رد: أخــبــار ومنوعات ليوم الاثنين 24 رمضان1430
رد: أخــبــار ومنوعات ليوم الاثنين 24 رمضان1430 رد: أخــبــار ومنوعات ليوم الاثنين 24 رمضان1430 رد: أخــبــار ومنوعات ليوم الاثنين 24 رمضان1430 رد: أخــبــار ومنوعات ليوم الاثنين 24 رمضان1430 رد: أخــبــار ومنوعات ليوم الاثنين 24 رمضان1430
في الحلقة 23 من رجال حول الرسول على "العربية"
سلمان الفارسي .. شاهد خاتم الرسول بين كتفيه فاعتنق الإسلام
تروي الحلقة 23 من برنامج رجال حول الرسول الذي تبثه "العربية" قصة حياة الصحابي سلمان الفارسي رضي الله عنه، والذي ترك قومه الذين يعبدون النار، واعتنق الاسلام بعد أن شاهد خاتم النبي بين كتفيه.
فسوف تظل مِنطقةُ المساجدِ السبعةِ في المدينة المنورة، شاهداً على حدثٍ مُهِمٍ في تاريخها، وهو حفر الخندق في الجانبِ الشمالي منها في السنةِ الخامسةِ للهجرة، وتذكرةً بصاحبِ هذه الفكرة، وهو الصحابيُّ الجليل سلمانُ الفارسي، وكانت أمراً غيرَ مألوف لدى العرب قبل ذلك.. وقد ساهَمَ حفرُ الخندق في حمايةِ المدينة، وصدِّ أكبرِ هجوم لقوى الشرك مجتمعة، استهدف اجتياحَها والقضاء التام على الدعوةِ الإسلامية.
هذه المساجد بنيت فيما بعد في مواضعِ مراكزِ القيادةِ أثناء حفرِ الخندق. والصحابةُ الذين ذُكرت أسماؤهم، لم يكونوا مجردَ مُشرفين على الحفر، بل كانوا يعملون بأنفسِهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقصةُ هذا الخندق المرتبطةُ بسيرةِ الصحابي الجليل سلمانَ الفارسي، جرت وقائعها عندما كان المشركون من قريشٍ وحلفائِها ومَنْ حولَهم من الأعراب، يحشِدون مقاتليهم لغزوِ المدينة. وجاءت الأنباء بأنهم جمعوا لهذه الغاية نحوَ عشرةِ آلاف مقاتل، أي أكثرَ من سكانِ المدينة مجتمعين.
فكرة الخندق
يومها جَمَعَ الرسولُ صلى الله عليه وسلم أصحابَه ليِشاوِرَهم في الأمر، وطُرحت أفكار عديدة. وهنا تقدم سلمانُ الفارسي، وألقى نظرةً فاحصةً على المدينة من فوقِ هضبةٍ عالية، فوجدها محصنةً بالجبال من الشرق والغرب، وبينهما فجوةٌ واسعة يستطيعُ الأعداءُ اقتحامَها بسهولة.
وكان سلمانُ قد خَبِرَ في بلادِ فارسَ الكثيرَ من وسائل الحرب، فاقترح على النبي صلى الله عليه وسلم أن يُحفر خندق على امتداد المنطقةِ المكشوفةِ شمالَ المدينة.
بدأ المسلمون من فَوْرِهم حفرَ الخندق، فوَكَلَ الرسولُ صلى الله عليه وسلم إلى كلِّ عشرةِ رجالٍ أن يحفروا من الخندقِ أربعين ذراعاً، إلى أن اكتمل.
عندما وصلتْ جيوشُ الأحزاب، فُوجئت بما رأتْ، وحاول فرسانُها اقتحامَ الخندق بلا طائل، وفشلتْ خُطتُهم في اقتحامِ المدينة.
كانت غزوةُ الخندق في شوَّال سنةَ خمسٍ للهجرة. واستمرَّ حصارُ المشركين للمدينة شهراً كاملا، وكانت النهايةُ كارثةً على الأحزاب. ففي ليلةٍ عاصفةٍ باردة، جاءتْ ريحٌ شديدة اقتلعت خيامَهم، وألقى اللهُ الرعبَ في قلوبهم، فولَّوْا هاربين، وهُزِمَ جَمْعُهم. وفي ضَوْءِ إعجاب الصحابة بسلمانَ الفارسي تنافسوا على كَسْبِ انتسابه إليهم، فقال الأنصار سلمان منا، وقال المهاجرون بل سلمان منا، وناداهم الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا: سلمانُ منا آلَ البيت.
اعتناقه الاسلام
رأى سلمان فسادَ ما كان عليه قومُه من عبادةِ النار، فهرَب من ديارهم، وتوجَّه تِلقاءَ بلادِ الشام، بحثاً عن الحقيقةِ والعقيدةِ السليمة.
