[صقر قريش]

الجزيرة:الأثنين 09 شوال 1430هـ العدد:13514
استحداث مادة دراسية جديدة بعنوان: (التخصصات المتاحة لما بعد الثانوية)
سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
قرأت في عدد الجزيرة رقم 13482 المؤرخ في 6-9- 1430ه وتحديداً في صفحة الرأي مقالاً للأخت فاطمة صالح الوهابي الموسوم ب(سلبيات التعليم الثانوي) يدور في فلك الحيرة التي يصاب بها كل من الطالب والطالبة بعد التخرج من تلك المرحلة التي تعد نهاية المطاف في مؤسسات التعليم العام، حيث يدلفان من خلالها إلى مجالات مؤسسات التعليم العالي . تعقيباً على ذلك في كل عام تزف المرحلة الثانوية للجنسين (بنين وبنات) في كل مناطق المملكة أعداداً من الخريجين والخريجات، وهذه الأعداد في تزايد مستمر، وقد لاحظت ذلك قيادتنا الرشيدة وأصدرت موافقاتها السامية بافتتاح العديد من الجامعات في عدة مدن ومحافظات، لاستيعاب تلك الحشود من الطلاب والطالبات، وبذلك اضمحلت وتلاشت مشكلات الحصول على مقاعد داخل أروقة التعليم العالي، وبقيت مشكلة أخرى (أتمنى أن لها الحل) هي عدم معرفة الطالب أو الطالبة أي طريق يسلك، ويتزامن مع ذلك تعدد الرؤى حول أفضل التخصصات المتاحة وهي في معظمها مبنية على اجتهادات مجانبة للصواب، وبالتالي ستكون النتائج غير مرضية في المستقبل القريب، حيث يكتشف الملتحق بذلك التخصص عدم ملاءمته له وتعثره فيه، فيضطر مرغماً لا راغباً إلى البحث عن تخصص آخر ربما يجد نفسه وربما ولا يجدها، ليعود بخفي حنين، ولتبدأ رحلة معاناة الأسرة لإيجاد مكان آخر يلتحق به أو يندثر في وظيفة في مؤسسة ما، وكل هذا نتيجة طبيعية لغياب التخطيط القائم على دراسة مستفيضة والمعتمدة على معرفة قدرات وإمكانات ذلك الطلاب، فنجد الكثير من أولئك الطلاب أو الطالبات في نهاية مرحلتهم الثانوية بلا أهداف، وربما خسرنا العديد منهم ممن يملكون مواهب فذة في جوانب عدة . لذا أنتهز هذه الفرصة لطرح فكرة استحداث مادة دراسية تحت عنوان: (التخصصات المتاحة لطلاب ما بعد الثانوية) ينضوي لوضع مفرداتها نخبة من المختصين في شتى المجالات على أن تراعي فيها احتياجات سوق العمل في عصرنا هذا، بهدف جعلهما (الطالب والطالبة) على دراية تامة بمتطلبات احتياجات السوق من الكوادر ولخلق فرص عمل كثيرة تسهم في القضاء على هاجس البطالة المزعج .
أتمنى أن تلقى هذه الرؤية المتواضعة القبول لدى المسؤولين .