[صقر قريش]

الجزيرة : الخميس 19 شوال 1430هـ العدد 13524
كوع المدرس و(زرقة) المدير!
د. محمد أبو حمرا
العطلة الصيفية حق مشروع للطلبة؛ وهي فترة استراحة من لهاث عدة أشهر؛ وحينما تبدأ العطلة المدرسية تبقى مدرسة الطلاب خالية تماماً؛ ويعلوها الغبار طيلة مدة الإجازة رغم عقد التنظيف مع الشركة التي تضع عاملاً أو اثنين لخدمتها. دخلت إحدى المدارس الابتدائية أثناء العطلة؛ حيث وجدت الباب شبه موصد؛ أي أنه مفتوح على استحياء؛ فوجدت بعض المدرسين في غرفتهم جالسين وكأنهم في عزاء؛ كل واحد قد وضع كوعه على ركبته ووضع قبضة يده على خده واستسلم لنوم متقطع؛ ويسمونه غفوة ذيب.. فتح أحدهم عينيه وحياني؛ فصحى الباقون؛ وكانت صحوتهم على ضحكتي العالية؛ حيث قلت له: أأنتم في عزاء هنا. لماذا أنتم جالسون دون عمل؛ وكأن على رؤوسكم الطير؟
قال أكثرهم نكتة: جئنا نسلي مديرنا الذي خرج وسيعود؛ وكما ترى نحن مثل أم العروس مشغولة خالية!!
قيل لي أنه مطلوب من المدرسين الدوام لمدة كذا خلال العطلة الصيفية؛ وشاركنا في الحديث أغلب المدرسين الذين يندبون حظهم في عطلة تلاميذهم؛ حيث قال أحدهم: وش يبونا نسوي؟ بس نرقد فيذا؛ ما عندنا شغل؛ كل اللي يخصنا أنهيناه؛ ليه ما نعطل؟
ومثل قول هذا قال جاري المدرس في مركز التدريب المهني؛ حيث حدثني أنهم يداومون أغلب العطلة الصيفية ولا متدربين لديهم؛ فقط لمجرد الحضور للمبنى فقط.ويبرز في مسألة هؤلاء المدرسين والمدرسات والمدربين والمدربات (إن كان هناك مدربات) وهو: ما الجدوى من بقائهم دون عمل يذكر ما دام أن عملهم متعلق ومنوط بالتدريب أو التدريب وشؤونه وشجونه وقد أنهوا ما يخصهم ولا أحد لديهم يقومون بتدريسه أو تدريبه؟
ولماذا لا يوضع ترتيب أو تنظيم يخص إجازة هؤلاء بحيث يتمتعون مع طلابهم وأولادهم بحيث تعود عليهم بالنفع ومعرفة أجزاء بلادهم خلال الصيف؛ أي أن يكون لديهم فرصة لكي يسافر أحدهم بأسرته خلال الإجازة التي تمتد أشهرا؛ بدلاً من تقطيعها وتقسيطها عليهم وجعلهم مرتبطين بمدرسة وجدران لا أحد فيها؟
وإذا كان هؤلاء يتبعون نظام الخدمة المدنية الذي ينص على أن إجازة الموظف محددة بعدد كذا من الأيام في السنة؛ فلماذا لا يوضع لهم تقنين خاص بهم وبمن يماثلهم؛ لأن الواقع والممارس يقول ذلك؛ بعكس المادة التي تحدد الإجازة. أم أن المسألة فيها ضرر أو إضرار لا نعرفه نحن العامة؛ وله عارفون ومطبقون؟
وكيف يعطون مسمى إجازة خاصة بهم بينما هم يعملون فيها وتحسب عليهم؟
المسلة فيها كثير من الغموض في تفسير مضمونها أو مفهومها؛ لكن كل يفسر حسبما يليق به هو.
