إلى أن انخفاض
فرصة تحقيق العائد الربحي من المضاربات اليومية في السوق المحلية هو من قاد لذلك.
واستبعد الحربي أن يستمر عزوف كثير من المضاربين السعوديين عن السوق المالية المحلية، متوقعا في الوقت ذاته أن تبدأ السيولة النقدية في الانتعاش مجددا مطلع أكتوبر المقبل.
يذكر أن معدلات السيولة النقدية في سوق الأسهم المحلية بدأت تأخذ مسارا سلبيا خلال الأيام القليلة الماضية، وهو الأمر الذي قلل من فرصة اتساع رقعة تذبذب أسهم الشركات المدرجة بين الارتفاع والانخفاض.