رد : ما وراء ألأكمه / الحلقة السادسه
الجز الخامس والأخير من البحث : ......................
حساب الجُمّل أصلاً في المعادلات، ولكـن نجد من المناسب أن نعرض ملاحظاتنا على القارئ، من منطلق أنّ حساب الجُمّل يمكـن أن يُستأنس به كفرع يُثري ويلقي مزيداً من الضوء لا أكثر.
إنّ ما أعرضه الآن هو نتيجة استقرائيّة، وجدتها تنسجم مع نتائج الفصل الثاني من هذا الكُتيّب، ومن غير نتائج هذا الفصل أجدها لا تعني شيئاً. ويجب التّنبّه هنا إلى أنّ حساب الجُمّل هو مجرد اصطلاح بشريّ، هو يقتضي أن تحمل الكلمات الكثيرة الرقم نفسه. وبالتالي يمكـن أن تستخدم الكلمة الواحدة، أو العبارة للدلالة على أكثر من حيثيّة. وفي الوقت الذي تُستخدم فيه كلمة ما لتدل على تاريخ وفاة شخص، يمكـن أن تُستخدم أيضاً للدلالة على اسم شخص أو تاريخ معرفة، أوتاريخٍ شمسيٍّ، أو تاريخٍ قمري ... الخ.
القيمة العدديّة لعبارة ( بني إسرائيل) وفق حساب الجُمّل هي (365) وهذا هو عدد أيّام السّنة الشمسيّة أمّا وفق الرّسم العثماني فتنقص ( ألفاً ): ( بني إسرئيل)، فتصبح القيمة العدديّة (364). أمّا عبارة ( بنو إسرائيل) فقيمتها العدديّة (361) أي (19× 19)، وكذلك الأمر في الرسم العثماني لأنّ الألف التي حذفـت من كلمة ( إسرئيل) أضيفـت إلى كلمة ( بنوا ). وعليه يكـون المجموع أيضاً (361) أي (19× 19).
أمّا القيمة العدديّة لعبارة: ( المسجد الأقصا ) وفـق الرسـم العـثماني، فهي أيضاً (361) أي (19× 19). مع ملاحظة أنّ المسجد الأقصى لم يذكـر في القرآن الكريم إلا في سورة الإسراء التي تسمّى سورة ( بني إسرائيل). أمّا القيمة العدديّة لكلمة (إسرائيل) وفـق الرسـم العثماني فهي (302) أمّا القيمة العدديّة لكلمة ( السبت) فهي (493). أمّا القيمة العدديّة لعبارة ( المسجد الحرام ) فهي (418) أي 19× 22.
على ضـوء ما تبيّن من ارتباط السُّبوت بالشتات والزوال من الأرض المباركة، وعلى ضـوء حساب الجُمّل، سنقـوم بتّخاذ السّـبوت وحدة رياضـيّة؛ ففي كل (7) سـنـوات هناك سبت واحد، وكذلك هناك سبت واحد في ال (13) سنة، حتى تصـبح (14) سنة فتكـون سبتين.
كان فناء المرة الأولى سنة (586 ق. م )، [ راجع الفصل الأول وكذلك الفصل الثاني.] إذ تمّ دخول القدس وتدمير الهيكل كما سبق وأسلفنا. أمّا المرة الثانية فكانت كما تقـدّم على مرحلتين المرحلة الأولى (1948م )، وكانت المرحلة الثانية دُخول القـدس سنة (1967م ). وسبق أن أشرنا إلى أنّ قيام إسرائيل الجزئي كان في (10/6/1948م ). وهو تاريخ الهُـدنة الأولى. وكانت هـدنة 1967م بتاريخ (10/6) أيضاً. فإذا عرفـنا أنّ تدمير الهيكل والقـدس عام (586 ق. م ) كان بتاريخ (8/8) أدركـنا أنّ تاريخ (10/6) في العامين (1948م و1967م ) يجعل أيّ جمع للسنين من (586 ق. م ــ 1948م ) ومن (586 ق. م ــ 1967م ) ينقـص شهرين. وعليه نجد أن عدد السّبوت بين (586 م) و(1948م ) هو (361) أي (19× 19). وأنّ عدد السّبوت بين (586 ق. م ــ 1967م ) هو (364). وبعد دخول إسرائيل القـدس كان السّبوت رقـم (365) وبذلك اكتملت دورة فلكـية. [ لأن (365) هو عدد المرّات التي تدورها الأرض حول نفسها في الوقت الذي تكـونُ فيه قـد دارت حول الشمس مرة واحدة.] وبعبارة أخرى: عدد السّبوت من تدمير القـدس إلى ما قبل الرجوع إليها (364)، وكان السّبوت (365) بعد دخولها. أمّا عدد السّبوت من دمار المرة الأولى إلى قـيام المرة الثانية فهو (19× 19= 361).
