عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08-31-2009
الصورة الرمزية صقر قريش
 
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

  صقر قريش غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة
افتراضي رد: الملف الصحفي للتربية 10---9

رد: الملف الصحفي للتربية 10---9 رد: الملف الصحفي للتربية 10---9 رد: الملف الصحفي للتربية 10---9 رد: الملف الصحفي للتربية 10---9 رد: الملف الصحفي للتربية 10---9

المدينة : الإثنين 10-09-1430هـ العدد : 16931
تطوير المناهج في طاش.. تبسيط مخل!!
م/ عبد الله المعلمي
مع أن حلقة “طاش ما طاش” عن تطوير المناهج كانت جريئة، إلاَّ أنني أجد أنّها قد تناولت ‏الموضوع بتبسيط، أو لعلّي أقول بتسطيح، أخلّ بالقضية، وألبسها غير لبوسها، وأدخلها في ‏متاهة جدل فكري، لا يخدم الهدف المنشود، ويبتعد عن القضية الأساسية للتطوير، وسوف ‏أستعرض في ما يلي جوانب الضعف والضرر في المعالجة الفكرية والفنية التي ظهرت في ‏الحلقة.‏
ركّزت الحلقة على قضية التطوير في المناهج الدينية، وهي بذلك عزّزت المفهوم الخاطئ ‏المترسّخ في أذهان البعض، من أن قضية تطوير المناهج هي كلمة حق يُراد بها باطل، أو ‏أنها مجرد مدخل ينفذ منه مَن يسمّونهم بالتغريبيين للنيل من بعض المفاهيم الدينية غير ‏المختلف عليها، وفي واقع الأمر أن الضعف في مناهجنا في العلوم والرياضيات، وانخفاض ‏حصة العلوم التقنية والتطبيقية في جدول الطالب أهم وأخطر من القضايا التي أثارتها ‏الحلقة، وهي أكثر تأثيرًا على مسألة مواءمة مخرّجات التعليم مع احتياجات سوق العمل، ‏تلك المسألة التي جاءت عرضًا، وبطريقة إنشائية ساذجة على لسان الدكتور عبد الرحمن، ‏المسؤول عن التطوير.‏
وحتّى في نطاق المناهج الدينية لم تتعرّض الحلقة إلى أساليب التلقين والحفظ التي تطغى ‏على هذه المناهج، ولم تتطرق إلى مسألة مدى ارتباط هذه المناهج في بعض مكوناتها ‏بالواقع الحديث، مثل التركيز على زكوات الأنعام، والحبوب،
وعدم التطرّق إلى الأدوات المالية ‏الحديثة كالأسهم، والسندات، والصكوك، ومثل التركيز على بعض أنواع التجارة التي كانت ‏معروفة قديمًا، ولعلّها اندثرت الآن، وعدم دراسة الأنماط الحديثة من المتاجرة بين الأفراد، أو ‏بين الدول، ومثل تعليم الأبناء والبنات أحكام الاستنجاء، والاستجمار، والجنابة في سن لا ‏يتلاءم مع أفهامهم ومداركهم وأعمارهم، وغير هذا كثير تجاهلته الحلقة؛ لتثير جدالاً فكريًّا ‏عن مسألة الوطن والأمة لا علاقة له بمسألة المناهج وإن كان على درجة عالية من ‏الأهمية بالنسبة للبناء الفكري للمجتمع بصفة عامة.‏
كان من نتائج هذا المطب الذي وقعت فيه الحلقة أن أفسحت المجال لمَن يقول: وما هو ‏الوطن إن لم يستند على أرضية عقدية سليمة؟ وهي حجة قوية يصعب الرد عليها، أو أن ‏يقول آخر إن حرمة الربا أمر متفق عليه عند الأمة، وبذلك ظهر أنصار التطوير، وكأنهم ‏يخالفون ما أظهره مناهضوهم بصفة أنه من المسلّمات الدينية.‏
ولقد أظهرت الحلقة علماء الدِّين وكأنّهم تيار متجانس، رافض للتطوير عمومًا، ولتطوير ‏المناهج الدينية خصوصًا، وهي بذلك قد منحت التيار المناهض للتطوير حجمًا أكبر من ‏حجمه، وكان الأولى أن يظهر في الحلقة، كما هو واقع في الحقيقة، علماء يؤمنون بأهمية ‏تطوير المناهج الدينية، ويبيّنون الحجج الدينية المعتبرة التي تدعم موقفهم بدلاً من أن تحبس ‏مسألة التطوير في إطار صراع فكري بين التيار الليبرالي والتيار الديني.‏
ومن ناحية أخرى جاء رموز التطوير في الحلقة ليمثّلوا تيارًا ضيّقًا، سواء من الناحية ‏الفكرية، أو الإقليمية، أو من الناحية الطائفية التي مثل الشاب «حسين» فيها فئةً معينةً، وبذلك ‏وقعت الحلقة في المطب نفسه الذي انتقدت فيه الجانب الآخر، فكما أن اختيار المعلّمين يجب ‏ألاَّ يُحصر في دائرة فكرية محددة النتائج سلفًا، إلاَّ أن الخروج من تلك الدائرة لا ينبغي أن ‏يكون إلى دائرة أخرى تماثلها ضيقًا ومحدوديةً.‏
وأخيرًا فلقد جاءت خاتمة الحلقة لتوحي بأن قضية التطوير سوف تنتصر بقوة السلطة التي ‏مثّلها الوزير، وهو أمر لا يمكن أن يكون محل سعادتنا، فالمأمول هو أن يكون موقف ‏السلطة مسهلاً للتطوير، ومساعدًا عليه مع احترام حساسيات أصحاب وجهة النظر المخالفة، ‏واستمرار الحوار معهم، وليس طردهم من المكتب كما ظهر في الحلقة.‏
إن قضية تطوير التعليم أهم من أن تكون مسابقة يتبارى فيها طرفان على تسجيل الأهداف ‏في مرمى الخصم، بل ينبغي أن تكون سباقًا يتفانى فيه كل طرف على محاولة الاستدلال على ‏الحقيقة والمصلحة، تحت قيادة سلطة مستنيرة تعرف الهدف، وتدفع الجميع نحو تحقيقه، ‏وتقرّب المسافات، وتعزل النشاز، ولئن فرح البعض بجرأة حلقة التطوير ،واعتبروها هدفًا ‏احترافيًّا، فإن أخشى ما أخشاه هو أن يكون ذلك الهدف قد سجّل في مرمى الذات، بما شمله ‏من ضعف، وما اكتنفه من إضرار بجوهر القضية، وابتعاد عن جوانبها الأساسية.

رد مع اقتباس