[صقر قريش]

عكاظ : الأثنين 17 رمضان 1430 العدد 3004
الاستعداد أهم من التأجيل
لا يمكن القطع بتحديد موعد بدء العام الدراسي دون أن تؤخذ في الاعتبار احتمالات تطور وباء انفلونزا الخنازير؛ سواء من حيث توسع دائرة انتشاره وتزايد أعداد المصابين به أو من حيث تطور الفيروس المسبب له وظهور أنواع منه أكثر خطرا وأشد فتكا. وما دام ما بيننا وبين الموعد الأساسي لبدء العام الدراسي ما يزيد على الأسابيع الثلاثة فإن أي قرار بتحديد موعد بدء الدراسة سيظل ترجيحا لاحتمالات مفتوحة قد تحمل الأيام المقبلة ما يعززها أو ما يستوجب إعادة النظر فيها.والمواطنون لا يتسرب إلى أنفسهم أدنى شك بأن بناتهم وأبناءهم في أيدٍ أمينة تحرص كل الحرص على سلامتها من ناحية وتحرص في الوقت نفسه على عدم إهدار الوقت المخصص للدراسة إذا لم يكن هناك ما يستوجب تأجيل بدء الدراسة، فمصلحة الطلاب والطالبات لا تقتصر على تأجيل الدراسة، بل إن بدء الدراسة في موعدها المحدد لها هو المصلحة الحقيقية التي يرتبط بها مستقبل الطلاب والطالبات التعليمي.وتحديد موعد بدء الدراسة في ظل المستجدات والمتغيرات ليس قرارا لوزارة التربية والتعليم وحدها، كما أنه ليس قرارا لوزارة الصحة وحدها بل هو قرار تتضافر عدد من الجهات ــ وعلى رأسها الصحة والتربية ــ لاعتماده، وذلك لأنه قرار استراتيجي يمس مستقبل الطلاب والطالبات كما يمس حياتهم وصحتهم.ورغم ذلك كله، يبقى الأمر الأهم من موعد بدء الدراسة هو اتخاذ كافة الاحترازات والاحتياطات الكفيلة بتوفير بيئة مدرسية صحية وواعية بسبل مواجهة انتقال العدوى وكيفية التعامل مع الحالات الطارئة والمتمثلة في ظهور إصابات بين الطلاب والطالبات، ولعل مثل هذه الاحتياطات فرصة سانحة لتعليم طلابنا وطالباتنا سبل مواجهة الطوارئ عبر عمل جماعي منظم ودقيق.