دمّر الأشوريّون مملكة إسرائيل سنة (722 ق. م)، ودمّر الكلدانيّون مملكة يهوذا سنة (586 ق. م). أي أنّ عمر (يهوذا) امتدّ ما يقارب الـ (136) سنة وبلغة السّبوت (19) سبوتاً.
المدّة من وقـت الشّتات والخروج من القـدس (586 ق. م)، إلى الرجوع إليها (1967م) هي (2553) سنة أي (364) سبوتاً. وبتحويلها إلى قمريّة يكـون عدد السّبوت (375). وعليه يكـون الفرق (375 ــ 364) = (11) سبوتاً. وهذا العدد (11) يتكرر بشكل لافـت للنـظر.
( وإليك بيان ذلك ) :
الفارق التقريبي بين السنة الشمسيّة والقـمرية هو (365 ــ 354) = (11) يوماً. بتاريخ 5/3/2022 يكـتمل عمر إسرائيل الثانية (76) سنة. وبما أنّ العام 1443 هـ يبـدأ بتاريخ 8/8/2021م، فإن آخر (209) من أيّام إسرائيل هي أول (209) من العام الهجري (1443) وهذا العـدد هو
(19× 11). من جهة أخرى يشـترك العام (1443هـ ) مع العام (2022م) في (209) أيـام. وبعبارةٍ أخرى فإنّ أول (209) أيـامٍ من السنة (2022م) هي آخر (209) أيـام من العام الهجري (1443هـ). ثمّ إنّ عُمر إسرائيل (76) سنة قـمريّة، وتـقارب (74) سنة شمسيّة، أي (10) سبوت. وعنـدما يأتي السّبوت (11) تنتهي إسرائيل أو تكـون قـد انتهت، إن صـدقت التّوقّـعات.
في كل سبوت تكـون قـد قضـت (7) سنوات. فكم تزيد الشمسيّة فيها عن القمريّة؟ الافـت للانتباه أنها تزيد (76) يوماً. وهذا يذكـرنا بالرقـم (76) في سورة الإسراء، وبالآية (76) التي تتحدث عن الإخراج. أمّا الآية (77) فهي تنُـصُّ على أنّ ذلك سُنّة في الماضي والمستقبل. وقـد لاحظت أنّ عـدد كلمات الآية (77) هو (11) فهل لذلك علاقـة بالسّبوت (11) سالـف الذّكـر. خصـوصاً أنّ رقـم (77) هو المضاعـف (11) للعـدد (7) ؟!.
بالرجوع إلى المصحـف الشريف وجـدت أنّ كلمة (سبت) وردت خمس مرّات ( السبت)، ومرتين: ( يسبتُون، سبتهم )، وعليه يكـون المجموع (7) مرّات. ووفـق حساب الجُمّل فإنّ القـيمة العـدديّة للكلمة ( السبت) هي (493). وكـما رأينا فإنّ السّبوت هو السّنة السـابعـة التي يسبقـها (6) سـنوات من العمل، ويكـون الانقـطاع في السنة السـابعـة. فما هي الـ (6) سـنوات؟ قـمتُ بضـرب قـيمة السبت في حساب الجُمّل بالعـدد (6) فـكان الناتج: (493× 6 = 2958) وهذا هو عـدد السنين من بداية العام (935 ق. م) إلى نهاية عام (2022م).
اللغة اصـطلاح بشري، وقـد نزلت الرسالات بلغات الأقـوام المختـلفة. وأري أنّ التـأريخ بالتـاريخ العبري، أو الهجري، أو الميلادي، هي أيضاً اصـطلاحات من باب الاصـطلاحات اللغوية. فإذا قيل إنّ هذا العام هو 1993 بعد ميلاد المسيح فلا يعني هذا أننا نجزم بأن المسيح عليه السّلام قـد ولد قبل 1993 سنة. ولكـننا تواطـأنا على هذا الاصـطلاح الذي قـد يكـون واقـعيّاً، وقـد لا يكـون، ومع ذلك نعـتمدهُ ويصـبح لغة صحيحة.
