عائد من رحلة الإدمان:
ضياع أسرة ووظيفة في كأس مسكر وحبوب مخدرة
إبراهيم علوي ـ جدة
يصف الشاب خالد. ب (29 عاما) وقوعه بالمخدرات بأنه خطأ عمره الذي لن ينساه، وعن وقوعه في وحل الإدمان، قال: في بدايات عملي الوظيفي استأجرت شاليها مع أحد أصدقاء السوء بعيدا عن الأعين لقضاء أوقات الفراغ كوني من عشاق البحر، واستضيف في الشاليه بعض من تعرفت عليهم، وكانوا يتناولون المسكر، ولا أعرف عنها شيئا إلا شكلها، فاعترضت في بداية الأمر على إحضارها، ولكن تقبلت الأمر، ما جعلني مع الأيام أقع في شراكهم بطوعي واختياري، فقد اقتنص أحدهم فرصة عندما رآني اجلس معهم بلا حديث والتفكير يعصرني، ليفاجئني بتقديم كأس لي لم اتنبه به إلا بالطعم الحارق للحلق ألقيت به من فوري وأنا غاضب منه، صديق السوء لم يتركني بعد أن لحق بي إلى خارج الشاليه، وجلس يستمع لي وأنا أفضفض عن نفسي متاعب الدنيا ومشاكلي مع والدي، وجلس يتحدث معي بأنه يعاني نفس المشكلة، ولكن ما يشربه أنساه الدنيا وما فيها وأخذ يعدد لي المرات التي عاش خلالها أجواء خيالية بعد تناوله المشروب، فوجدت نفسي انساق إليه واتناوله معه وهكذا قادني لطريق الإدمان وصرت اتناول المسكرات، وفجأة تحولت إلى الحبوب المخدرة وتطور الأمر إلى أنواع أخرى من الإدمان، حتى أصبحت مدمنا ولا أقوى على العمل، ووصل بي الأمر إلى ضرب والدي بسببها.
ويضيف أدخلت للمستشفى بعد 11 عاما من التعاطي والضياع، بعد أن فصلت من عملي وضاع مستقبلي، ولكن ذلك لم يفلح، فقد عدت لنفس الطريق وللسير مع أصدقاء السوء الذين سهلوا لي السرقة حتى استطيع الحصول على المشروب وغرروا بي، حتى بعت كل حاجياتي ابتداء من سيارتي وأجهزتي الشخصية، وأخيرا سقطت في يد رجال الأمن، واليوم أعض أصابع الندم وادعو الله أن يعينني في التخلص من الإدمان والعودة إلى الطريق الصحيح، خصوصا أنني أعاني هجران أهلي ومقاطعتهم لي.