الموضوع
:
بَنَان الطنطاوي؟ قتيلةُ الإسلام التي لا يعرفها أحد؟!
عرض مشاركة واحدة
09-15-2009
رقم المشاركة : (
12
)
أبو المظفر
عضو
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
3579
تـاريخ التسجيـل :
15-02-2009
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات :
31
آخــر تواجــــــــد :
()
عدد الـــنقــــــاط :
10
قوة التـرشيــــح :
رد: بَنَان الطنطاوي؟ قتيلةُ الإسلام التي لا يعرفها أحد؟!
ففي يوم الخميس
:(
17/3/1981مـ
) الموافق لعام ألف وأربعمائة وواحد للهجرة النبوية: (
1401
هـ )
جاء موعد السماء
مع الأم المجاهدة ، والداعية الراشدة : ( بَنَان
الطنطاوي
).
فقد جاءت الأخبار المشئومة إلى هؤلاء المجرمين بأن عصام العطار ربما كان مختبأً في بيت زوجته (
بنان الطنطاوي
) .
فأسرع هؤلاء
السفَّاكون للدماء
إلى ذلك البيت المتواضع الواقع في شارع «
هِرِسْتالَر
» الذي تقيم فيه
بنان
وحيدة بلا أهل ولا زوج !
وقاموا باقتحام منزل جارتها المسكينة، وأجبروها على الاتصال هاتفيًا بالمجاهدة
بنان
، تخبرها أنها آتية إليها لتجالسها بعض الوقت، وتُؤانسها
وحْدتها
!
وسَرَعَان
ما سمعَتْ
بنانُ
دقَّاتِ الباب تضرب في سمعها، فقامت كي تفتح الباب وتستقبل جارتها ، ولم تكن تعلم أن الموت ينتظرها
خلف هذا الباب
، وأن الوعد الحق إذا نزل
فُتِّحَتْ له الأبواب
!
ولم تكن تدري أن جنات الخلد قد
ازَّيَّنَتْ
لها – إن شاء الله –
وتعطَّرتْ.
وأن شموع الأفراح
قد أُوقِدَتْ
، وشموس الأنوار قد أشرقتْ ، وأن الصبايا الحور قد حضرتْ لزفاف العروس
وهم في صفوف،
وجاءت لتصعد بروحها الطاهرة إلى معارج السماء
وهي بها تطوف
.
وأن ملائكة الرحمن
قد أعدَّت موكبًا
– إن شاء الله – لاسْتقبالها عندهم
هناك
؟
وما أدراك ما
هناك
؟ حيث ما لا
عينٌ رأتْ
! ولا أذنٌ سمعتْ ! ولا خَطَر على
قلب بَشَر
!
نعم:
قد آنَ للجسد الضعيف أن
يستريح
، ويسْكنَ منه ذلك القلب
الجريح
!
نعم:
قد آن الآوان لأن تتوقف تلك
الدموع
، ويطمئن ذلك الفؤاد
الموجوع
!
وهنا:
جاء ميقات
الأجل المحدود،
ودقَّت ساعات ذلك اليوم
الموعود المشهود.
وقامت المجاهدة بنان بكشف ما بينها وبين راحة قلبها
من الحجاب
، وفتحت بيدها
مغاليق الباب
فهجم عليها أولئك
الأنْذال الأرْذال
! وقلبوا البيت رأسًا على
عقِبَ في الحال
؛ بحثًا عن زوجها عصام ليقتلوه أمام عين امرأته التي لا تجد لها من دون الله موئلا ولا ناصرًا !
ولـمَّا لم يجد هؤلاء القَتَلة
عِصَامهم
! عمدوا بأيديهم إلى تمزيق
بَنَانِهم !
وأحاطوا
بالمرأة الضعيفة
وقد أسدلوا عليها
أستار الأحقاد
! وغفلوا عن أنَّ عين الله تراقب أمثالهم
من ظالمي العباد
!
ثم تقدم إليها أشقى القوم ،
وشَهَر مسدسه
في وجه المرأة الوحيدة وهي تنظر إليه نظرة المظلوم إلى
ظالمه
، والمقتول إلى
قاتله
!
وكأنها تقول له:
ما ذنبي حتى
يُرَاق دمي
؟
وما جريمتي
حتى تستبيحون
حُرْمتي
؟
وما هي جنايتي
حتى تطأونَ
رقبَتي
؟
وما هي جريرتي
حتى تُيَتِّمُونَ ابني
وابنتي
؟
وما هو جُرْمي
حتى تُثْكِلُونَ أبي و
أُمِّي
؟
وما هو سوء عملي
حتى تذبحونَ بقتْلِي
قلْبَ زوجي
؟
لكن تلك النظرات التي تعصر
قلوب أهل الإيمان
، لم تكن بالتي تستطيع التأثير على أبناء الشيطان
ومنْبع الظلم والطغيان
!
وهنا :
أطلق هذا المجرم الأثيم
خمسَ طلقات متتابعات
على جسد تلك المرأة المجاهدة .
فاخْتَرَقَتْ بعض الطلقات:
وجهها
الأسيل الجميل
،
ذلك الوجه
الذي كانت دموع عينيه كثيرًا ما تتساقط على خدوده
من خشية الله
، وحزنًا على المسلمين
المضطهدين المعذَّبين هنا وهناك.
ذلك الوجه
الذي ما كان ينحني إلا لله وحده .
ذلك الوجه
الذي كانت تَتَراءى
على قَسَمَاته
أنوار السماحة والرحمة في أسمى
معانيها.
