الموضوع: منوعات
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-07-2009   رقم المشاركة : ( 3 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: منوعات

وكتبه لكم : أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري - عفا الله عنه :

صَدِئتُ وقد ألْجمتُ لحني وتغريدي

كأني نَسيتُ النايَ في حَوْمة الغِيد (2)

على أن لي روحاً تشِفُّ لطافةً

وإن هُدَّ عمري فالهوى غير مجرود (3)

فُطِرتُ على حبِّ الجمال مُهَشَّماً

كما كنتُ في وَقْدِ الصِّبا ذا التواقيد

وطرسي بأصداغ الملاح مُمَوْسقٌ

ترنَّح فيه الحبُّ عذْبَ التغاريد (4)

وهبتُ مِدادي جُلَّ عمري صبابةً

تُرَقِّص أشعاري وهمسي وتنهيدي

وشيبي صباحٌ من عقود يتيمة

تئنُّ بحرمانٍ وصدّ وتسهيد (5)

كأني بعربيد النهود مُمَزَّق

إذا همَّ بالإقبال لذتُ بتبعيد

وهل يُعْذلُ المشغوفُ من لوعة الضنى

إذا سُلَّت الأهدابُ أو ناصعُ الجيد

وفي ضيعة الأوهام هِمْتُ مُخدَّراً

بصوتٍ حنونٍ ذي شجونٍ وتصفيد (6)

يجيش بأنَّات الجوى مُتمظهراً

ولم يَشْكُ حرماناً ولا كَرْبَ مفؤود (7)

فصفَّق قلبي في حنايا جوانحي

دَهاهُ وِدادٌ ظِلُّه غيرُ ممدود (8)

أُعلِّل نفساً في سراديب ظُلْمةٍ

بكذب الأماني أو بأصباغ تجعيد

وإني بأسرار الملاحة عالم

وما بثَّ مكنونَ الجوى مِثلُ معمود (9)

وفي الروضة الغنَّاء كل مرقِّص

بدا سجع شاديها لحوناً بتخليد(10)

ويبدو أَسارَى الحسنِ أهلَ توقُّدٍ

وكم من خلي قد تراه بتبليد

هي النفسُ تغدو بالجمال طروبةً

إذا بُحَّ من أنغامه وَتَرُ العود

فيا ربِّ عفواً إن تمادتْ صبابتي

فما حيلتي في الناعسات الأماليد(11)

إذا ما تناسيتُ الهوى وشجونه

ثَنَى من عُزوفي صَدْحُ بعضِ الأناشيد(12)

(معذبتي) إنجيلهم أو (متيمتي)

و(يا ليلُ) فالعشاقُ في ذُلِّ تَعْبيد

بلى.. إن لي أصنافَ فنّ ومُتْعةٍ

وترياقَ مشتاقٍ وتجديدَ توحيد

بسبحٍ مع الذِّكر الحكيم مُرتَّلاً

تغنَّى به عذْبُ التَّغَنِّي بتجويد

فيا نفحة الإيمان قَرِّي بمهجتي

ويا عزفة العوَّاد بُوْئي بتفنيدي (13)

ويا مَيْعَةَ الحبِّ الذليل تَجَمَّدي

ويا صَيْحَةَ الإيقاظ من رَقْدتي زِيدي

فليستْ رياضُ الفنِّ رقْصَ خلاعةٍ

ولا نَشْرَ أهدابٍ بغمزٍ وترعيد (14)

وما الفنُّ إلا نَبْعُ حُسْنٍ مُطهَّر

وأمشاجُ فخرٍ أعجزتني بتعديد

يموسقها إيقاعُ فُصْحَايَ شادياً

يُفجِّر إبداعاً أصيلاً بتجديد

ويأسو جروحاً في تضاعيف أمةٍ

تَداعَى عليها فَيْضُ حقدٍ وتنكيد (15)

أبا مُتْعبٍ حيَّاك عزمٌ مُؤجَّجٌ

ورأيٌ مُشِعٌّ بالهدى غيرُ موؤود

وحياك من صحرائنا صِرْفُ صَحْوِها

ومن وَثْبَة التمدين روعةُ تشييد (16)

ومن فوعة الشباب إقدامُ هِمَّة

ومن حِنكة الأشياخ إسعافُ تسديد (17)

تداركتَ بالحُسْنَى شتاتاً وَفِرْقَةً

وشعباً تناساه الشقيق بتحييد (18)

تحيَّفهمْ سُوسٌ يَهِدُّ صفوفهمْ

بقتلٍ وتشريد وهدمٍ وتهويد(19)

ملأتَ فراغاً مُنْذِراً بمتاهةٍ

ورِقَّةِ أديانٍ وإجلاب رعديد (20)

كأنْ لم تكن أرضُ العروبة دوحةً

لكلِّ تقيّ من أباةٍ صناديد (21)

إذا عَقُمَتْ من مثلك الدارُ فانْعِها

فما الدار إلا غرسُ حُرَّاسها الصيد (22)

وحيَّتك أعلامُ السلام منيفة

فسعيك مشكور الجَنى جِدُّ مخضود(23)

وحيَّاك شعبٌ كلما ذرَّ شارقٌ

تَملَّكْتهُ من فيضِ عدلٍ وتسعيد (24)

أبا متعبٍ تلك الشمائلُ نَشْوتي

يُغَنِّي بها شعري ويحلو بترديد

فلا غَرْوَ أن ودَّعتُ تطريبَ خُنْفُسٍ

ولا غرو إن لم يَسْبني ناعم العود (25)


آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس