عرض مشاركة واحدة
قديم 09-27-2009   رقم المشاركة : ( 11 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الملف الصحفي للتربية 8---10

الاقتصادية : الأحد 08-10-1430هـ العدد : 5830
إنفلونزا الخنازير ومدارس بلا نظافة
د. عبد الله إبراهيم الفايز
أعتقد أن الأزمات يجب أن تحرك فينا نوعا من الإنسانية في التفكير وألا نغمض أعيننا أو نتجاهل أخطاءنا. ولعل اهتمام الدولة بمرض إنفلونزا الخنازير يوقظنا إلى أهمية توفير أدوات النظافة مثل الصابون في دورات المياه في مدارسنا وجامعاتنا وحتى الوزارات والجهات الحكومية الأخرى. فانتقال الأمراض أكبر أسبابه هو عدم وجود مواد تعقيم أو صابون لتطهير أيدي أبنائنا ومدرسينا قبل أن يصافحوا أو يلامسوا بعضهم. هل من المعقول لدولة يتبرع المواطنون فيها بالملايين لأعمال الخير والمساجد ولكن لا يوجد في دورات المياه صابون؟ وكذلك الحال في دورات المياه على الطرق السريعة لا توجد دورة مياه واحدة طاهرة ونظيفة يمكن الوضوء أو قضاء الحاجة فيها. ومن يراعي حاجة العائلات التي تضطر مع طول المسافة والوقت لقضاء الحاجة في أماكن غير طاهرة ومعدية تجلب الأمراض؟ وهل يمكن أن تتبرع وزارة النقل بتكلفة بسيطة لصيانة بعض الدورات الحالية بعد أن عجزنا عن أن نفرض على الشركة السعودية لخدمات السيارات، التي حظيت بذلك الامتياز وساندتها الدولة بتخصيص أراض لها وساهم المواطنون فيها، ومع ذلك عجزت عن خدمة المسافرين على الطرق. إن مشكلة توفير دورات المياه النظيفة في مدارسنا وجامعاتنا وداخل المدن وخارجها كارثة نستخف بها ونتهاون فيها، ونحتاج إلى كارثة دائما حتى نبدأ الاهتمام بمثل هذه المواضيع مثل كارثة حريق مدرسة مكة التي ثارت ثائرتنا لها لعدم الاهتمام بمخارج الحريق ثم نسيناها. إن ما نحتاج إليه هو نوع من الوعي والإنسانية عند بعض المسؤولين الذين تتحفنا صورهم وإنجازاتهم في الصحف صباح كل يوم. ولعل تمديد الإجازة الصيفية والاستعدادات التي تقوم بها الدولة لتوفير اللقاح وعقاقير للحد من إنفلونزا الخنازير، تكون فرصة لحجز مبلغ قليل من تلك الأموال التي ستنفق لتوفير كمية من الصابون لمدارسنا وطلابنا. ومن دون هذا الاهتمام بنظافة الطلاب فإن انتشار المرض حتما سيكون معديا وسيفاقم المشكلة. وهذه الظاهرة لاحظتها في جميع مدارسنا ومؤسساتنا التعليمية، وزاراتنا ومؤسساتنا الحكومية ومستشفياتنا ومساجدنا ومطاعمنا ومطاراتنا، مبانينا التعليمية بدءا من مدارس الأطفال وحتى الجامعات. أليست النظافة من الإيمان, وهل نحن فعلا نفهم بعض أمور ديننا أو نعطيها الأولوية قبل بعضها؟ فالنظافة أهم من بعض المظاهر الأخرى التي نلقنها لهم ونحن نصلي خمس مرات في اليوم وفي كل ركعة نذكر النظافة. إنه جميل أن نتبرع لغيرنا لكنه جميل أيضا أن نتبرع بأشياء زهيدة لفلذات أكبادنا ولمجتمعنا الكبير. أو أن ننتظر أولياء الأمور للمساهمة بما قيمته عشرة ريالات في السنة لحل هذه الظاهرة. وكيف نعلم أبناءنا أن النظافة من الإيمان ونحن نناقض أنفسنا في مدارسنا. لقد فوجئت وغيري كثير في أول أيام الدراسة لأبنائنا حين سألت زوجتي ابنها إذا كان قام بقضاء الحاجة في الحمام فأجابها بنعم. ولكنها صعقت عندما سألته هل غسل يديه بعد الحمام فأجاب بأنه لم يجد صابونا في الحمام ولكنه غسلهما بالماء. فهل ندرك أبعاد هذا المرض وما خطورة نقل العدوى. إنها مشكلة كبيرة. صحيح إنها مشكلة ابني وقد لا يستطيع أن يشكي حاله للمسؤولين ولكن ماذا لو كان لديه مرض معد مثل إنفلونزا الخنازير أو الطيور أو غيرهما من الأمراض المعدية, وصافح أبناءكم أو لامسهم أثناء اللعب ثم ذهب إلى البيت ونقل العدوى لأهله وإخوانه ثم انتشر المرض للمجتمع كله. ومن منطلق آخر فإنني أتساءل عن مدى دور المنزل في تربية الطفل وعما إذا كانوا قد عودوا على النظافة والطهارة من قبل أهاليهم؟ وعما إذا كان هناك دور للمدرسة في تثقيفهم لأهمية النظافة وتقليم الأظافر وغيرها. ولا أعتقد أن المؤسسات الخيرية والجهات الحكومية ووزارة التربية والتعليم أو وزارة التعليم العالي ليس لدى كل منها جهة مسؤولة عن مراقبة الصحة العامة في المدارس والجامعات لتعنى بمتابعة عملية التنظيف والتعقيم والتطهير ورش المبيدات لهذه الدورات في المدارس، وإن لم تكن هناك جهة مسؤولة فلماذا لا توجد؟ ولماذا لا يكون هناك يوم للنظافة على مستوى جميع مناطق المملكة يخرج فيه الطلاب للحي والطرق المجاورة للقيام بأعمال التقاط بعض النفايات مثل علب العصير وغيرها ولكن باستعمال واق للأيدي. فليس الفكرة في المساعدة وإنما لجعلهم يحسون بأبعاد المشكلة ليتعلموا درسا يبقى في أذهانهم طوال حياتهم. أعتقد أن هناك بعض التقصير في أمور قد تبدو تافهة في نظر المسؤولين الذين لا يألون جهدا في الاهتمام ببعض معاناة المسافرين أو الطلاب وأولياء أمورهم. دعوة للمسؤولين لزيارة دورات المياه العامة داخل المدن وخارجها على الطرق السريعة وفي الوزارات والمطاعم والمستشفيات والمدارس القريبة منهم بدلا من إتحافنا بزيارات تكلف احتفالات وإعلانات ومآدب لو جمعت تكاليفها لحلت موضوع هذه الإشكاليات.


آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس