الشرائع.. شاهد على موقعة حنين بين الرسول وهوازن
الجمعة, 11 سبتمبر 2009
حامد القرشي - مكة المكرمة
حنين.. وتُعرف اليوم بالشرائع على طريق مكة الطائف السيل، وهو وادٍ يسيل من جبل طاد ثم ينحدر غرباً ماراً بين جبلي لبن وكنثيل، يسمى رأسه الصدر وأسفله الشرائع ثم يدفع في أعلى عرنة قرب ذي المجاز شمالاً ومن روافده يدعان، وتبعد حنين عن مكة 26 كيلومترًا وعن أعلام الحرم 11 كيلومترًا.
سكان الوادي من هذيل والأشراف (الجوازين آل ذوو جازان) في البجيدي وفيه وقعت المعركة الشهيرة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين هوازن التي تعرف اليوم بعتيبة في شهر شوال سنة ثمانية من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
ولما فتحت مكة استيقن أهل الطائف أن هذا الأمر بالغهم لا سيما وأنهم كانوا متضامنين مع قريش طيلة هذه المدة، لذلك تشاور كبار هوازن وثقيف مع بعضهم البعض في هذا الأمر فكان الرأي هو حشد الحشود وتوحيد الصفوف وتأمير أحدهم لمواجهة جيش المسلمين فكان اختيارهم لمالك بن عوف وهو شاب في الثلاثين من عمره فكان من رأيه أن يصطحب معه الأموال والنساء والأولاد فسار بهم جميعاً حتى نزل بأوطاس وجعلت الأمداد تنهال عليهم من القبائل المجاورة فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إليهم يوم السبت في الثامن من شهر شوال ومعه اثني عشر ألفاً من المسلمين. (ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغني عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين).
وكان دريد ابن الصُمة الجشمي مع قومه وهو رجل قد بلغ من العمر عتياً على بعير له في هودج يقيه الشمس فهو إذ ذاك رجل مسن كفيف البصر يقاد به جمله، ولما وصلوا أوطاس أنزل من هودجه فقال بأي أرض أنتم؟ قالوا: بأوطاس، قال نعم مجال الخيل، لا حزن ضرس ولا سهل دهس لكنني ما لي أسمع رغاء البعير ونهاق الحمير وبكاء الصغير وبعار الشاة؟ قالوا: هذا مالك بن عوف، فناداه فقال له: يا مالك إنك قد أصبحت رئيس قومك وأن هذا يوم كان له ما بعده من الأيام، مالي أسمع رغاء البعير ونهاق الحمير وبكاء الصغير وبعار الشاة؟ فرد عليه مالك بقوله: لقد سقت مع الناس أموالم ونساءهم، فقال دريد: ولم ذلك؟ قال مالك: أردت أن أجعل خلف كل رجل منهن أهله وماله ليقاتل عنهم، فزجره دريد ثم أردف قائلاً: راعي ضأن والله، وهل يرد المهزوم شيئًا! إنها إن كانت لك لم ينفعك إلا رجل بسيفه ورمحه، وإن كانت عليك فضحت في أهلك ومالك، ثم قال: ما فعلت كعب وكلاب وهما من هوازن، قيل له لم يشهدها منهم أحد قال: غاب الجد والحد ولو كان يوم علاء ورفعه لم تغب عنه كعب ولا كلاب ولوددت أنكم فعلتم ما فعلت كعب وكلاب