(... وينتهي الدكـتور (موريس يوكاي) إلى تأيـيـد فرضـه بأنّ فرعـون الخروج هو ( منبتـاح) ابن رمسيس الثاني. وبما أنّ منبتـاح تَـسَـنّم عـرش مصـر سنة 1224 ق. م وحكـم مصـر لمـدة عـشر سـنوات في أحـد الأقـوال، وعـشرين عاماً في قـولٍ ثانٍ، فإنّ سنة الخروج إمّا أن تكـون سنة (1214) ق. م أو (1204) ق. م ). [ الله والأنبياء في التوراة و العـهد القـديم ــ د. محمد علي البار ــ ط 1ــ 1990م ــ الـدار الشـاميّة ــ بيروت ودار القـلم ــ دمشـق. ص 229.]
نحن الآن في العام العبري (5753)، وعلى ضـوء ما سـلف إليك هذه المعـادلة الملـفتـة للانتباه:
(1204 ق. م ) كان الخروج من مصـر. [ مع ملاحظـة أنّـهُ أحـد إحتـمالين.]
(935 ق. م ) كانت وفـاة سـليمان عليه السّلام .
(722 ق. م ) كان تـدمير دولة (إسرائيل) الشـماليّة.
(586 ق. م ) كان تـدمير دولة (يهوذا) الجنـوبيّة.
(1948 م ) و(1967 م) و(2022 م ) هي سـنوات إقـامة الـدولة الأخيرة، ودخول القـدس، والزوال المتـوقّع تَوقّـعَـاً هو من قبيل غلبة الظّـن.
1204 ق. م 935 ق. م 722 ق. م 586 ق. م 1948 م 1967 م 2022 م
أ = عـدد السنين العبرية قبل عام (1204 ق. م ) يسـاوي (365) سبوتاً أي قـيمة ( بني إسرائيل) في حساب الجُمّل. وهي تسـاوي دورة فـلكـية واحـدة للأرض حـول الشمس.
ب = من العام 1204 ق. م إلى العام 935 ق. م هناك (38) سبوتاً أي (19× 2).
جـ = من زوال الـدولة الأولى (722 ق. م ) إلى زوال الـدولة الثانية (586 ق. م ) هناك (19) سبوتاً.
د = من زوال المرة الأولى (586 ق. م ) إلى قـيام المرة الثانية هناك (361) سبوتاً. أي
(19× 19). [ راجـع الصـفحات القليلة السابـقة.]
هـ = من الخروج من القـدس عام (586 ق. م ) إلى الرجوع إليها عام (1967م ) هناك (364) سبوتاً وهي قـيمة ( بني إسرائيل) في حساب الجُمّل وفـق الرسم العثماني للقرآن الكريم.
و= السبوت رقـم (365) يكـون بعد دخول القـدس، وبذلك تكـتمل دورة فلكـية واحـدة. وهو العـدد نفـسه للسّبوت قبل تاريخ الخروج من مصـر.
ز= عـدد السّبوت من وفاة سليمان عليه السّلام إلى الزوال المتوقّـع عام (2022
م ) هو (422). وعـدد السّبوت قبل تاريخ وفاة سليمان عليه السّلام هو (403) وعليه يكـون الفـرق (422 ــ 403= 19).
حـ = في العام (1969م ) اكـتملت دورة فـلكـية (365) سبتاً، إبتـداءً من زوال الدولة الأولى والخروج من القـدس، إلى دخول القـدس ثانياً. وفي هذا العام يصـادف العام العبري (5730)، واللافـت للانتباه أنّ هذا العـدد من السنين يمثل فـترة نصـف العُـمْر ( للكـربون 14)، ]Physies - Principles and Problems - James T. p 479 Murphy Charles E. Merrill publishing Co. [
والذي يستخـدم من قبل علماء الآثار لتحـديد عمر الإنسان والحضـارات البشريّة. ويقـع هذا العام (5730) في مجال [ المضـاعـف (301) للعـدد (19) هو (5719)، والمضـاعـف الـ (302) هو (5738). وعليه يكـون العـدد (5728) في مجال المضـاعـف (301) في حين نعـد (5729) في مجال المضـاعـف (302).] المضـاعـف (302) للعـدد (19). والعـدد (302) هو قـيمة كلمة ( إسرئيل) وفـق حساب الجُمّل للرسم العثماني للكلمة. ومن هنا نجـد أنّه قـد اجتمعـت ثلاث دورات بعد دخول اليهود القـدس وهي: دورة فلكـية، دورة للكـربون 14، ودورة للعـدد 19. فـانظـر وتعـجّب!.