واخْتَرَقَتْ بعض الطلقات
: جَنْبها وما تحت إبطها ،
ذلك الإبط الشريف
الذي طالما تأبَّطَ المعونات والحوائج إلى تلك الأُسَر البائسة
التي لا عائل لها
!
وذلك الجنْب الرقيق
الذي كان يتجَافَى عن المضاجع والناس نيام في
سُبَاتٍ عميق
!
واخْتَرَقتْ بعض الطلقات:
صدرَها الحنون الحزين ،
ذلك الصدر
الذي كانت تشتعل فيه دائمًا نيران الحسْرة على المشرَّدين والمطاردين هنا وهناك
من أبناء المسلمين
ذلك الصدر
الذي كان قلْبه ينزف كل يوم على
أحوال الموحِّدين
.
ذلك الصدر
الذي كان يحتمَّل عظيم الأسَى والحزن
ابتغاء مرضات الله وحده
ذلك الصدر
الذي ما كان يَئِنُّ ويشتكي
إلا إلى خالقه
.
وبعد أن فرغ هذا
القاتل الأجير
من إنفاذ طلقات مسدسه في جسد
ضحيته المغْتَرِبة الوحيدة
، وشاهدها وهي تسقط أمامه
والدماء تفور منها
كما يفور ماء القِدْرِ إذا أوْقَدتَّ عليه النار !
لم يكْفِه ما اقترفتْه يداه
مما لا تغسله مياه الأنهار
! فقام يطَأُ ويدوس على
قتيلة الإسلام
بقدميه شديدًا ! كأنه يظن نفسه يطأُ كلَّ جسد
باع نفسه لله
! وبذل مُهْجته ابتغاء
مرضات الإله
.
وما زال هذا القاتل الأثيم
يطأ جسد القتيلة المظلومة
حتى فاضت روحها الطاهرة إلى بارئها
تشتكي له
ظلم عباده لها
ولزوجها
! وتُخْبره – وهو أعلم – بقصة
آلامها وأحزانها
.
وأقول أنا أبو المظفر السِّنَّاري كاتب هذه المقالة
: والله ليست أجد
عندي الآن،
من
المعاني والبيان
، ما أستطيع أن أصِف به ما يسكن في قلبي على تلك المرأة من
المآسي والأشجان
!
ووالله ما أكاد أدري كيف أتكلَّم
؟ ومتى كان لسانُ قلمي يُفْصحُ عن مكنون صدري وما لأجْله
أتوجَّعُ وأتألَّم
!
لقد كان
مقتل تلك المجاهدة
في نفس العام الذي كان
فيه ميلادي
!
فانظروا كيف أن الأحزان لا تزال تلاحقُني منذ
مبْدأي ومعادي
؟
بَكَتْ عيني وحُقَّ لها بُكاها *** وما يُغْني البكاءُ ولا العويلُ ؟
ولو قيل لي الآن:
ماذا تشْتهي ؟ لقلتُ مِنْ فَوْري: أشْتَهي - لو كنتُ في مدينة
( آخن )
الألمانية - أنْ آتي مقبرة «
هُلْس
» وأبحث عن قبر تلك
المرأة الشريفة
كي أدعو الله لها ، وأقوم على
جَدَثِها
باسْتذكار صبرها وجهادها ، ثم أقف على رأسها
أبْكي
حتى تَبِلَّ دموعي
ما انتهتْ إليه من
جسدي
، وأجد حرارتها ما بين قلبي
وصدري
.
ليتتي كنت
مع هؤلاء القوم الذين حملوا
جنازتها
على أعناقهم في يوم مشهود
في قلب مدينة
( آخن )
الألمانية.
لقد كان
نبأ مقتلها
عظيم الوقْع
على المؤمنين في تلك الأوقات ، وقد سارتْ به
الصحف السيَّارة
، وتناقلتْه الوكالات والمجلات والجرائد .
حتى قام الشيخ
عبد الحميد كشك المصري
– وقد كان
واعظ الدنيا في عصره
– بإلقاء خطبة حزينة على آلالاف الناس ، يذكر فيها خبر تلك المرأة المجاهدة التي اغتالتْها أيادي الغدر
والظلم والعدوان
.
وعلى هذا الرابط
: تجد طرفًا من خطبة
الشيخ كشك،
يرحمه الله .
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=4902
ولقد وقع الوجوم
والاكتئاب على وجوه صالحي العباد في تلك الأيام ، وحزنوا وبكوا على القتيلة المظلومة كأنها كانت بعض أقاربهم أو مَنْ يعرفون ؟
وإذا كانت أشجاني
وأشجان غيري على تلك المرأة
التي لم يروها
! ولم يعاشروها ! فضلا عن أن تكون لهم بها
صلة الأرحام
!هي بعض ما ذكرتُ لك !
فيا تُرى كيف كان حال أبيها عليها
؟ وهي التي كانت
ريحانة حياته
،
وزهرة أوقاته
، ونسمات
إحساسه ومعانيه
، وشمس أيامه
وقمر لياليه
؟
تابع البقية ...
آخر مواضيعي
الأوسمة والجوائز لـ »
أبو المظفر
الأوسمة والجوائز
لا توجد أوسمة
بينات الاتصال لـ »
أبو المظفر
بينات الاتصال
لا توجد بينات للاتصال
اخر مواضيع »
أبو المظفر
المواضيع
لا توجد مواضيع
إحصائية مشاركات »
أبو المظفر
عدد المواضيـع :
عدد الـــــــردود :
المجمــــــــــوع :
31
أبو المظفر
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها أبو المظفر