[صقر قريش]

المدينة:الخميس 1430/10/12 هجري - 2009/10/01 ميلادي
انتزاع
د. حمود أبو طالب
700 موظفة “ينتزعن” مبنى تعليم البنات من الرجال.. كان ذلك العنوان الرئيسي لصحيفة (الوطن) يوم الاثنين 9 شوال، وفي تفاصيل الخبر أن 700 موظفة تسلّمن أعمالهنّ بالمبنى الرئيسي لتعليم البنات، وانفردن بإدارته لأول مرة، بعد أن ظل الرجال يديرونه نيابة عنهنّ سنوات.
في ظني أن المسألة ليست على طريقة، أو نظرية أن الحقوق تُنتزع، ولا تُمنح أو تُعطى، بل إن ما حدث هو السياق الطبيعي لمسيرة الحياة، ومنطق الأشياء.. في اليوم الذي أُعلن فيه دمج رئاسة تعليم البنات مع وزارة التربية والتعليم، ظن البعض أن خللاً كبيرًا قد حدث، ربما يُؤذن بانفلات الأمور وتطوّرها إلى ما هو أسوأ.. لم يحدث شيء من ذلك، ولم يتغيّر شيء سوى أن اللافتات تغيّرت، وانقسمت إدارات التعليم إلى نصفين، كلاهما يُدار بواسطة المسؤولين السابقين أنفسهم.هذا الكم الكبير من التربويات، والمعلّمات، والإداريات قادر على إدارة شؤون تعليم البنات بشكل متميّز، وإدارتهنّ قادرة على تسهيل كثير من الإجراءات، واختصار كثير من الوقت، الاتّصال والتواصل سيكون أفضل وأسرع، وكثير من الترسبات النفسية سوف تزول؛ لأنهنّ أدرى بإدارة شؤونهنّ، وأكثر فهمًا لاحتياجاتهنّ.
ما حدث هو الطبيعي الذي كان يجب أن يحدث من وقت بعيد، ولكن لا بأس، لأن عامل الوقت لا قيمة كبيرة له لدينا. مبروك انتزاع المبنى، ولكن الأهم هو الانتزاع الحقيقي لإدارة شؤونهنّ.
المدينة:الخميس 1430/10/12 هجري - 2009/10/01 ميلادي
تأجيل قادم هو الحل
ناصر نافع البرّاق
حينما أعلن الديوان الملكي في نهاية رمضان أن خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وجّه بتأجيل الدراسة إلى يوم 28 شوال لطلبة المراحل الابتدائية، ورياض الأطفال، وذوي الاحتياجات الخاصة، في حين تبدأ الدراسة للمرحلتين المتوسطة والثانوية في يوم 21 شوال. استبشر أولياء أمور الطلبة بهذا الخبر، حيث إن إعلانًا كهذا تتجسد فيه مشاعر الأبوة بما تحمله من عطف ورأفة ورحمة، بل تأكيد على أن ولاة أمر البلاد -حفظهم الله- يضعون حياة المواطن وسعادته في الدرجة الأولى من سلم أولوياتهم. وعندئذٍ لا قلق حيال المستقبل التعليمي والصحي لأبنائنا.ولكن طالما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن أنفلونزا الخنازير وباء عالمي، وبعد أيام ستستقبل المملكة ضيوف الرحمن ممّا يجعل المهمة مضاعفة لوزارة الصحة في تتبع المصابين، والتعامل معهم وفق خطة صحية تعرفها الوزارة مسبقًا، لماذا لا تؤجل الدراسة حتى نهاية موسم الحج؟ إنّ توخّي الحذر والمحافظة على صحة الطلبة ضرورة، حدت بدول عربية عدة إلى تأجيل الدراسة، والعمل على محاصرة هذا الوباء الكارثة، في الوقت الذي لن تستقبل هذه الدول أفواجًا من القادمين إلى أراضيها بغرض الحج أو العمرة، كما سيكون مع المملكة.إن تأجيل الدراسة إلى ما بعد موسم الحج خيار إستراتيجي لا بد منه فـ “درهم وقاية خير من قنطار علاج”، ومرض كهذا ينتشر سريعًا في الزحام، وينتقل مع الهواء، يحتم على مسؤولي وزارة التربية والتعليم النظر في مسألة التأجيل بعين المنطق والعقل، فالتأجيل أخف الضررين، وأرواح أبنائنا أثمن وأغلى طالما أن التأجيل شهر آخر أو شهران سيسهم في المحافظة على صحتهم، وحمايتهم من انتقال العدوى، فضلاً عمّا يعيشه المواطن من أزمة ثقة مع العقار الجديد المتوقّع وصوله خلال أسابيع، وتساؤلاته المتكررة في عدم جدوى هذا المصل، واعتقاده بأن أعراضه الجانبية أكثر من فوائده الصحية المرجوة.