عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-2009   رقم المشاركة : ( 13 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: التربية والتعليم 11_9

صحيفة اليوم:الثلاثاء 11 رمضان 1430هـ العدد:13227
كوريا و طاش و إصلاح التعليم
د . عبدالسلام الوايل
أكتب من كوريا الجنوبية حيث أقوم ببحث عن مسببات النهوض العلمي السريع لكوريا الجنوبية في العقدين الماضيين . لا شيء يوضح تقدم الكوريين المذهل مثل مقارنتهم بنا . ففي عام 1987 كان إنتاجنا العلمي يمثل 104% من إنتاجهم, أي أننا كنا أكثر منهم إنتاجا . لكن بعد ذلك بعشرين سنة وفي عام 2007, كان إنتاجنا العلمي يمثل 6% فقط من إنتاج الكوريين . لقد اجترح الكوريون, مع الصينيين, معجزة مذهلة في هذا المجال بينما توقفنا نحن عند حد معين لم نستطع تجاوزه . كان تركيزي في جمع المعلومات ينصب على محاولة معرفة الذي حصل للجامعات الكورية, المصدر الرئيسي للبحث العلمي, خلال العقود الأربعة الماضية, مفترضا أن أي إصلاح أو تطوير لهذا القطاع سيشرح الظاهرة العلمية العجيبة . حين بدأت بالبحث عما حصل, وجدت نفسي أغرق وسط بحر متلاطم من البرامج التطويرية والتغييرات التشريعية والبرامج الدعمية الهادفة لإنشاء بنية أساسية متينة للبحث العلمي من مختبرات علمية وتجهيزات لوجستية وتنمية بشرية . كانت البرامج التطويرية تتلاحق وتتزاحم ويعقب بعضها بعضا . لقد مثل «إصلاح التعليم» أحد المفاهيم الرئيسية التي يمكن من خلالها تفسير النهضة العلمية السريعة للكوريين . بينما أنا غارق في ملاحقة تلك البرامج التطويرية للتعليم في كوريا ومحاولا أن أستوعب اسم كل برنامج وزمنه وأهدافه ونتائجه وتقييماته, عرفت من مواقع إنترنتية عن حلقة مثيرة لمسلسل طاش عن إصلاح التعليم . أنزلت الحلقة من موقع اليوتيوب وطالعتها . تركت في الحلقة تأثيرا محزنا بل ومخيفا . لقد كانت الأرقام التي سطرتها أعلاه حول جمودنا العلمي في العقدين الماضيين محبطة . كانت تقدم الواقع بصورة كمية . لكن حلقة طاش قدمت الأمر من زاوية كيفية عميقة وجريئة, زاوية الممانعة المجتمعية (أو ممانعة نخب معينة) لتطوير التعليم لدينا وتأثيرها على إعاقة جهود تطوير التعليم ثم ما آل إليه الحال من ضعف مخيف في مخرجاتنا التعليمية وفي إنجازاتنا العلمية . لنقرأ واقعنا العلمي والتعليمي من زاوية الانجاز الكوري, لماذا كان هناك كل تلك البرامج التطويرية لدى الكوريين؟ لماذا حرصت كل حكومة كورية على «إنجاز» تطوير تعليمي وعلمي؟ قد يكون الموضوع مرتبطا بالشرعية السياسية وبالطلب المجتمعي على الإنجاز . كان الأمر يبدو وكأن كل حكومة كورية جديدة تراكم شرعية لنفسها عبر تطوير منظومة العلم والتقنية, ومن أهم عناصرها التعليم . لقد تحولت الانجازات التعليمية والعلمية والتقنية إلى مصادر قوية للشرعية السياسية في كوريا . حين تكون الإنجازات التعليمية والعلمية والتقنية مصادر قوية للشرعية السياسية, فإن معنى ذلك أن هناك طلبا مجتمعيا على هذا النوع من الإنجازات . وبما أن هناك طلبا مجتمعيا عليها, فإنه سيكون هناك دعم مجتمعي للبرامج التطويرية والتشريعات الاصلاحية والتجهيزات اللوجستية لتحقيق أكفاء درجات المخرجات . في هذا السياق, تثار المقارنة الهامة, برامج تطوير التعليم لدينا مقارنة بالكوريين . لنأخذ, مثلا, دمج رئاسة تعليم البنات بوزارة التربية والتعليم كمثال على الطريق الوعرة التي على التطوير في التعليم أن يسلكها لدينا, حتى لوكان هذا التطوير تنظيميا بحتا ولم يمس جوهر المناهج وفلسلفتها . لقد واجهت تلك الخطوة الكثير من التشكيك والحرب الدعائية وأنجزت وسط غمار معارك فكرية واعتراضات لم تنتج شيئا أكثر من إعاقة الحركة التطويرية . إذا كان ذاك هو الحال مع إصلاح تنظيمي فقط, فإنه من المتوقع أن يتجمد تطوير التعليم لدينا, مادام أنه مصدر لكل هذه المتاعب . إذا كانت كل حكومة كورية تتقرب من المجتمع عبر تطوير التعليم لديهم وتعزز قابليتها عبر الانجاز في التنمية البشرية, وإذا كان على كل تطوير تعليمي لدينا أن ينجح في عبور عدد من حواجز الممانعة المجتمعية والتشكيك والحرب الأيديولوجية قبل أن يرى النور, وربما يراه مجروحا وكسيحا وبلا فاعلية, وإذا كان إصلاح تعليمي مصدرا لعدد من المتاعب لصناع القرار, فإنه لاعجب أن يمضي الكوريون وغير الكوريين تاركيننا نجترح الوسيلة إثر الأخرى في إبقاء الأمر على ماهو عليه .
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس