رد: التربية والتعليم 11_9
وجدها الوطن :الثلاثاء 11 رمضان 1430 هـ العدد 3259
الإصلاح من المدرسة
أحمد الشقيري
أ- الإعلام والبرامج التلفزيونية توعي الكثيرين من الناس ولكنها لن تؤدي إلى تغيير فعلي إلا لدى بعض المشاهدين . . . فأغلب المشاهدين يحرصون على المتعة في المشاهدة أكثر من التغيير الفعلي على أرض الواقع .
- الأسرة والمنزل أساس ولكن ستتغير فقط الأسر التي لديها أب وأم يهتمان بالتربية وبالتالي فأيضا التغيير سيكون محدوداً لأن الأسر المهتمة بهذا الأمر على الوجه الصحيح محدودة مقارنة بإجمالي السكان .
- لذلك تولد لدي إيمان عميق مؤخرا أننا إذا أردنا أن نحدث تغييرا وتطويرا على مستوى شعب بأكمله وعلى مستوى جيل بأكمله فلا سبيل لذلك بدون المدارس . فأي أنظمة وأساليب تربوية ستوضع في المدرسة فإنها تلقائيا ستؤثر على سبعة ملايين طالب وطالبة في المدارس من الابتدائي إلى الثانوي .
- المدرسة هي السبيل الوحيد إلى تغيير ثقافة شعب سواء إلى الأحسن أو إلى الأسوأ . . . وتغيير الثقافة أو العادات هو من أصعب الأمور ويحتاج دائما إلى جيل كامل على الأقل حتى يحدث . . وهنا يأتي دور المدرسة لينشئ هذا الجيل .
- المدرسة هي من أهم العوامل التي ستعالج مشكلة النظافة مثلا على الكورنيش لأنها يمكنها أن تنشئ جيلا نظيفا يحترم الحدائق العامة . . . هذا التغيير لن يحصل فجأة وأي تغيير في أسلوب التربية في المدارس ستظهر آثاره بعد سنين، ولكن حتى يحصل ذلك يجب أن يكون هنالك تخطيط وإرادة لإحداث هذا التغيير . .
- في الأشهر الأخيرة بدأت أسمع كثيرا عن لقاءات صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود مع الكثيرين من أهل البلد المهتمين بشؤون التربية والتعليم . . وأنه مهتم كثيرا في سماع ما لدى الناس من أفكار واقتراحات لتطوير أنظمة المدارس . . . وهذه خطوة إيجابية جدا وهي بداية الطريق . . . . ما أتمناه أن يتم الإعلان عما سيتم تنفيذه في الفترة المقبلة حتى يكون لدى الشعب أمل وتطلع للمستقبل وهذا التواصل والإعلان عن الخطط المستقبلية أمر مهم جدا لأنه كفيل برفع المعنويات لدى الناس وكفيل بإدخال الحماس على كل من يريد أن يطور . وكفيل بأن يصبر الناس لأنهم يعلمون بأن التغيير قادم . . . وطبعا بعد وضع الخطط فالأهم هو تنفيذها على أرض الواقع وأن يبدأ الناس يروون تغييرا ملموسا في المدارس وما يحصل فيها .
أدعو الله سبحانه أن نستشعر أهمية وحساسية هذا الكيان المدرسي وأن ما يحصل في المدارس اليوم هو الذي سيحدد مستقبل دولتنا الحبيبة بعد عشرة أو عشرين سنة . . . فهؤلاء الأطفال هم من سيقود البلد في المستقبل . . فمنهم سيخرج الوزير والمعلم والتاجر والدكتور وأخلاقهم ستكون هي أخلاق الشعب السعودي في العقود القادمة . . . . فأتمنى أن نحرص على أن نغرس فيهم كل ما نتمنى أن نراه في المملكة في العقد القادم .
تذكرة:
لم نذهب إلى اليابان للتمجيد ولا للتقليد, ولكن لنأخذ منهم كل مفيد .
فهو أحق بها .
|