عرض مشاركة واحدة
قديم 09-22-2009   رقم المشاركة : ( 5 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الملف الصحفي للتربية الثلاثاء 3-10

الجزيرة :الثلاثاء 3 شوال 1430هـ العدد 13508
أطعموا المعلمين قبل أن يأكلوا الطلاب
د. محمد بن شديد البشري
ربما يبدو هذا العنوان غريباً على القارئ الكريم، وربما يثير بعضهم، وقد يحرك شجون بعضهم الآخر، ولكي أبرئ ساحتي وأشرح المقصود أعزو هذا العنوان إلى من أطلقه إنها السيدة (نيلا كونرز) صاحبة كتاب (أطعموا المعلمين حتى لا يأكلوا الطلاب) وهذا عنوان مجازي استعارته الكاتبة لمحتوى كتابها الذي يدور حول قضية جوهرية وهي أهمية توفير الجو النفسي والمادي والمعنوي للمعلمين حتى يعطوا بفاعلية ونشاط، فالمؤلفة تقول: إننا حينما نعامل المعلمين بمهنية ونوفر لهم بيئة إيجابية ونمنحهم حقوقهم المشروعة فإنهم سيبدعون وسيصل نجاحهم إلى خارج أسوار المدرسة.
إن كثيراً ممن كتب في سلوكيات التدريس وخصوصيات العمل التعليمي وغاص فيها أدرك ويدرك حجم وطبيعة العمل الذي يقوم به المعلمون والمعلمات في هذه المهنة السامية من جهة والشاقة من جهة أخرى.
ونحن حينما نمعن النظر فيما يقوم به المعلمون والمعلمات من مهام وما يحققونه من رسالة عظيمة نجد أن عطاءهم وإنتاجهم يرتبط ارتباطاً طردياً مع رضاهم الوظيفي، فكلما وفرنا لهم بيئة جاذبة ومناخا يشعرهم بقيمتهم ومكانتهم فضلاً عن منحهم حقوقهم المشروعة التي يرون أنهم يستحقونها ارتفع مستوى أدائهم وزاد عطاؤهم والعكس صحيح.
تأملت واقع غالب المعلمين والمعلمات اليوم فوجدتهم قد يأكلون بعضهم قبل أن يأكلوا الطالب على حد تعبير السيدة (كونرز) لأن غالبيتهم يشعرون وهم محقون بأنهم قد سلبوا حقوقهم، وأنهم لم ينالوا استحقاقاتهم المادية التي هي بالطبع الأهم لهم ولغيرهم.
لقد طالب المعلمون والمعلمات بحقوقهم المادية التي تقتضي تسكينهم وفق الدرجة التي تتفق مع خدماتهم مع إعطائهم المستويات التي حرموا منها سنوات وتم تلبية الثاني ولم يلب لهم الأول، ولذلك لا يزال المعلمون يشعرون بالظلم والحيف، لأنهم لم ينالوا حقوقهم، وهذا قد ينعكس على أدائهم ويمس رضاهم الوظيفي، لأن عدم التأثر غير مقدور عليه في مثل هذه الحالات في عالم البشر، فكيف نريد عطاء وإبداعاً ممن يشعر في كل يوم أنه لم ينل حقوقه المشروعة!؟
كلنا أمل بأن يعاد النظر في شأن قضية المعلمين والمعلمات التي ملأت الدنيا وشغلت بعض الناس، فالحق دائماً لا يجزأ وطبع الكريم الوفاء، والمقدمات تمهد عادة للنتائج، فإذا لم يتم ذاك فقد نفقد إيجابية الكثير من المعلمين والمعلمات الذين قد لا يسلمون بفاعلية، لأن لديهم شعورا دائما بأنهم أم ينالوا ما يستحقون فكيف يطلب منهم ما لا يطبقون.
إن ما حصل سابقاً من تعيين عدد كبير من المعلمين والمعلمات في مستويات أقل من مستوياتهم المستحقة خطأ غير مقصود ولا أظن أن معالجة الخطأ غير المقصود سيكون بخطأ مقصود، والعلاج الناجع لهذا الخطأ كما قلت سابقاً لا يجزأ وعقد مصالحة مع المعلمين والمعلمات لن يكون في ظني بإعطاء النصف وترك النصف الآخر.
كلنا أمل وكلنا على يقين بأن المسؤولين في هذا البلد المعطاء لن يتوانوا في الوقوف في صف المعلمين والمعلمات، ولن يتركوا السعي الجاد في سبيل منحهم الدرجة التي يستحقونها وفق مستوياتهم المعدلة، لأنهم يدركون جيداً أن الواجبات لن تتحقق إلا بإعطاء الحقوق.
- عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس