[صقر قريش]

هذا الكون الغريب
الجمعة, 11 سبتمبر 2009
البتول الهاشمية


هل تعلم عزيزي القارئ أن سرعة دوران الارض حول محورها عند خط الاستواء هي ألف وستمائة كيلومتر في الساعة حيث ينجم عن ذلك الليل والنهار اللذان نعيشهما، فلو كانت السرعة هي مائة وستون مثلاً فان طول الليل والنهار هو عشرة امثال طولها الان ولحرقت اشعة الشمس كل النباتات وتجمدت الاسماك في المحيطات، حرارة الشمس هي الاخرى خمسة الاف وخمسمائة وبُعد الارض بهذا المقدار هو الذي يؤمّن لنا دفئاً بلا حروق وبرداً بلا تجمد، الارض هي الاخرى تدور بميل ثلاث وعشرين درجة حول محورها فتنتج فصولاً اربعة ولو لم يكن هذا الميل لانطلقت الأبخرة المتصاعدة من المحيطين الشمالي والجنوبي وتكدست الثلوج فوق الارض حتى وصلت بنا الى القمر، القمر هو الآخر لو كان يبعد فقط ثلاثين الف كيلومتر لكان المدّ كافياً لإغراق سطح الارض مرتين يومياً، ولو كانت قشرة سطح الارض عزيزي القارئ أسمك فقط بثلاثة امتار لانعدم الاوكسجين، ولو زاد عمق المحيطات فقط متراً واحداً لكانت امتصت ثاني اكسيد الكربون والاوكسجين ولانعدمت الحياة حتى للحشرات، بالمناسبة وفي سياق الحديث عن الحشرات فإنها لمن لا يعلم لا تملك رئتين كالإنسان وإنما قنوات تكبر ببطء وتمنع تضخم الحشرات أكبر مما هي عليه الان ولو كان لها رئتان مثل الانسان لسحقت العالم.
لم ننته أيها القارئ ، وليس بوسعنا أن ننتهي ونحن نتحدث عن غرابة هذا الكون الذي نعيش فيه وعن مقدار الإبداع فيه، هذا الإبداع الذي يجعلنا مستمرين في البقاء ضمن منظومة فلكية أكبر من أن يستوعبها عقل الإنسان.
سنختصر هذه القضية الطويلة والشائكة والمعقّدة ببضع كلمات..
سبحان الله ولا إله الّا هو..