المصابون .. يروون تفاصيل «المذبحة» ويؤكدون عدم معرفتهم بالقاتل
كشف المصابون في جريمة الطائف عن تفاصيل مثيرة ومفاجئة أبرزها عدم معرفتهم بالقاتل منتقدين في الوقت ذاته تأخر وصول سيارات الاسعاف ونقلهم مما ادى الى قيام بعض المواطنين بنقلهم.
يقول المصاب محمد السواط (26 عاما) وقد غادر المستشفى أمس كنا جلوسا مع أبناء عمي وقرابتي لتبادل الاحاديث ومشاهدة التلفزيون ثم قمت ووقفت على باب غرفة الاستراحة وكان (فارس) المتوفى الثاني أمامي متجها إلى غرفة صغيرة عبارة عن مطبخ، وبدأ القاتل بتوجيه سلاحه الرشاش عليه حتى سقط في دمائه .ثم بدأ تصويبه باتجاهي حتى دخلت إلى داخل الغرفة، ولم يتردد القاتل في إطلاق النار علينا بشكل عشوائي بطلقات كثيرة.
واضاف كان القاتل يلبس ثوبا أبيض ومتلثما بشماغه، وعند انقطاع صوت الرصاص أغلق الباب واتصلت بشقيقي والهلال الاحمر والشرطة وعند تأخر سيارات الاسعاف قام مجموعة من المواطنين بنقلنا ولحظتها لم أكن أشعر بإصابتي وعند وصولي للمستشفى كان الدم واضحا على جسدي لاصابتي في العضد وأجريت لي الاسعافات الطبية وتم تنويمي، وقال إن القاتل لم نره من قبل ولم نكن نعرفه على الإطلاق.
ويقول المصاب عبد المجيد عبد الله السواط والبالغ من العمر (20 عاما) ويدرس بالكلية الصحية بالطائف جاءت إصابتي في القدم اليسرى حيث كسرت بعض الاصابع وأجري لها عملية لإعادتها.
ويضيف كنا جلوسا داخل الغرفة ولم نكن نعلم أن أحدا سيقوم بمباغتتنا بسلاح رشاش مشيرا ان القاتل اطلق وابل من الرصاص من سلاحه الذي يحمله علينا داخل الغرفة بشكل عشوائي مما دفعنا إلى الاحتماء بالمكتبة الصغيرة الموجودة داخل الغرفة على أمل أن تنقذنا بعد الله سبحانه وتعالى من طلقات الغدر، وبعد ان فرغ القاتل من إطلاق النار سقطنا داخل بركة من الدماء في الغرفة حيث نقلنا للمستشفى عن طريق المواطنين بعد تأخر سيارات الهلال الاحمر والتي لم تحضر للموقع إلا متأخرة.
أما المصاب متعب السواط البالغ من العمر (24 عاما) تركزت إصابته في الساق الايمن تحت الركبة حيث اخترقت الطلقة لحمة الساق وسلم العظم من الكسر، ويقول لم أكن أصدق ما يحدث لنا، وما أن سمعت الطلقة الاولى التي أطلقت على المتوفى (فارس) حتى ظننت أنها من الالعاب النارية والتي ربما بقيت بعد عيد الفطر .
وفي لحظة سريعة ونحن جلوس فإذا بالقاتل يدخل علينا بسلاحه الرشاش ويصوبه بشكل عشوائي على جميع الموجودين، وقد لجأنا إلى خلف المكتبة، مضيفا إن ما حدث كارثة كبرى وجريمة من أبشع الجرائم..
ويقول المصابان خالد السواط وشاكر السواط إنهما فوجئا بدخول القاتل عليهم فجأة داخل الغرفة التي كانوا جلوسا بها، وان القاتل اطلق النار بصورة عشوائية وما قام به عمل إجرامي ينبغي محاسبته عليه ليكون عبرة لغيرة، وقال المصاب فيصل السواط كانت إصابتي في اليد اليمنى وكذلك في القدم اليسرى.
كما قامت «المدينة» بزيارة المصابين سامي السواط وصقر سلطان السواط واللذان يرقدان بغرفة العناية المركزة حيث قدمت لها التهنئة بسلامتهما، وكان سامي قد أصيب في بطنه وقدمه فيما اصيب مشاري بكسر في يده اليمني ورجله وبطنه..
الجدير ذكره أن اثنين من المصابين الذين تعرضوا لاطلاق النار داخل الاستراحة غادرا المستشفى بعد تلقيهما العلاج وهما رايد ومحمد السواط.
لم يظن المصابون وأحد القتلى في حادثة “السر” ان تكون اوراق البلوت وكاسات الشاي التي يرتشفونها هي اخر عهد لهم ببعضهم البعض، اذ تسبب وابل الرصاص المنطلق من رشاش القاتل في تفرقة هذا التجمع، ليتحول المكان بعدها الى بركة من الدم ملطخة بالشاي المسكوب في جنبات الغرفة الضيقة والتي اعتاد فيها الجميع على التجمع والسمر.
من جهة أخرى، كشفت لـ «عكاظ» مصادر مطلعة أن مشاجرة وقعت في شهر رمضان الماضي بين الجاني (م. الجعيد) والمتواجدين في استراحة الطائف، كانت الدافع الذي قاد الجعيد لارتكاب جريمته بحق المتواجدين في الاستراحة أمس الأول.
وأضافت المصادر، أن صلحا قبليا كان مقررا مساء أمس الجمعة لاحتواء ذلك الخلاف، إلا أن الجاني قضى على ذلك الصلح بارتكاب جريمته، حيث اتهمه أحد الأشخاص في الاستراحة وتلفظ عليه ما جعله يرتكب فعلته ويطلق النار على جميع من في الاستراحة.
وفي سياق متصل، غادر أربعة من المصابين في الاستراحة أمس مستشفيات الطائف، إثر تلقيهم العلاج وتماثلهم للشفاء، بينما لا يزال خمسة منهم يرقدون في المستشفى أحدهم في العناية المركزة، إذ أكدت مصادر طبية استقرار حالته وزوال الخطر عنه.
وأشارت مصادر أمنية أن إجراءات التحقيق لا تزال جارية لمعرفة التفاصيل التي قادت الجاني لارتكاب جريمته، كما سيتم التحقيق مع المصابين إثر تماثلهم للشفاء.
يشار إلى أن الجاني الجعيد (30 عاما)، أطلق النار على مجموعة من الشباب في استراحة جنوبي الطائف، ما أدى لسقوط قتيل وعشرة مصابين، كما أجرى الجاني اتصالا بشاب آخر والتقاه قرب محطة للوقود على مسافة 2000 متر من الاستراحة ــ مكان ارتكاب جريمته الأولى ــ، وأطلق النار عليه وأرداه قتيلا على الفور، ثم سلم نفسه إلى الشرطة.