فك رموز خلية جذعية جديدة تمثل مفتاحا لسرطان البروستات
باريس - اكتشف علماء في الولايات المتحدة، انطلاقا من تجارب اجروها على فئران المختبر، نوعا جديدا من الخلايا الجذعية في غدد البروستات، واثبتوا ان التغيرات التي تطرأ على هذه الخلايا يمكن ان تكون مسؤولة عن الاصابة بسرطان البروستات، على ما ذكرت دراسة.
وعززت الدراسة الظن بأن امراض السرطان يمكن ان تكون ناجمة عن تغيرات تصيب الخلايا الجذعية التي تتحول الى انسجة في الجسم.
ومن شأن هذه الدراسة على ما يبدو ان تفك لغز سرطان البروستات المجهول الاسباب حتى الان، وان تفتح ابوابا جديدة لطرق العلاج من المرض المميت.
واوضحت كوري ابات-شين البروفسورة في كلية الطب والجراحة في جامعة كولومبيا في نيويورك، والتي شاركت في كتابة الدراسة، ان الدراسة رصدت "خلية جذعية جديدة في البروستات، وبحثنا يظهر ان بامكانها ان تعمل كخلية منشأ لسرطان البروستات".
ويمثل سرطان البروستات ثاني اكثر انواع السرطانات شيوعا بين الذكور، وهو يودي بحياة نصف مليون رجل في ارجاء العالم كل سنة، وفق بيانات منظمة الصحة العالمية.
وقد عثر على الخلية الجذعية الجديدة التي تختصر باسم "كارن" داخل نوع من الانسجة يدعى "ايبيثيليوم"، موجود ايضا في اجزاء اخرى من الجسم.
وبشكل اكثر دقة، توجد هذه الخلايا في منطقة تدعى "لومينل لاير"، حيث تظهر الخلايا السرطانية في البروستات عادة.
لكن وحتى الان، لم يعثر على خلايا جذعية في الظهارة "ايبيثيليوم" سوى في منطقة تعرف باسم "بازل لاير" "الطبقة الاساسية".
ومن هنا اللغز التالي: اذا كانت الخلايا الجذعية متورطة بشكل او بآخر في نمو الاورام السرطانية، كما ترجح البراهين المتزايدة، فان كيفية انتقال السرطان من طبقة الى اخرى يبقى امرا عصيا على التفسير.
ولمعرفة ما اذا كانت النسخ المتغيرة من الخلية الجديدة المكتشفة قادرة على التسبب بتشكل الاورام، عمد العلماء الى الغاء جينة تكبح انتشار السرطان تدعى "بتين" لدى فأر مخبري.
وقالت ابات-شين لوكالة فرانس برس ان "الجينة +بتين+ هي اساسية جدا في ما يتعلق بالسرطان"، موضحة ان "هذه الجينة تمثل كابحا مهما للاورام وخصوصا لسرطان البروستات".
وتبين بعد التجارب المخبرية ان فئران المختبر ذات النسخة المتغيرة من الخلايا الجذعية اللومينالية اصيبت جميعها باورام سرطانية، اما الفئران التي لم يتم كبح جينة "بتين" فيها فحافظت جميعها على اتم الصحة.
وقد نشرت الدراسة التي قادها زوج ابات-شين، مايكل شين من مركز كولومبيا الطبي، في مجلة "نيتشر" البريطانية. ومن شأن نتائجها ان تساعد العلماء على تطوير فهمهم للرابط بين الخلايا الجذعية والسرطانية، على ما اوضح معدو الدراسة.
وقالت ابات-شين "قد لا تمثل التغيرات في معظم خلايا نسيج بشري مشكلة تؤدي بحد ذاتها الى تشكل الاورام السرطانية، لكن اذا حصلت هذه التغيرات في الخلايا الجذعية فهي تتسبب بنمو الاورام لأن هذه الاخيرة هي خلايا تتكاثر وتنمو بين بقية الخلايا".
وفيما تقتصر الابحاث حتى الان على فئران المختبر، يتردد الباحثون في حسم الخلاصات على صعيد البشر. وليس واضحا بعد ما اذا كانت خلايا "كارن" موجودة في بروستات الانسان، وما اذا كانت مسؤولة في حال وجودها عن تشكل الاورام السرطانية في البروستات.
ومن المزمع ان يعمد العلماء كخطوة تالية الى مقارنة الحالات الطبيعية والسرطانية لدى فئران المختبر، ثم قياس الخلاصة على السرطان البشري، وفق ابات-شين.
وتتمثل الوظيفة الاساسية لغدة البروستات بافراز مادة الالكالين التي تساعد المني على ضبط مستوى الاسيد في المهبل من اجل اطالة حياة الحيوانات المنوية ريثما تنجح في العثور على بويضات وتخصيبها.