في الشام التقى سلمانُ الرهبانَ والقساوسة، وحاوَرَهم، لكنَّ أفكارَهم ودياناتِهم لم تُشبِعْ تَعَطُّشَه للإيمان والحقيقة.
لكن بعضَهم أَسَرَّ له بما وَرَدَ في كُتُبِهم عن نبيٍّ يظهرُ في ذلك الزمان، وَوَصَفَ له مَوْطِنَه. ومرَّت قافلةٌ من تُجَّار العرب، فَعَرَض عليهم أن يَنقلوه إلى الحجاز.
إلا أنهم باعوه في وادي القُرى، وهي بَلَدة مُهِمَّةٌ على طريقِ القوافل، فيما يعرف الآن بمنطقة العُلا على الطريق إلى المدينة. وكان الذي اشتراه يهوديٌ من يَثْرب، فانتقل إليها ورأى فيها العلاماتِ التي وُصفت له وهو في الشام، فأيقن أنها بُغْيَتُه.
عندما وصل يثرب، لم يكن الرسولُ قد هاجرَ إليها بعد. لكنه لاحظَ اهتمامَ اليهود بنبيٍّ سوف يُبعث في ذلك الزمان.
سمِعَ سلمانُ من قريبٍ لسيده اليهودي، أن أهلَ يثربَ مجتمعون في قُباء يَستقبلون نبياً قَدِم من مكة. فَرِحَ بهذا النبأ. وفي المَساء، جَمَعَ بعضَ التمر، وذهب به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقدَّم ما يَحمِلُه على أنه صدقة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه كلوا وأمسكَ فلم يأكل.
ورأى سلمانُ في ذلك علامةً أولى على نُبَوَّتِه. ثم جاء إلى النبيِّ مرةً ثانية، وقدم إليه هديةً فأكل منها رسول الله. ورأى سلمانُ في ذلك علامةً ثانية، وها هو يبحث عن علامة ثالثة وهي خاتَمُ النبوة بين كتفيْه.
وذاتَ يوم جاءَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في البقيع، فرجع سلمان إلى الوراء، ينظر إلى ظهره لعله يرى الخاتَم الذي وُصف له، فلما رآه الرسول عَرَف أنه يَستثْبِتُ في شيء، فألقى رداءَه عن ظهره صلى الله عليه وسلم، فَنَظر سلمانُ إلى الخاتَم، فعرفه، وأكبَّ عليه يقبِّلُه ويبكي. ثم تحول بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، وأعلن إسلامه.
يقول الدكتور صفوت حجازي: انه تقريبا الوحيد بين الصحابة الذي عرف الأديان الثلاثة هو عاش في المسيحية وعاش في اليهودية بل عاش أيضا في الفارسية في المجوسية ويسمونه الباحث عن الحقيقة.
لكن الرِّقَ شَغَل سلمانَ عن متابعةِ الرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يحضر مع المسلمين غزوتيْ بدرٍ وأُحد. ثم طلبَ منه الرسولُ أن يشتريَ حُرِّيتَه من سيدِه بمال، وهو ما يسمى بالمكاتبة. ثم أعطاه رسولُ الله بعضاً من الذهب، دَفَعَه إلى سيِّدِه ليُخليَ سبيلَه.
عاش سلمان بعد ذلك في بيتٍ واحدٍ مع أبي الدرداء، بعدما آخى النبيُّ صلى الله عليه وسلم بينهما. واشتُهر سلمانُ بكثرةِ مجالسة النبي، فلم يفارِقْه إلا لحاجة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه حبًّا شديدًا. وفي خلافةِ عمرَ بنِ الخطاب، ولاّه الفاروق على المدائن في العراق، وخصَّص له خمسةَ آلاف دينار من بيت المال، لكنه كان يتصدقُ بها على الفقراء.
بقي سلمانُ واليا على المدائن حتى وفاتِه في خلافةِ عثمان سنة اثنتين وثلاثين أو خمسٍ وثلاثين للهجرة. ويُعتقد أنه مدفونٌ في تلك البلدة. وله مَقامات أخرى، من بينها مقامٌ في منطقة نابُلُسُ في فلسطين. وقد اشتهر رضي الله عنه بكثرةِ العبادة والزهد، والعِلْم الغزير والحكمة، والخبرة الواسعة في شؤون الدنيا.
يقول الدكتور محمد عمارة: الإمام علي شبهه بلقمان الحكيم إذ أن شخصية سلمان من الشخصيات التي فيها جوانب أسطورية يعني تستحق أن تكون دروس للفتيان والشباب.
|