بموضوعية
المترو وخط البلدة..
راشد محمد الفوزان
سكان دولة الإمارات لا يتجاوز عددهم ثلاثة ملايين نسمة, وسكان مدينة دبي لا يتجاوز مليون نسمة, وسكان مدينة الرياض فقط يقارب خمسة ملايين نسمة ومع ذلك أسست مدينة دبي خطوط "الميترو" لأنها تختنق مروريا بألوان الأحمر والأخضر والأزرق وهي قطارات ذات نوعية خاصة معلقة بجسور تجوب شوارع دبي وبدون قائد بشري وعلى أعلى مستوى وضع مدينة دبي ورشة عمل منذ سنوات ولازال وكلف المشروع مايقارب 25 مليار درهم, إذا يمكن لنا القول إن سكان مدينة الرياض لا منطقة الرياض يقارب سكان دول الخليج مجتمعة, ولكن هذه المدينة وسط الصحراء فلا نهر ولابحر ولا سكك حديدة, فهي تعيش على خطوط سريعة وأنابيب تأتي من المنطقة الشرقية, وسيارات نقل تأتي من منطقة القصيم والمنطقة الغربية وموانئها, فهي مدينة تعيش على شبكة من الدعم من عدة مناطق وهذا منطقي وطبيعي في ظل موقعها وسط الصحراء ولكم تقدير ومعنى ذلك للمستقبل وهي التي تعاني أزمة مياة وكهرباء تنقطع بين فترة وأخرى, أما النقل العام لدينا في الرياض والمملكة فهي قصة لم تنتهِ ولم تحل ولا تعرف ما هو السر في ذلك, فلدينا في المملكة "خصوصية" خاصة كضمن خصوصيات متعددة وهي وسيلة نقل فريدة من نوعها لم توجد مثلها في العالم وهو "خط البلدة" وأيضا وسائل النقل الخاصة, فيستطيع أي مواطن أو غيره أن يحول سيارته الخاصة إلى سيارة أجرة ونقل, ولا تتحدث عن تنظيم هذه الخدمة, فلك أن تشاهد الشوارع ومواقف المطارات فهي تفتقد لكل تنظيم وتشريع من حيث الزي غير الموحد لمن يقوم بهذه الخدمة أو التسعيرة, أزمة النقل العام لدينا كبيرة ولا حراك على الأرض, أصبحت شوارعنا عشوائية وتفتقد أي تنظيم ويواكب ذلك سوء في المرور ويصل عدد الوفيات يوميا 18 شخصا طبقا لآخر إحصاء, يجب ألا نغفل أننا بالمملكة لا نملك نقلا عاما منظما وهو كان محتكرا من شركة النقل العام التي تدعم من الدولة سنويا ولكنها لم تقدم ما يخدم هذا القطاع, وفقدان النقل العام العصري أوجد ببلادنا الاختناق المروري الذي أصبح لا يطاق, والحلول تحتاج سنوات طويلة وإعادة تأهيل بصرامة, فهل يعقل أننا لا زلنا نعول على وسيلة نقل "خط البلدة" أن يكون هو الحل أو السيارات الخاصة والليموزين, لا يعيب أن نتعلم ماذا فعل الإماراتيون وهم من يخطط لسنوات مستقبلا بعكس مالدينا, ظلت المجاملة والعاطفة هي من كفل استمرار "خط البلدة" بالتمديد والتمديد وأطالب بالتمديد لها لأنه لا يوجد بديل, فما هو البديل؟ رغم أنها سيئة الخدمة ونوعية وسيلة النقل القديمة جدا وتفتقد أي خدمة جيدة تقدم, شوارع المملكة ستختنق والمخطط متفرج بمباركة وزارة النقل, والدراسات والخطط تحتاج سنوات وسنوات, وأتمنى من الهيئة العليا لمدينة الرياض أن تخبرنا كم استغرقت الدراسات عن القطارات أو إعادة تنظيم النقل العام وفتح المنافسة بها, لازلنا نتعامل مع الوضع وكأن لا مشكلة لدينا رغم كل الإمكانيات, والسبب التخطيط ومن يفرض القرار لحل هذه الأزمة التي ستكون وهي الآن تظهر كارثية, نحن نبحث عن الحل بعد الوقوع بالأزمة وهذا مكلف من كل الجوانب ولكن يظل الوضع للأسف من سيئ لأسوأ.