رد: الملف الصحفي الأحد 23-09-1430هـ
الجزيرة:الأحد 23 رمضان 1430هـ العدد:13499
رأي حول البعد النفسي في التعليم
د. سليمان محسن العريني
التربية عملية ذات أبعاد متعددة تهتم بإعداد الإنسان القادر على مواجهة الحياة وحل المشكلات الاجتماعية والشخصية التي يمر بها، فالتربية عملية حياة يتعلم فيها الفرد أسلوب الحياة، ولذا فإنه يحتاج إلى تعلم مهارات متعددة ولا تتحقق إذا أهمل الجانب النفسي فالتوافق النفسي من مسؤولية المدرسة حيث يلاحظ على الأنظمة والبرامج في المدرسة بأنها لا تتضمن الاعتبارات الخاصة بالطلاب وهو ما يمثله مجالس الآباء والمعلمون ومجالس الكلية في نقل رأيهم إلى الجهة التنفيذية في تقييم المعلمين والمعلمات ومديري المدارس وحسب دورهم في الأنشطة المساندة فقد يعاني بعض الطلاب وكذلك الطالبات من بعض المعلمين والمعلمات ممارسات يظهر فيها الجفا والشدة وبعضهم عدم المقدرة على توصيل المعلومة وبعضهم يصب غضبه على الطلاب بتهديدهم بصعوبة الأسئلة وعدم التلطف معهم، ولا شك بأن لذلك دورا هاما في تقبل المتعلم ويمكن كراهية المادة وعدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة حتى ان البرامج المساندة للمنهج الدراسي أو منهج النشاط المدرسي أخذ المنحنى الرسمي في عملية ممارسته حتى أصبح الطالب يرى أن المدرسة عبارة عن مقر لحشو المعلومات فقط ومحددة بوقت لا يتجاوز سويعات حتى إن بعض المدارس لا تعطي الطلاب أو الطالبات الأفسحة أو استراحة خلال الجدول الدراسي اليوم لا تزيد عن عشر دقائق والمعلمون والمعلمات يقومون بعملية التسليم والاستلام وكل ذلك بهدف الخروج المبكر من المدرسة وصار التخلص من المدرسة هدفا لعدة أسباب، ولذا فإن تلمس مشاعر الطلاب والطالبات له مردود إيجابي على مخرجات التربية وعلى المجتمع وأرى أن من المهم في الوقت الحاضر البداية في ترغيب الطلاب في المدارس، وذلك في تفعيل دور مجالس الآباء والمعلمين بحيث يكون له قرارات تصل إلى المسؤولين، ويكون في إدارات التعليم جهة مسؤولة لاستقبال والإجابة عن كل ما يرد من هذا المجلس وأن تقوم وزارة التربية بتعميم لوائح وأنظمة على المدارس بنين وبنات تتضمن إتاحة الفرصة لكل فصل دراسي مرة كل شهر ولمدة ساعة في إقامة حفل تعارف وتناول فطور جماعي واللعب والزيارة لبعض المنشآت القريبة لأن ذلك يعطي نوعاً من الراحة النفسية ويبث فيهم روح التعاون والتآلف والاعتماد على النفس وتوسيع المدارك وتنمية روح الانتماء للمدرسة لأن الطالب كل ما ارتاح للمدرسة تقبل الناحية التعليمية وانعكس ذلك على حياته الاجتماعية والمدارس بحاجة إلى التغيير والتجديد والاهتمام بهذا الجيل حتى يتمكن من مواجهة الحياة التي نرى سرعة النقليات وسرعة المخترعات بأنواعها المختلفة وإننا بحاجة إلى مواكبة العالم بأسلوب وخطوات تتوافق مع القيم.
والله الموفق.
- جامعة الأمير سلطان
|