قلنا إنّ القـيمة العـدديّة لكلمة إسرائيل هي (302)، والمضاعـف السابـع للعـدد (302) يقـع في مجاله المضاعـف الـ (19) للعـدد(111) والذي هو عـدد آيات سورة ( الإسراء)، والتي تسمى سورة ( بني إسرائيل).
رأينا في المعـادلات السابقـة علاقـة العام (779 ق. م ) بوفاة سليمان عليه السّلام الذي أعاد بناء الأقـصى. ويلحـظ أن مجموع القـيمة العـدديّة لـ ( المسجـد الأقتصا ) + ( المسجـد الحرام ) = 779 أي 19× 41.
( خـلاصـة ) :
لاحظـنا أنّ القـيمة العـدديّة وفـق حساب الجُمّل لـ : ( بنوا إسرئيل)، ( المسجـد الأقـصا )، المسجـد الحرام (بني إسرائيل)، (بني إسرئيل) (إسرئيل) ( السبت) جـاءت كلها موافـقة للمـعادلة الرياضـيّة لتاريخ بني إسرائيل، وجـاءت مُنسجـمة مع المسار الذي تمّ الحـديث عـنه في الفـصل الثاني من هذا الكُـتيّب.
تلك ملاحـظات جـاءت تؤكـد صحـة مسلكنا في البحـث عن قانونٍ جامع يحـكـم التاريخ، ويضـبط حركـته. لا شـكّ أنّه أمرٌ عجـيب أن يسير التاريخ وفـق قانون رياضيّ كـما في عالم المادة، مما يجعـلنا بحـاجة إلى إعـادة النّـظر في مسلّـماتٍ حـول التاريخ وقـوانيـنه. فهل يمكـن أن تكـون هذه القـوانين مصاغـة في صـورة كلمات وجُمل هي رموز و(شيفرات)؟؟ وهل يجـوز أن نضـرب صـفحـاً عن متابعـة هذه الملاحـظات الاستقـرائيّة؟؟
حتى لا يظـنّ البعـض أننا نتعـامل في هذه الملاحـظات من منـطق التسـليم بصحـة العـهد القـديم، وصـدق نبوءاته. وحتى لا يتـوهم أنّ صـدق بعـض هذه النبوءات يشـكّل دليلاً على مصـداقـيته. وكي لا توحي دراستنا لبعـض التشريعـات التوراتـيّة بأنّها إقـرارٌ وإيمان، فإننا نـؤكـد على ما يلي:
1 ــ كان كل رسول يبعـث إلى قـومه خاصة، وبُعــث محمـد صلى الله عليه و سلم إلى النّاس كافـة. ومن هنا جـاءت الشريعـة الإسـلاميّة ناسـخة للشرائع السّابقـة.
2 ــ جـاء في آخـر آية من سورة البقـرة: (( رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا..)). ومن هنا قـد تبـدو بعـض التشـريعـات السّـابقـة غـريبة مقـارنة بالشريعـة الإسـلامية السّمحـة فما يكـون مناسباً لعـصـرٍ من العـصـور وأمّة من الأمم، قـد لا يكـون مناسباً لجـميع الأمم والعـصـور.
3 ــ حُـكـم المسلمين بصحـة جـزء من العـهد القـديم لا يعـني صحّـة الكلّ. لأننا نعـتقـد وجـود جـزء من الحقـيقـة في التوراة. ونعـتقـد حصـول التحـريف وليـس التبـديل الكامل.
4 ــ بعـث الله تعالى الرّسل وأنزل الرّسالات. ويَحْـفـظُ منها ما يشاء لحـكـمة يريـدها. ويُنسي منها ما يشاء لحـكـمة أيضاً. انـظر قوله تعالى: ((... الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيل ...)). [ سورة الأعـراف، الآية: 157.]
5 ــ الأصل أنْ تتـفـق الأديان السّـماوية في الجانب العـقائدي، لأنّ العـقيدة أخبار، والخبر الصادق لا يخـتلف من رسولٍ إلى آخر. أمّا الجانب التشريعي فالأصل أن نجـد فيه اخـتلافاً، للتباين في الأمم والعـصـور. حتى نزلت شريعـة الإسـلام الشاملة العامّة.
( خــَــــاتــِمـــَة ) : وبعـد:
ما كـنتُ أحـب الخـوض في مثل هذه القـضايا، ولكـن وَجَـدْتُـني مدفـوعاً في هذا المسار من خـلال عمليّة إسـتقـرائيّة. فـرأيتُ من واجبي أن أضـع البحـث بين يـدي القارئ ليخلُص إلى النتائج التي يراها، لعـلمي أنّه ربّ مُبلّغٍ أوعى من سامع.
|