صحيفةاليوم : الخميس 19 شوال 1430هـ العدد 13264
خيار إعلامي أفضل
محمد عبدالعزيز السماعيل
استخدام تقنية البث الفضائي تتطلب الإيفاء بحزمة اشتراطات أخلاقية وقيمية ، ورغم الكم الهائل للقنوات الفضائية التي تطل علينا عبر شاشات التلفزة في العالم العربي حيث يوجد منها ( 474 ) قناة فضائية مجانية ، إلا أنها تتفاوت بشكل ملحوظ في التزاماتها ورسالاتها الإعلامية والاجتماعية ، وقد استوقفتني رسالة قناة جديدة - تحمل أسم ( تعليمية ) وسيبدأ بثها التجريبي عن قريب - لاستيفائها كامل أهداف وشروط الرسالة الإعلامية التي تخدم المجتمع وتقدم له مادة وطرحا إعلاميا وتعليميا وفقا لخطط وأسس ومنهج علمي يمزج بين الهدف التعليمي والإعلامي ، وهي بذلك تخدم طيفا اجتماعيا واسعا يستفيد من خدمات القناة ويحقق الغاية التي أطلقت من أجلها.ودعني هنا – عزيزي القارئ – أعرفك بهذه القناة الوليدة ، فهي أول قناة تعليمية سعودية يتم إطلاقها باسم (تعليمية) تحت شعار ( فضاء تعليمي هادف) ولعل العبارة المحورية في الشعار هي (هادف) فتأكيد هذا المحور له دلالاته الخاصة ، وأنها تستهدف جميع المعنيين بالتعليم العام ، من خلال مجموعة برامج تتعامل مع المناهج بحرفية لتبسيطها وتقديمها بصورة سلسة وسهلة للمستهدفين ، وهي في واقعها تعنى بمناهج طلاب و طالبات مراحل التعليم العام بالمملكة ، مع التركيز على معالجة قضاياهم وهمومهم وتغطية فعالياتهم ونشاطاتهم المختلفة بشكل فاعل و ايجابي .طالما أن القناة بهذه الأهداف التعليمية المؤثرة فقد تم استقطاب نخبة من التربويين و المستشارين والباحثين المتميزين من داخل المملكة و خارجها من اجل تقديم خدمات و برامج تعليمية متميزة في الشكل و المحتوى ، و هي تعبر عن توجه متقدم يسهم في تحقيق مقومات التعليم الفعال كجزء من المنظومة العامة للتعليم في المملكة ، إلى جانب كونها جسراً للتواصل بين كافة المعنيين بالعملية التربوية التعليمية ومنبرا يعزز ويقدم صورة ذهنية مشرقة في نفوس الطلاب و الطالبات تجاه المدرسة و التعليم بوجهة عام . ولعل القائمين عليها وضعوا في اعتبارهم منهج البث الأكثر مرونة في تطبيق غايات وأهداف القناة من خلال الإفادة من أنظمة الاتصال ووسائل التقنية الحديثة واستثمارها في الإعلام التعليمي وفي دعم وتطوير منتجات العملية التعليمية التربوية ، بما يسهم في تحقيق الأهداف التنموية الشاملة .ومن خلال مطالعاتي في مبادئ وقيم القناة واتجاهاتها التعليمية الفاعلة لمست طموحا جادا يستوعب سلبيات وإيجابيات البث الفضائي لتحقيق عدد من الأهداف من بينها تحقيق مقومات التعليم الفعال بشرح المواد الدراسية للطلاب وإكسابهم مهارات التعلم بطرق مبتكرة و مشوقة ، وتنمية الاتجاهات الايجابية لدى الطلاب تجاه المدرسة و التعليم بوجه عام ، إلى جانب زيادة وعي أولياء الأمور للتواصل الايجابي مع أعضاء الإدارة المدرسية ، ودعم و توظيف الخبرات التعليمية للمعلمين و المعلمات ، والتهيئة النفسية و التربوية لعودة الطلاب إلى المدارس وشحذ دافعيتهم الداخلية للتعلم ، إضافة إلى إتاحة الفرصة لمن فاتهم ركب التعليم للاستفادة من برامج القناة المخصصة لتلك الفئات (محو الأمية).وهي بذلك تطرح نفسها كبديل وخيار إعلامي مناسب وموثوق به ، فتلك الأهداف شاملة لمضامين العمل التربوي والتعليمي ويراعي الجوانب السلوكية والسيكلوجية في العملية التعليمية مما يؤهلها لجدارة الاستحقاق الفضائي النموذجي الذي يضيف إلينا أبعادا جديدة في العمل الإعلامي الناضج والهادف الذي نفخر به ونطمح إليه ، فنحن بحاجة لمثل هذه القنوات التي تخدم التنمية البشرية وترتقي بالمنظومة الاجتماعية وتمنحها حصانة ضد الغزو الفضائي ومثالب البث الرخيص ، وهي بحق مشروع أمن فكري رائد يستحق كامل الدعم والتشجيع ، وأرجو أن ينال هذا المشروع الفذ كل الدعم الذي يحتاجه من الجهات المعنية.