[المستعين بالله ابوعبدالله]

ألحلقة ألثالثة عشر/ثمالة ألباقية ألأولى ألحلقة ألثالثة عشر/ثمالة ألباقية ألأولى ألحلقة ألثالثة عشر/ثمالة ألباقية ألأولى ألحلقة ألثالثة عشر/ثمالة ألباقية ألأولى ألحلقة ألثالثة عشر/ثمالة ألباقية ألأولى

ألحلقة الثالثة عشر / ثمالة ألباقية ألأولى
بسم الله الرحمن الرحيم , وألحمد والشكر لله , والصلاة والسلام على رسول الله , وآله وصحبه ومن والاه , وبعد : تغيرت البلاد ومن عليها ,, نعم , فبعد انقراض عشرات ألأجيال ومضي قرون على هجرة ثمالة ألفانية (ألأولى) من سبأ وحطها الرحال بوادي جفن لم يعد يربط ثمالة الباقية (ألأولى) بماضيها سوى نسبها , وما عدا ذلك فقد تلاشى وأصبح شيئا من الماضي ليس الا ,, فقد أندثرت منظومة الري وأجتثت من أصولها الجنتين مصدرا الرخاء واحد عناصر القوة , وهاجرت ألأكثرية مصدر القوة ألثاني ولم يبق ألا ألأقلية ,,,, حدث كل ذلك متزامنا مع جيل ذلك العصر الذي لم يعد بملكه الأمكانيات المادية ولا الخبرات الفنية ولا الكثرة العددية لأعادة بناء المنظومة , وبذلك زالت عناصر التميز (المادي والعددي والثقافي) التي كانت تميز أسلافهم عن محيطهم ,,,, تداعيات الحادثة ومنها هجرة الأكثرية خلفت قبيلة ضعيفة الشوكة مقارنة بماضيها , وأصبحت في حا ضرها بذلك اليوم أكثر أعتمادا على حلفها مع ثقيف من اعتمادها على نفسها ,, كما أثر الخراب الميئوس من أصلاحه وشؤم الحادثة على المكان (موقع منظومة الري والجنتين) وأديا الى تفرق ما بقي من القبيلة على فروع وادي جفن التي لم تكن مواتا أذ سبق استصلاحها من قرون في الزراعة المروية على ألأمطار ( العثري التي تحول أغلبها لاحقا الى مسقوي ) ,,, لذلك تم هجر المكان المحيط بالسد الذي كان يتمحور حوله الأسكان والنشاط الزراعي ماعدا قلة قليلة من القبيلة تشبثوا بالمكان وبدأوا في أعادة بناء ما هدمه الطوفان من جديد كالجدر لحجز التربة خلفها وحفر ألآبار تدريجيا , ولكنه كان جهدا هزيلا بدأ من الصفر بجدوى هزيلة جدا مقارنة بمشروع الجنتين ومنظومة الري ....
يومها كانت المساحات الخضراء والحياة البرية المعتمدة عليها قد تقلصتا قياسا على الماضي بسبب الدورة المناخية التي أستمر معها معدل ألأمطار في التنازل قرنا وراء قرن وعقدا بعد عقد الى اليوم كما تم تبيان ذلك بحلقات مضت ,,,, كما انحدرت ثقافة ثمالة الباقية التي كانت يوما ما غنية وايجابية وأثر بها أسلافهم على ما عداهم في محيطهم ألى أن أضحت ثقافة متكافئة مع ما بجوارها سائرة في ركابها ......
أما ألدين أهم عنصر في الثقافة , دين الوحدانية الذي استقر عليه أسلافهم بوادي جفن عندما هاجروا من سبأ فلم يعد كذلك فقد طال عليهم ألأمد وشابته ألشوائب من شركيات كثيرة بعد أن ادخل بنوا عمومتهم خزاعة (ولاة البيت بمكة لخمسمائة سنة تقريبا) عبادة الأصنام وحرفوا من عند انفسهم في عقائد الحج والنسك على يد زعيمهم عمرو بن لحي الخزاعي الذي كان سيدا مطاعا وقوله وفعله في العرب كالشرع ألمتبع لشرفه فيهم وكرمه عليهم حيث كان يذبح للحجيج كل عام آلاف البدن ويكسيهم بآلاف الحلل ويحيس لهم البر بالسمن والعسل ويلت لهم ألسويق ,,,, وتلك هي بداية ألأفتتان عندما أصبح السخاء والجاه خادمين للضلال أذ سرت بسببهما عدوى الشرك في جزيرة العرب سريان النار في الهشيم وبذلك أندثرت ألحنيفية ألسمحة التي كانت دينا لجل العرب في عصور خلت ......
ولكن من كان يدري حينها عما خفى بقادم ألأيام , فلعل بعض أحفادهم أيسر حظا من أسلافهم ؟؟ ولما لا والقادم من ألأحقاب حبلى بأحداث لم تخطر لهم على بال ؟؟,,, أحداث لها ما بعدها وستتغير بسببها ثقافات وعلاقات وموازين للقوى ومعادلات على أمتداد ألزمان واتساع المعمورة , وستضل تتفاعل بأستمرار وبلا توقف الى أن يرث الله ألأرض ومن عليها , وهذا ما ستعرفونه لاحقا ,,,, الى هنا نتوقف عن الحديث عن ثمالة الباقية (ألأولى) وسوف أستأنف الحديث عنها بالحلقة القادمة , فالى ذلك الحين استودعكم من لا تضيع ودائعه ......
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا أله الا أنت أستغفرك اللهم واتوب اليك ....
ملاحظات .....
1 - أعتذر من أخوتي القراء وألأعضاء على ألأطالة في العودة لأستئناف الحلقات وفي مقدمتهم أخي العزيز حامل المسك ....
2-كنت انوي ان لا أفتح باب التعليق وألنقاش الا عند قفل الموضوع كليا بعد الهجرة الرابعة ,,, ولكن بوصولنا الى هذه المرحلة غيرت رأيي وفضلت فتح باب التعليقات وألأسئلة في ما مضى من حلقات وفي كل حلقة أطرحها مستقبلا ,,, فهل من مبلغ لأخي المبرد ؟؟...
3-السؤال عن أي حلقة يتطلب من السائل ألألمام أولا بما سبقها من حلقات لأن ألأحداث رتبت تنازليا مع الزمن (ألأقدم فالأحدث ) بدءا من زمن سبأ وحادثة سيل العرم . كما يتطلب طرح السؤال تذكر منهجي في الكتابة الذي وضحته بالحلقة ألأولى ..
4-عندما أصف جماعة أو حادثة أو مرحلة تاريخية بالأولى فأن ذلك يعني أن هناك ثانية قادمة ,, وهكذا ...
5-يحسن التذكير بأن ألأعتداد بالقبيلة والحسب والنسب يجب أن لا يخرج بحال عن أطر الدين ,,, وأن تكون ألأخوة في ألله والحب في الله والبغض في الله مقدمة على ما سواها من الوشائج (كالوطن والقبيلة والعشيرة وألأسرة وغيرها) ...
كتبها : المستعين بالله أبو عبد الله محمد بن عبد الله الساعدي الثمالي ....