ليالي العيد.......
الجمعة, 11 سبتمبر 2009
د. حمود أبوطالب
ليس لي في مجال الرياضة ما يجعلني أكتب عنها بدراية، ولا أريد التطفّل على الإخوة المتخصصين في الكتابة عنها، ولكن بما أن هزيمة منتخبنا مساء الأربعاء أمام البحرين قد أصبحت قضية وطنية، فليس من بأس كبير إذا تحدّثنا عنها بأسلوب غير متخصص، أو احترافي..
أتذكّرالآن موقعة كروية حدثت قبل سنوات بين منتخبنا ومنتخب البحرين، لا أذكر في أي مسابقة، انتهت بهزيمة منتخبنا، وحينها كانت معظم التعليقات تستغرب من هزيمتنا أمام منتخب ليس له عمر وخبرة ودعم منتخبنا. آنذاك، كتبتُ مقالاً قلتُ فيه ما معناه: لماذا نستغرب، إذا كان منتخب البحرين قد أعدّ العدّة، واكتسب المهارة، وخطط بإصرار للفوز، بينما منتخبنا لم يفعل؟ وبالتالي فالنتيجة طبيعية حين يفوز مستغلاً تراخينا وتخاذلنا. وقلتُ أيضًا إننا يجب أن نتخلّص من الغرور والأنا المتضخمة، والنظرة الدونية للغير في أمور كثيرة، وأن تفوّق الغير علينا في مجالات عديدة مرده لكونهم يخططون ويعملون من أجل السبق والتفوّق، بينما نحن نتخبّط في العشوائية، وسوء التخطيط، والقرارات الارتجالية، وبالتالي فنحن نحصد ما نزرعه..
وبمحض الصدفة أعاد التأريخ نفسه مساء الأربعاء بعد سنوات من تلك المباراة، وذلك المقال، ليتأكّد لي أنني لم أكن مبالغًا، أو متشائمًا، أو سوداويًّا، أو عاشقًا لِجَلْد الذات، كما يحلو للبعض أن يصف نقد الذات بواقعية وصدق.. لا خلاف أن نتائج مثل هذه المباريات تتحكّم فيها عوامل مختلفة، ولكن أيضًا لا خلاف أن ثمة خللاً كبيرًا عندما لا نستطيع تقديم مستوى يليق بالإمكانات الكبيرة المقدمة لمنتخبنا منذ وقت طويل، ولا نستطيع مجاراة منتخب لا يحظى بجزء يسير منها، استطاع إخراجنا في عقر دارنا من أهم مسابقة. ليس بالضرورة لأنه كان من أحسن الفرق بالمعايير الفنية للعبة، ولكن لأننا بالتأكيد كنا الأسوأ..
مرة أخرى نقول إن هذه الهزيمة ليست سوى جزء من الإخفاقات الناتجة عن خلل كبير في الكيفية التي نفكر بها في إدارة كثير من شؤوننا. ومثل هذه الهزيمة كان يجب أن نتوقّعها لأن: ليالي العيد تبان من عصاريها..